عبرت مصر عن قلقها جراء تصاعد وتيرة الاعتداءات في القدس، مطالبة بضرورة وقف الانتهاكات التي تستهدف هوية المدينة ومقدساتها. واتفق وزير الخارجية سامح شكري، خلال لقائه، أمس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، على «تكثيف الاتصالات في المرحلة القادمة لتفادي أي تصعيد في القدس أو قطاع غزة». ووفق المُتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، فإن لقاء شكري - وينسلاند جرى خلاله تبادل الرؤى إزاء مُستجدات القضية الفلسطينية، وسُبل الدفع قُدماً بمسار السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستعرض شكري وجهود القاهرة الرامية إلى «توفير مُناخ مواتٍ لاستئناف الحوار وصولاً إلى إطلاق مسار تفاوضي شامل، على أساس مرجعيات القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة». كما تطرق إلى المساعي المُشتركة التي تبذلها مصر مع كل من الأردن، وفرنسا، وألمانيا، في إطار «صيغة ميونيخ»، وحرصها على التواصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل توفير إجراءات بناء الثقة وبما يسمح بإطلاق المفاوضات بينهما. وجدد وزير الخارجية المصري الإعراب عن قلق بلاده «جراء تصاعد وتيرة الاعتداءات في مدينة القدس، وضرورة وقف الانتهاكات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمدينة ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم». ووفق البيان المصري اتفق شكري مع المسؤول الأممي على «أهمية تكثيف الاتصالات في المرحلة القادمة لتفادي أي تصعيد في القدس أو قطاع غزة». ونقل عن وينسلاند تقديره لما تبذله القاهرة في إطار الدفع باستئناف جهود السلام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتطلعه لاستمرار وتيرة التنسيق والتشاور مع مصر. في حين أعرب وزير الخارجية، عن دعم مصر للجهد المتواصل الذي يقوم به المبعوث الأممي، بهدف إحياء عملية السلام في إطار حل الدولتين، وبهدف تدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة. وأجرى وينسلاند خلال زيارته للقاهرة، مباحثات موسعة، شملت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي أعرب عن «القلق إزاء التصعيد الأخير في مدينة القدس، محملاً المسؤولية للخطاب اليميني المتطرف في إسرائيل، وكذلك للسلطات الإسرائيلية التي سعت لفرض قيود جديدة على الفلسطينيين في البلدة القديمة، والمسجد الأقصى». ورحب أبو الغيط، بجهود المبعوث الأممي من أجل استعادة الهدوء في المدينة المقدسة، وإنهاء التصعيد مع قطاع غزة، مُشيراً إلى أن الأيام المقبلة «تقتضي الحكمة والبعد عن الاستفزاز، خاصة أن هذا الوقت من العام يشهد تدفق عشرات الآلاف من المصلين على الحرم القدسي»، مُشدداً على حق الفلسطينيين في الوصول إلى المسجد الأقصى من دون إعاقة أو حواجز، ومُحذراً من مغبة التحريض الذي تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة في هذا الخصوص. وأكد أبو الغيط أهمية استمرار الدعم الدولي للسلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، خاصة في ضوء التبعات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة لجائحة كورونا المستجد، وما خلفته من تدهور اقتصادي عانى منه الفلسطينيون على نحوٍ مضاعف جراء القيود التي يفرضها الاحتلال على الحركة والنشاط الاقتصادي.
مشاركة :