سراييفو كنز البلقان السياحي

  • 9/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك وهي تلك المدينة التي ذاقت مرارة الحرب التي عصفت بربوع البلقان إبان تسعينيات القرن الماضي وهي اليوم تستعرض مـــفاتنها السياحية وإرثها التاريخي التي جعلت مــــنها قدساً للبلقان أو قدس أوروبا كما يسميها البعض. وتستند سراييفو الى تاريخ حافل بمعالمها الأثرية السياحية والمزارات التاريخية فضلا عن جمال أخاذ يأسر الألباب وطبيعة خضراء وجبال بيضاء شتاء تستهوي عشاق الرياضات الشتوية على جبل بيلازنيكا. كما وانها العاصمة السياسية فهي مركز ثقافي واجتماعي بارز ليس في البوسنة فقط ولكن على مستوى البلقان بتأثيرها البارز على صناعات الترفيه والاعلام والازياء اضافة الى الفنون. وتشتهر سراييفو بتنوعها الثقافي والديني، حيث تجمع مختلف الأديان السماوية ومنها الدين الإسلامي واليهودية والمســـيحية الأرثوذكسية في تعايش امتد لقرون مضت قبل ان تبدأ كراهية الحرب في نهــــاية القرن الماضـــي ولذلك سميت بقدس اوروبا او قدس البلقان نظرا لحالة التعايش التي كانت سائدة خلال القرون الماضية بين مختلف الاديان. كما ان سراييفو هي المدينة الوحيدة من بين مدن اوروبا الرئيسة التي تحتضن مسجداً وكنيسة كاثوليكية وكنيسة أرثوذكسية وجميعها ضمن محيط جغرافي. وباعتبارها احد مراكز الامبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر كانت سراييفو محــــور اهتمام عالمي خلال هذه السنوات، ففـــي عام 1885 كانت اول مدينة في اوروبــا والثانية على مستوى العالم التي تمتلك شبكة ترام كهربائية متكامـــلة تغطي كامل المدينة بعد سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة. ومن ارثها التاريخي ايضا ان احد جسورها الشهيرة وهو الجسر اللاتيني كان موقعا لاغتيال ارشيدوق النمسا وهي الحادثة التي اطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى. ورغم ان المدينة استضافت دورة الالعاب الشتوية في عام 1984 الا انها بعد ذلك وخلال الفترة من 1992 -1996 خضعت لأطول حصار في التاريخ الحديث، حيث امتد حصارها أكثر من 1425 يوما خلال حرب البوسنة. لكن المدينة نهضت من بين ركام الحرب واعيد ترميم الكثير من اجزاء المدينة المهدمة وصنفت في عام 2010 من بين الوجهات العشر في العالم التي يتوجب زيارتها. وانتخبت في عام 2011 عاصمة للثقافة الاوروبية وتستضيف في العام 2017 مهرجان الشباب الأولمبي الأوروبي. جمال الطبيعة وتحيط بمدينة سراييفو غابات خضراء كثيفة وجبال عالية تجعل منها ملاذا طبيعيا للسياح، فهي تقع في وادي يحيط به 5 جبال رئيسة اعلاها يرتفع لأكثر من 2088 متراً وهي قمة تريسكافيكا وجزء من هذه الجبال استضاف يوما ما الالعاب الاولمبية الشتوية وسميت الجبال الاولمبية. اما نهر ميلجاكا فهو احد ابرز معالم المدينة.. حيث ينساب من خلالها من الشرق الى وسط المدينة متجها الى الغرب، حيث يلتقي بنهر البوسنة وهناك عدة انهار صغيرة تمر ايضا بالمدينة لكن ميلجاكا هو نهر سراييفو. ويمتاز مناخ سراييفو بأنه مناخ محيطي، حيث يلاحظ فيه الفصول الاربعة مع طابع البحر الادرياتيكي، فيما تضفي الجبال هناك لمستها الخاصة على المدينة بدرجة حرارة تصل الى 10 درجات تنحدر الى ناقص 5 درجات في شهر يناير وهو ابرد شهور السنة. واليوم هناك معالم حديثة باتت تنتشر في المدينة منها وسط المدينة وبرج افاز الملتوي وبوسمال سيتي سنتر وهناك الطرق الحديثة ومراكز التسوق التي بدأت تنتشر في مختلف أرجاء المدينة.

مشاركة :