استأنف الحجاج الجمعة في مكة المكرمة شعائر رمي الجمرات غداة حادث التدافع المفجع الذي أوقع أكثر من 700 قتيل، وتوجه الحجاج، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك وأول أيام التشريق، إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة وسط انتشار أمني كثيف على جسر الجمرات الذي يتألف من خمس طوابق. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن منشأة الجمرات استوعبت الحجاج الذين توافدوا تباعاً لرمي الجمرات الثلاث من دون تزاحم يذكر، حيث كانت الوفود ترمي الجمرات في يسر وطمأنينة. وكان لرجال الأمن المسؤولين عن تنظيم الحشود دوراً بارزاً في عملية تيسير حركة الحجاج في منشأة الجمرات، حيث خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات بما يضمن إتمام الرمي بكل يسر وسهولة. وأضافت (واس) أن رجال الأمن العام والدفاع المدني والكشافة وغيرهم من الجهات المعنية لخدمة الحجاج وتنظيم حركة التفويج على منشأة الجمرات كانوا موجودين بكثافة. وأدى ضيوف الرحمن صلاة الجمعة بالمسجد الحرام وسط منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات التي أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال الحجاج وتهيئتها لهم كي يؤدوا عباداتهم ونسكهم بكل يسر وخشوع، وذلك بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والأهلية المعنية. وقامت الإدارات الخدمية والتوجيهية والفنية بجهود كبيرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام والاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة للمطاف لخدمة وراحة ضيوف الرحمن والتسهيل عليهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة وأمان. وربطت إدارة العمليات بين الإدارات الميدانية المختلفة والتنسيق بينهم وتلقي البلاغات وتمريرها إلى الجهات المختصة كرجال الإسعاف عندما يتطلب الأمر فيما تقوم إدارة الأمن والسلامة بالتعاون مع إدارة الحشود وإدارة الأبواب وإدارة الساحات بتنظيم دخول وخروج المصلين إلى المسجد الحرام عبر أبوابه 210 أبواب وأدواره المتعددة وتوسعاته الجديدة وتهيئة المصليات الرجالية والنسائية ومتابعة عمل السلالم الكهربائية، كما استعدت إدارة النظافة والفرش بأكثر من 250 مشرفاً ومراقباً و2700 عامل وخصصت أكثر من ألف حاوية للنفايات موزعة على الساحات والممرات. فيما أعدت إدارة العربات أكثر من اثنتي عشرة ألف عربة مجانية ومئتين وخمسين عربة كهربائية ذات المواصفات والمقاييس العالمية المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وهيئة الدواء والغذاء كمنتج طبي التي تتحمل وزن 250 كغم وبها مقصورة أيضاً لحمل شخص آخر. من جهتها هيأت إدارة سقيا زمزم أكثر من 6000 حافظة زمزم و3,000,000 كاسة يتم استبدالها يومياً موزعة في ممرات الحرم وساحاته، ويغادر حجاج بيت الله الحرام المتعجلون بعد زوال اليوم مشعر منى بعد أن وفقهم الله تعالى لأداء الفريضة. والواجب على الحاج المتعجل في هذا اليوم رمي الجمرات الثلاث ويكبر مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلاً القبلة رافعاً يديه يدعو الله تعالى بما يشاء من الذكر والدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين، وعليه أن يتجنب المزاحمة والمضايقة لإخوانه حجاج بيت الله الحرام وأن لا يؤذيهم ويشوش عليهم، أما الجمرة الأولى وهي جمرة العقبة الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو بعدها. ومن خطط للمغادرة متعجلاً في يومين يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة قائلاً: الله أكبر، ثم يغادر منى على الفور قبل غروب الشمس، وفي حالة غروبها وهو ما زال في منى يجب عليه البقاء للمبيت في منى ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر بسبع حصيات لكل جمرة ويكبر مع كل حصاة وإذا تهيأ للخروج ولم يتمكن لظروف الزحام أو بطء حركة المرور عند ذلك يستمر في سيره متعجلاً ولا يلزمه المبيت بمنى لكونه قد تهيأ للمغادرة متعجلاً. بعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج صوب المسجد الحرام في مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق، بعد أن أكملت قوافل الحجاج أداء مناسكها بأركانها وواجباتها وفرائضها، وبذلك يكون طواف الوداع آخر أعمال الحج وآخر العهد بالبيت العتيق امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت ). وطواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائداً إلى بلده.(وكالات)
مشاركة :