تسريب ظريف وحملة على عراقجي يسرعان محادثات فيينا

  • 4/27/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيينا - اتفقت أطراف المفاوضات النووية في فيينا الرامية لإعادة واشنطن وطهران لاتفاق العام 2015 اليوم الثلاثاء على تسريع الجهود، وسط قلق غير معلن من تعثر المحادثات على ضوء حملة يقودها تيار المحافظين بزعامة المرشد الأعلى علي خامنئي وعلى خلفية تسريب صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أفاض فيه الحديث حول تدخل الحرس الثوري الإيراني ومساع سابقة من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أميركية في مطلع 2020، لتقويض الاتفاق النووي.   وبدأت إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا جولة ثالثة من الاجتماعات في فيينا اليوم الثلاثاء للاتفاق على الخطوات الضرورية من أجل إحياء اتفاق عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، وفق ما ذكر دبلوماسيون. وتدور نقاط الخلاف الرئيسية حول العقوبات التي يجب على الولايات المتحدة أن ترفعها، والخطوات التي يجب على إيران اتخاذها لاستئناف التزامها للحد من برنامجها النووي، وكيفية ترتيب هذه العملية لإرضاء كلا الطرفين. وقال ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تغريدة له على حسابه بتويتر بعد اجتماع دبلوماسيين كبار في العاصمة النمساوية "أثبتت المناقشات أن المشاركين يسترشدون بهدف واحد هو الاستعادة الكاملة للاتفاق النووي في شكله الأصلي. تقرر تسريع العملية". ويوجد وفد أميركي في موقع آخر منفصل في فيينا، ما يمكّن الممثلين عن القوى الخمس من التنقل بين الجانبين وذلك بسبب رفض إيران خوض محادثات مباشرة. وأوكلت إلى ثلاثة فرق عمل من الخبراء مهمة إيجاد وصياغة حلول للقضايا الأكثر أهمية. وفي نهاية محادثات الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة رغم تحقيق بعض التقدم في محادثاتهم الأخيرة غير المباشرة. وقال وانغ تشون سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "نأمل أن تحافظ جميع الأطراف على المرحلة التي وصلنا إليها بالفعل في جهودها لإيجاد حل مبكر لهذه المسألة المطروحة أمامنا"، مضيفا أن كبار الدبلوماسيين سيعاودون الاجتماع غدا الأربعاء من أجل تقييم الوضع". وتأتي هذه التطورات على ضوء تعرض فريق التفاوض الإيراني بقيادة مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي لحملة شرسة تشنها وسائل إعلام إيرانية رسمية مقربة من تيار المحافظين تهدف أساسا لإرباك محادثات فيينا بينما تستعد إيران لانتخابات رئاسية حاسمة في يونيو/حزيران يخوضها الاصلاحيون الذين يقودون الحكومة حاليا برصيد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بفعل تداعيات جائحة كورونا والعقوبات السابقة التي أعاد ترامب فرضها على الجمهورية الإسلامية. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية بما فيها التلفزيون الرسمي قد شككت في النوايا الأميركية واعتبرت أن عراقجي يتعرض للخداع من قبل الأميركيين وأنه قد يدفع لتقديم تنازلات. وكان مسؤولون أوروبيون قد حذّروا من أن دخول إيران في مرحلة الانتخابات الرئاسية ستعطل جهود حل المأزق النووي وقد تبعد طهران أكثر عن العودة للاتفاق المسمى 'خطة العمل المشتركة' (اتفاق 2015). ويسعى المحافظون الذين دفعوا بمرشحين للرئاسة معظمهم من العسكريين المتشددين، إلى استعادة كرسي الرئاسة الذي فقدوه في 2013 بعد فوز الإصلاحي حسن روحاني الذي انفتحت في عهده إيران على الغرب وبدأت خطوات لفك العزلة بعد التوصل للاتفاق النووي في عام 2015، إلا أن جهود الانفتاح توقفت بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 وتحلله من الاتفاق النووي السابق. كما يرخي التسريب الصوتي لوزير الخارجية الإيراني وهو من مهندسي اتفاق العام 2015، بظلال ثقيلة على محادثات فيينا حيث اشتكى الوزير الإيراني من ضغوط شديدة يمارسها الحرس الثوري الإيراني. وأثارت تصريحات ظريف التي وصفتها حكومة روحاني بـ"المؤامرة"، جدلا واسعا في إيران وأثارت كذلك غضب الحرس الثوري الإيراني وتيار المحافظين الذي من المتوقع أن يزيد من ضغوطه لجهة تعطيل العودة للاتفاق النووي.

مشاركة :