القرصنة الإلكترونية تعكر صفو قمة أكبر اقتصادين في العالم

  • 9/26/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هيمنت المخاوف بشأن الأمن الإلكتروني على شبكة الإنترنت وتباطؤ الاقتصاد الصيني وتغير المناخ على المباحثات الأمريكية الصينية أمس في البيت الأبيض. وخص الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الصيني شي جينبينج باستقبال تضمن كل مراسم التكريم لدى قدومه أمس إلى واشنطن مع إقامة حفل في حدائق البيت الأبيض وذلك على الرغم من التوتر بين البلدين. وبحسب "الفرنسية"، فإن هذه هي الزيارة الأولى للرئيس الصيني منذ توليه مهامه إلى البيت الأبيض في وقت يظهر الاقتصاد الصيني مؤشرات اضطراب فعلية، ووسط توتر شديد يتعلق باتهام الصين بتنفيذ هجمات إلكترونية طالت مؤسسات وموظفين حكوميين أمريكيين. وإذا كانت نقاط الخلاف متعددة وفي مقدمها القرصنة المعلوماتية فإن الإدارة الأمريكية تأمل التوصل إلى تعاون بناء حول موضوع واحد على الأقل هو مكافحة التغير المناخي. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن الصين ستعلن خصوصا عن إقامة سوق لحصص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2017 من أجل تحديد سعر للكربون وبالتالي التشجيع على خفض انبعاثات غازات الدفيئة في القطاع الصناعي. وسبق أن قامت الصين التي تحتل المرتبة الأولى بين كبار الملوثين في العالم بتجارب لكن بدون أن تقيم حتى الآن سوقا على الصعيد الوطني. وخلال لقائهما في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 في بكين، أعلن أوباما وشي التوصل إلى اتفاق غير مسبوق عرضا فيه أهدافهما لجهة غازات الدفيئة المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة وهي خفض بنسبة 26 في المائة إلى 28 في المائة بحلول 2025 مقارنة بعام 2005 بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بينما وضعت الصين هدفا يحدد الحد الأقصى لانبعاثاتها لغازات الدفيئة بحدود عام 2030. وقال مسؤول أمريكي في باريس "إن إعلان العام الماضي كان يقوم حول أهداف، وهذا العام سنركز على التزامنا لجهة إعداد سياسات من أجل تطبيق هذه الأهداف والتوصل إلى اتفاق دولي حول المناخ في كانون الأول (ديسمبر) في باريس". وذكر مسؤولون أمريكيون أن الصين ستعلن كذلك عن إسهام مالي لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع تغير المناخ، وسيخلق هذا الهدف زخما جديدا قبيل محادثات المناخ في باريس. وأشار مسؤول أمريكي -طلب عدم الكشف عن هويته- إلى أن هذا العام يظهر للعالم إيمان بلدينا بتنفيذ سياسات من أجل الوصول إلى تلك الأهداف التي تم التوصل إليها العام الماضي وقيادة العالم نحو اتفاق عالمي مستدام بشأن المناخ. وكان شي قد اجتمع في وقت سابق مع قيادات صناعة التكنولوجيا الأمريكية في سياتل ودافع عن حق الصين في فرض لوائحها الخاصة على شبكة الإنترنت. وتتفاوض الصين والولايات المتحدة على اتفاق للحد من التسلح في الفضاء الإلكتروني وعدم استخدام الأسلحة الإلكترونية لمهاجمة البنية التحتية لبعضهم بعضا في وقت السلم. وأوضح جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض، أن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا للجانب الصيني بشكل علني وخاص أن القضايا ذات الصلة بالأمن الإلكتروني ومخاوفنا تجاه سلوك الصين في الفضاء الإلكتروني ستهيمن على جدول الأعمال. واستقبل أوباما شي البارحة الأولى في عشاء غير رسمي في بلير هاوس في واشنطن وهي المقر الرسمي للضيوف الكبار للبيت الأبيض. وشدد بين رودس