"أوبك": النفط سيبقى أكبر مساهم في مزيج الطاقة بنحو 31 % حتى عام 2045

  • 4/29/2021
  • 23:54
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسعار النفط الخام مجددا أمس، بعدما تغلبت حالة التفاؤل بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود في أشهر الصيف المقبلة على المخاوف المحيطة بالإصابات السريعة بوباء كورونا في الهند والبرازيل وعدة دول أخرى. وأسهم تمسك مجموعة "أوبك+" بخطط زيادة المعروض التدريجية بدءا من الشهر المقبل في تعزيز الثقة بالسوق وتنامي توقعات تعافي الطلب العالمي على النفط الخام. وفي هذا الإطار، أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، أن قطاع الطاقة يواصل بقوة مكافحة جائحة كورونا ومعالجة آثارها في أسواق الطاقة العالمية. وأشار باركيندو - بمناسبة عقد الندوة الدولية الخامسة المشتركة بين وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة ومنظمة أوبك حول آفاق سوق الفحم والغاز عبر الفيديو - إلى أن الطلب العالمي على الطاقة الأولية يتوقع أن يستمر في النمو على المديين المتوسط والطويل، حيث يرتفع بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2045 كما من المتوقع أن يظل النفط أكبر مساهم في مزيج الطاقة العالمي بنحو 31 في المائة، بينما من المقرر أن يمثل الغاز والفحم 28 في المائة و25 في المائة على التوالي. وحول انتقال الطاقة قال "في منظمة أوبك نعتقد أن حجم التحديات التي يمثلها انتقال الطاقة سيتطلب منا الاستفادة من جميع موارد الطاقات المتاحة، حيث يجب أن نبحث عن حلول تكنولوجية أنظف وأكثر كفاءة مثل استخدام وتخزين الكربون CCUS مع تعزيز الاقتصاد الدائري للكربون CCE كوسيلة لتحسين الأداء البيئي العام. وأوضح أن الندوة بحثت تطورات سوق الغاز والفحم على المدى القصير وحتى على المدى الطويل وناقشت سبل التعافي من جائحة كورونا وتوقعات السوق لفترة ما بعد الجائحة ومعايير إزالة الكربون من الغاز ودور الغاز والفحم في تحول الطاقة. وسلط باركيندو الضوء على أهمية الندوة وحسن توقيتها في تعزيز حوار الطاقة والتعاون متعدد الأطراف، مشيرا إلى أنها "جزء من برنامج عملنا المشترك المستمر بين وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة الدولي ومنظمة أوبك". وأضاف قائلا "لقد اجتذبت هذه الأحداث المشتركة بشكل متزايد مشاركة رفيعة المستوى وتم رفع القضايا المهمة التي نوقشت إلى مستوى الطاقة العالمية، وقد عززت مبادرات الحوار هذه بشكل كبير التفاهمات بين المنتج والمستهلك"، مضيفا "الجائحة كانت بمنزلة تذكير صارخ بمدى أهمية التعاون العالمي في مجال الطاقة في مواجهة أزمات الصناعة الخطيرة"، مشددا على أهمية دعم أسواق الطاقة المستقرة وتعزيز النمو الاقتصادي. وفي سياق متصل، يقول فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة "إن المعنويات الإيجابية الداعمة للأسعار عادت لتفرض وجودها على السوق النفطية، ما أدى إلى تسجيل مكاسب وارتفاعات متتالية بسبب توقعات انتعاش الاستهلاك العالمي من النفط الخام والوقود، وذلك على الرغم من استمرار تفشي الوباء في الهند والبرازيل". وأوضح أن تعافي الأسعار امتد أيضا إلى العقود الأجلة التي ربحت نحو 1.5 في المائة، ما يعكس الرؤية المستقبلية الإيجابية لنمو الطلب على المدى القصير، لافتا إلى توقعات صادرة عن بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس"، التي تشير إلى حدوث قفزة غير مسبوقة في الطلب خلال الأشهر الستة المقبلة مع ارتفاع معدلات التطعيم، ما قد يدفع أسعار النفط الخام إلى بلوغ مستوى 80 دولار ا للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري. ويرى، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن انتعاش الأسعار مدفوع في الأساس من التطورات الإيجابية في احتواء الوباء في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما