يغتنم الرئيس الأميركي جو بايدن أول كلمة يلقيها أمام الكونغرس اليوم الأربعاء لعرض خططه الإصلاحية خصوصاً في المجال الضريبي، بعد بداية ولاية بذل فيها جهوداً مكثفة على جبهات عدة. وعشية بلوغه محطة رمزية هي أول 100 يوم من ولايته الرئاسية، يعرض بايدن أمام مجلسي الكونغرس "مشروعه للعائلات الأميركية" التي تقدّر كلفته بنحو ألفي مليار دولار. والخطة التي وصفها البيت الأبيض بـ"الاستثمار التاريخي" في التعليم والطفولة التي أثارت غضب الجمهوريين حتى قبل الكشف عنها، تضع سقفا طموحاً: 1000 مليار دولار للاستثمارات، وخاصة في القطاع التعليمي، و800 مليار من التخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى. ولتمويل المشروع، سيقترح الرئيس الديموقراطي إلغاء التخفيضات الضريبية التي أقرها سلفه دونالد ترمب للأكثر ثراء وزيادة الضريبة على عائدات رأس المال لـ 0.3% من الأميركيين الأكثر ثراء. وفي المقابل، سيقطع وعداً ردده مراراً وتكراراً، وهو أن الزيادة الضريبية لن تنطبق على الذين يجنون أقل من 400 ألف دولار في السنة. وستشكل كلمة بايدن بداية معركة محتدمة في الكونغرس. فإن كانت خطته لدعم الاقتصاد بقيمة 1900 مليار دولار اجتازت العقبات بدون صعوبات حقيقية، فإن المناقشات حول خططه الضخمة للاستثمار في البنى التحتية والتربية تنذر بمناقشات أكثر احتداماً. ومن المتوقع أن يشيد بايدن في كلمته بـ"التقدم المذهل" بحسب تعبيره، الذي حققته البلاد في الأشهر الأخيرة على صعيد مكافحة وباء كورونا ، وبصورة خاصة تسريع وتيرة حملة التلقيح بشكل لافت. وتلقى أكثر من 96 مليون شخص يمثلون حوالي 30% من المواطنين جرعتي اللقاح. وفي قرار عالي الرمزية، أعلنت السلطات الصحية الثلاثاء أن الأميركيين المحصنين لم يعودوا بحاجة إلى وضع الكمامات في الخارج إلا في الأماكن المكتظة. وإن كان الخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليداً راسخاً في الحياة السياسية الأميركية، فإن كلمة بايدن هذه السنة ستجري في أجواء استثنائية حتّمتها الأزمة الصحية. وسيحضر حوالي 200 شخص فقط إلى قاعة مجلس النواب لهذه المناسبة، مقارنةً بأكثر من 1600 شخص عادة. وطُلب من أعضاء الكونغرس هذه السنة تقديم لوائح مدعوين "افتراضيين". وسيكون جون روبرتس القاضي الوحيد من المحكمة العليا الذي سيحضر الجلسة. ومن بين أعضاء الحكومة، سيحضر وزير الخارجية أنطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، فيما يتابع الآخرون الكلمة عبر التلفزيون. وفي مخالفة أخرى للتقاليد، لن يتم هذه السنة تعيين عضو في الحكومة لا يحضر جلسة الخطاب الرئاسي بل يتم إبقاؤه في مكان سري ليتمكن من تولي مقاليد السلطة في حال تعرض المبنى لهجوم. ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، ستجلس امرأتان خلف الرئيس على مرأى كاميرات التصوير، هما الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وكامالا هاريس التي أصبحت في ناير أول امرأة تعين نائبة للرئيس.
مشاركة :