واشنطن - حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تركيا وجميع حلفاء الولايات المتحدة اليوم الأربعاء من شراء أسلحة روسية من الآن فصاعدا، قائلا إن هذا قد يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات. وتعرضت العلاقات المتوترة بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي لاختبار جديد في مطلع الأسبوع بعد أن اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن مذبحة الأرمن في عام 1915 ترقى إلى حد الإبادة جماعية، مما أثار غضب أنقرة. وقال بلينكن في حدث افتراضي بمركز الصحافة الأجنبية إنه بالنظر إلى وجهات نظر بايدن المعروفة منذ وقت طويل بشأن قضية الأرمن، فإن قراره لم يكن مفاجئا. وأكد أيضا أن تركيا حليف مهم لواشنطن في حلف الأطلسي، وعبر عن أمله في أن يتمكن الجانبان من حل خلافاتهما. لكنه حذر أنقرة وحلفاء آخرين من شراء أسلحة من روسيا. وتقول تركيا إنها تجري محادثات مع روسيا بشأن شراء دفعة ثانية من منظومة الدفاع الجوي إس-400. وقال بلينكن "من المهم جدا أيضا من الآن فصاعدا أن تتجنب تركيا وجميع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، شراء أسلحة روسية في المستقبل، بما في ذلك أنظمة إس-400 إضافية". وأضاف "أي معاملات كبيرة مع كيانات دفاعية روسية، مرة أخرى، يمكن أن تخضع لقانون التصدي لأعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات، وهذا إضافة إلى العقوبات التي فُرضت بالفعل" في إشارة إلى القانون الذي يهدف لإثناء الدول عن شراء معدات عسكرية من روسيا. التحذير الأميركي يأتي بينما تستعد تركيا لشراء دفعة ثانية من منظومة الدفاع الجوي إس-400، في خطوة ترجح تأجج التوتر الأميركي التركي، فيما تمر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخرا بفترات سيئة للغاية وتوترت العلاقات الأميركية التركية بسبب قضايا من بينها شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 وهو ما عاقبتها واشنطن عليه، وكذلك خلافات سياسية بشأن سوريا وحقوق الإنسان وقضية أمام المحاكم الأميركية تستهدف بنك خلق الذي تؤول معظم ملكيته للحكومة. وفرضت واشنطن في ديسمبر/كانون الأول عقوبات على تركيا بسبب شرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، في حين عبرت أنقرة عن غضبها من تسليح الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وعدم تسليم رجل الدين المقيم في أميركا فتح الله غولن تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلاب عام 2016. وكان بايدن قد أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بقراره بشأن الأرمن يوم الجمعة في أول مكالمة له معه الرئيس التركي منذ توليه منصبه في 2 من يناير/كانون الثاني. وقال بلينكن إن الزعيمين أجريا "محادثات جيدة" وإن بايدن يتطلع إلى لقاء أردوغان في يونيو/حزيران على هامش قمة حلف الأطلسي. وقال متحدث باسم الرئاسة التركية يوم الأحد إن إعلان بايدن كان "أمرا مشينا" وإن تركيا سترد خلال الأشهر القادمة برد مناسب.
مشاركة :