مستشار أوباما على أن المحادثات البناءة فعلا بين الرئيسين تمت خلال مأدبات عشاء بحضور محدود، مشيرا إلى أنهما يستفيدان من أجواء مماثلة لاستعراض "رؤيتيهما للعالم". وتعهدت الإدارة الأمريكية بإجراء محادثات صريحة مع الرئيس الصيني الذي أشاد خلال زيارة استمرت يومين في سياتل (شمال غرب) بالعلاقات التجارية بين البلدين، وعبر عن رغبته في انفتاح أكبر لبكين على العالم. ومع ذلك، فإن نقاط الخلاف بين البلدين متعددة وأبرزها القلق إزاء التوسع الصيني في بحر الصين ودورها في الهجمات المعلوماتية ضد شركات ومؤسسات أمريكية. ودعا شي إلى نمط جديد من العلاقات بين واشنطن وبكين يقوم على تفهم وثقة أكبر ويبتعد عن الريبة، محذرا من أن أي مواجهة يمكن أن تؤدي إلى كارثة للبلدين وللعالم. وأشار مايكل جرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن التحدي الأساسي والأصعب الذي ترجئه الإدارة الحالية هو معرفة ما إذا استمرت الصين في خطها الحالي متى ستقرر الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات. من جهتها، اعتبرت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أنه إذا كانت المخاوف الأمريكية حقيقية فإنه يجب أن تحول دون السعي إلى إقامة علاقة بناءة مع الصين، ونحن نرفض الأفكار التبسيطية والحجج السهلة التي تقول إنه لا مفر من نشوء نزاع بين الولايات المتحدة والصين. وكان الرئيس الصيني قد شدد في سياتل قبل يومين أمام مسؤولي عدد من كبريات الشركات الأمريكية على أهمية العلاقات التجارية بين القوتين العظميين، مذكرا بأنه دعم في السابق مشروع افتتاح حديقة ديزني لاند في شانغهاي التي ستبصر النور قريبا. وأكد الرئيس الصيني من زيارته إلى الولايات المتحدة التي بدأها على الساحل الغربي الأمريكي أن اقتصاد بلاده سيواصل النمو واجتذاب الاستثمارات الأمريكية، مشددا على أن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم تكتسب أهمية حاسمة وأن الشركات الأمريكية بحاجة إلى الصين. وحرص شي على طمأنة المستثمرين الأمريكيين على استمرارية العلاقات التجارية الثنائية في عهده. وذكر شي هؤلاء المستثمرين بأنه كان داعما لافتتاح منتزه "ديزني لاند" في شانغهاي في الوقت الذي كان فيه مسؤولون صينيون آخرون يريدون مشروعا محليا أكثر، مشيراً إلى أنه صوت لمصلحة ديزني لأن بلاده بحاجة إلى سوق ترفيهية أكثر تنوعاً. وكانت "بوينج" وقعت على هامش الزيارة مع مجموعة من شركات الطيران الصينية اتفاقا لبيع 300 طائرة، في واحدة من أكبر الصفقات التي تبرم في قطاع الصناعات الجوية في السنوات الأخيرة، حيث تقدر قيمتها بنحو 38 مليار دولار، إضافة الى توقيعها اتفاقا آخر لبناء أول مصنع لها في الصين. وأكد شي لمسؤولي عدد من كبريات الشركات الأمريكية مثل جنرال موتورز، وأمازون، وأبل، وديزني، ومايكروسوفت، أنه يمكنهم الاعتماد عليه في إبقاء الاقتصاد الصيني قويا وفي زيادة الفرص وضمان معاملتهم بشكل عادل في أعمالهم في الصين. وأكد شي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الجيدة في صلب العلاقات الثنائية وأن على إدارة أوباما احترام وجهات النظر المختلفة للصين حول بعض المسائل الخلافية. وقال شي للمديرين التنفيذيين حول الطاولة المستديرة "إن الصين ستقوم بالانفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجي، لأنه لا قوة دفع بدون إصلاحات، ولا تقدم بدون انفتاح". وبشأن التجسس الصناعي الصيني والقرصنة المعلوماتية التجارية المفترضين، أقر شي بالمشكلة ووصف ذلك بـ "الجريمة" التي تؤثر في الجانبين.

مشاركة :