روحاني يربط بين توقيت تسريب تسجيل ظريف ومباحثات الاتفاق النووي

  • 4/29/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران – الوكالات: رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن توقيت تسريب تسجيل صوتي لوزير خارجيته محمد جواد ظريف تحدث فيه عن دور للعسكر في الدبلوماسية، يهدف الى التسبب بـ«اختلاف» داخلي تزامنا مع المباحثات لاحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.  من جهته، أسف ظريف لتسبب تصريحاته بـ«اقتتال داخلي»، متحدثا عن الحاجة الى «تعديل ذكي» في العلاقة بين الميدان العسكري والدبلوماسية، وذلك في أول تعليق له على التسريب الذي نشرته الأحد وسائل إعلام خارج إيران وأثار جدلا واسعا في داخلها وانتقادات من سياسيين ووسائل إعلام محافظين.  وأتى التسريب بينما تخوض إيران والقوى الكبرى مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.  كما يأتي قبل أقل من شهرين على انتخابات رئاسية لاختيار خلف للرئيس المعتدل روحاني الذي سيتّم ولايتين متتاليتين ولا يحق له الترشح مجددا.  وقال روحاني في كلمة متلفزة الأربعاء إن «سرقة مستند، تسجيل، هو أمر يجب التحقيق به. لماذا في هذا الوقت؟ أعتقد أن هذا الشريط كان يمكن أن يتم نشره قبل أسبوع أيضا».  وأضاف «لكن تم نشره في وقت كانت (مباحثات) فيينا في ذروة نجاحها، وذلك بهدف خلق اختلاف داخل إيران»، مشددا على أنه «لا يمكننا رفع العقوبات سوى من خلال الوحدة».  وسبق لروحاني أن طلب هذا الأسبوع التحقيق في «مؤامرة» نشر التسجيل.  وأكد مشاركون في المباحثات التي استؤنفت جولتها الثالثة الثلاثاء، تحقيق تقدم، مع إقرارهم بوجود عمل كثير مطلوب لبلوغ نتائج ملموسة.  وتطرق ظريف في التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات، الى دور وازن للعسكر في السياسة الخارجية أداه خصوصا اللواء الراحل قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري، والذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد مطلع 2020.  وقال، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، «في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم ، لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية».  وأكدت الخارجية أن التسجيل مقتطع من حديث لسبع ساعات لم يكن مخصصا للنشر.  وأسف ظريف عبر انستجرام أمس «كيف أن حديثا نظريا عن الحاجة الى توازن بين الدبلوماسية والميدان تحول الى اقتتال داخلي»، ولأن موقفه «تم تأطيره على أنه انتقاد شخصي».  وأرفق ظريف منشوره بشريط مصور يظهر زيارته موقع اغتيال سليماني قرب مطار بغداد الإثنين، مؤكدا العلاقة «العميقة» التي جمعته مع القائد العسكري الذي كان أحد أبرز مهندسي السياسة الاقليمية الإيرانية.  ومن دون أن يذكر التسريب مباشرة، نوّه قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي الأربعاء بقدرة سليماني على «جعل الدبلوماسية في خدمة الميدان». واعتبر في تصريحات أوردها الموقع الالكتروني للحرس «سباه نيوز»، أن الدبلوماسية دون قوة عسكرية هي مجرد «صوت وكلام»، مشددا على أن الحرس وقوة القدس كانا «يبنيان هذه القوة».  وفي دلالة على المكانة التي يحظى بها سليماني، قال رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف إن كل ما يتعلق بسليماني «حساس بالنسبة إلينا». وأضاف رئيس البرلمان الذي يعد من أبرز السياسيين المحافظين «لا نريد أن يكون ثمة خدش صغير حتى على الوجه المشع لهذا العزيز»، وفق تصريحات أوردتها وكالة «إرنا» الرسمية.  ومع إشادته بسليماني، أكد ظريف أن «الفكرة الأساسية» من حديثه كانت تقديره وجود حاجة لتعديل في العلاقة بين «جناحي قوة» للجمهورية الإسلامية، هما الدبلوماسية والميدان العسكري.  وتحدث عن «الحاجة الى تعديل ذكي في العلاقة بين هذين الجناحين وتحديد الأولويات ضمن الهيئات القانونية وتحت الإشراف العظيم للقائد الأعلى»، في إشارة الى المرشد علي خامنئي.  وشدد روحاني في كلمته على عدم التعارض بين الجناحين، ملمحا الى أن بعض مواقف ظريف لا تعكس رأي الحكومة.  وأوضح «الميدان والدبلوماسية ليسا مجالين متعارضين. اذا اعتقد أحد أن الميدان أو الدبلوماسية، السياسة الخارجية أو السياسة الدفاعية، أو (أنه) يجب أن ينجح الميدان أو المفاوضات، فهذا أمر غير دقيق».  واعتبر روحاني أن سليماني الذي قاد لأعوام طويلة، قوة القدس الموكلة بالعمليات الخارجية في الحرس، كان «المستشار الأفضل في السياسة الخارجية، أقله بشأن المنطقة».  وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أكد أن التسجيل تضمن «آراء شخصية». وشدد روحاني امس على أن «من مواضع الفخر في بلادنا أنه يمكن للمسؤولين التعبير عن رأيهم بحرية (...) لكن بعض الآراء التي يتم التعبير عنها لا يمكن نشرها لأن العدو سيسيء استخدامها. عادة ما نصفنها سرية».  وأشار الى ان بعض ما تم نشره من آراء لظريف «طبيعي، لكن بعضها ليست رأي الحكومة أو الرئيس. أي وزير أو مسؤول يمكن أن تكون له آراء، ويرغب في أن تبقى طي الكتمان من أجل المستقبل».  لكن ظريف أكد في منشوره على انستغرام، التزامه السياسة العامة.  وشدد على أن «حماية مصالح البلاد وشعب إيران المقاوم، الصبور، الباسل هو عهد سألتزم به حتى اللحظة الأخيرة»، وأنه دائما ما اتبع «السياسات المقررة للبلاد ودافعت عنها بقوة». 

مشاركة :