جعل عديدا من الولايات الأمريكية المكتظة بالسكان تخفف من قيود كورونا، وفي الوقت نفسه يعود عديد من الاقتصادات الكبرى في أوروبا إلى الحياة الطبيعية مع إنهاء الإغلاق بحلول الشهر المقبل. وأشار إلى أن "أوبك+" في اجتماعها الأخير قدمت رؤية إيجابية واثقة بتعافي الطلب صيفا، وتزامن ذلك مع تقديرات مشابهة من بنوك وشركات دولية موثوقة لعل أبرزها "ريستاد إنرجي" التي تتوقع حدوث انتعاش كبير للطلب العالمي على النفط بدءا من شهور الصيف الجاري فصاعدا وذلك في ضوء التقدم المستمر في حملات التطعيم. بدورها، تقول ويني اكيللو المحللة الأمريكية في شركة أريكان إنجنيرينج الدولية "إن مؤشرات التعافي تطغى بقوة على السوق خاصة في الاقتصاد الأمريكي الأكبر إنتاجا واستهلاكا في مجال الطاقة، كما أن ترقب رفع الإغلاق في أوروبا يعزز تعافي الاقتصاد العالمي"، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة على الأرجح ستشهد طفرة في نمو استهلاك وقود الطرق والطائرات. ونوهت بأن تأثيرات اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" هذا الأسبوع كانت قوية في الأسعار، حيث شددت المجموعة على الالتزام بتنفيذ خريطة الطريق لتعزيز الإمدادات في الأشهر المقبلة، ما يعكس التفاؤل والثقة الواسعة بعودة الاستهلاك العالمي إلى مستويات ما قبل الجائحة. ويؤكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة أن التعافي يتحقق بالفعل لكنه غير مستقر أو منتظم بسبب الأزمة المتفاقمة في كل من الهند والبرازيل التي تكبح استمرارية موجة المكاسب السعرية، موضحا أنه في المقابل نجد أن ضعف الدولار يعزز مسيرة الانتعاش القوي في الطلب على الطاقة خاصة في الولايات المتحدة. ونوه باستمرار وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" في التعامل مع السوق بنهج حذر للغاية، ولذا تجيء الزيادات المرتقبة في الإمدادات من النفط الخام على نحو محدود ولتلبية أغراض ارتفاع الاستهلاك المحلي في أشهر الصيف لكن على المدى الطويل قد تعدل المجموعة الإمدادات النفطية إلى المستوى الوفير إذا تعافي الطلب بشكل قوي وتقلص فائض المخزونات إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، واصلت أسعار النفط المكاسب أمس بعد ارتفاع 1 في المائة، في الجلسة السابقة، إذ طغت توقعات إيجابية بشأن تعافي الطلب هذا الصيف على مخاوف بشأن تأثير زيادة وتيرة الإصابات بكوفيد - 19 في الهند واليابان والبرازيل. وصعد خام برنت تسليم حزيران (يونيو) 22 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 67.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:05 بتوقيت جرينتش، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم حزيران (يونيو) 64.04 دولار للبرميل، بزيادة 18 سنتا أو 0.3 في المائة. هذا وتمسكت مجموعة "أوبك+" التي تضم منظمة أوبك وروسيا وحلفاءهما بخططها للتخفيف التدريجي للقيود على إنتاج النفط من أيار (مايو) إلى تموز (يوليو)، وذلك بعد أن رفعت "أوبك" قليلا توقعاتها لنمو الطلب في 2021 إلى ستة ملايين برميل يوميا. وتتوقع المجموعة أيضا بلوغ المخزونات العالمية 2.95 مليار برميل في تموز (يوليو)، وهو ما يقل عن متوسط 2015-2019. هذا واتجهت أنظار المستثمرين إلى ارتفاع في معدلات تشغيل المصافي في الولايات المتحدة وتراجع مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي، وهو ما أفادت به بيانات أصدرتها إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء. وزادت مخزونات الخام الأمريكية 90 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين التي كانت لزيادة 659 ألف برميل. وارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 64.53 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 63.91 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 64.02 دولار للبرميل".

مشاركة :