دعا د. صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى تقوى الله فهي خير وصية توصى وخير زاد يدخر وأفضل عمل يقدم، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام, حجاج بيت الله العتيق، ضيوف الرحمن رضوان الله عليكم، أي أيام قضيتموها وليالي زهر تفيئتموها، وقفتم بعرفات الله وتعرضتم لمغفرته ورحمته وبتم ليلة المزدلفة ذاكرين الله عند المشعر الحرام في ليل عيد ابرك الأعياد ثم أصبحتم على أعظم أيام الدنيا يوم النحر يوم الحج الأكبر عيد المسلمين الأعظم للحجاج وفي سائر الفجاج وقفتم بعرفة ودعوتم والى الله ازدلفتم وابتهلتم ثم رضيتم وحلقتم وأنختم ركابكم عند بيت الله العتيق، فعلى هذه الُربى تغسل الخطايا وتؤمن من الله الرحمات والعطايا تمحى الذنوب والسيئات وتقبل الأعمال الصالحة وترفع الدرجات فقدروا للبيت حرمته وتلمسوا من الزمان والمكان بركته. وأضاف آل طالب "اليوم هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة وهو أول أيام التشريق أيام منى سماه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القر وذلك لقرار الحجاج واستقرارهم بمنى للرمي والمبيت، وأعمال هذا اليوم وما بعده للحاج هي أن يرمي الجمار الثلاث وأن يبيت بمنى وأن يقصر الصلوات الرباعية بلا جمع بل يصلي كل صلاة في وقتها وأن يكثر من ذكر الله تعالى، أكثروا من التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح, الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد هذه الأيام المعدودات التي قال الله فيها (واذكروا الله في أيام معدودات) كبروا الله عند رمي الجمار وكبروا الله عند ذبح النسك وكبروا الله أدبار الصلوات، كبروا الله في كل وقت وآن، كبروا واجأروا بالتكبير حتى تكبر الأرض ويعلو التكبير للسموات كبروا حتى تعلن الأمة أن الخضوع لايكون إلا لله وأن الذل والانكسار لايكون إلا لله وأن الله أكبر, منه الاستمداد والعون وعليه التوكل ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن المملكة برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها تبذل جهوداً لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين منذ عشرات السنين والدولة تدير موسم الحج بكل كفاءة واقتدار ورعاية تدعو للفخار ولم يضر ذلك أو ينقصه حادث عرضي نجم عن تزاحم أو تدافع بعض الحجاج أو مخالفة لتوجيهات أو تعليمات وقال: إذا كان قدر الله اختيار بعض عباده شهداء في أحسن حال لهم وأشرف مكان ويبتلي آخرين بإصابة يؤجرون عليها فإن من غير المقبول أبداً أن تصادر كل الجهود والانجازات وأن يكون ذلك مدعاة للتشفي والمزايدات ومن اللؤم والدناءة التطبيل على مصاب مسلم واستغلال مصابه لتحقيق مآرب دنيوية أو مكاسب سياسية. وأضاف يقول: المملكة بحمد الله قادرة على إدارة شؤون الحج بلا مزايدات ولها السيادة بلا منازع على ما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين، ونص دستورها ونظامها الأساسي للحكم على ذلك والعمارة التي تمت وتتم للحرمين الشريفين ورعايتهما ورعاية قاصديهما أصبحت شاهدة للعيان وقد أحاط الله بيته وضيوفه بالأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم وتشتعل نار الفتن والحروب والحمدلله الذي سخر لبلده الحرام حماة صادقين حفظ الله بهم الدين وحفظ الله بهم العباد والبلاد. ومضى الشيخ آل طالب يقول إننا إذ نحمد الله على نعماه في تيسير حج مئات الألوف من الحجاج وحفظهم فإننا حزينون على الحادث الذي قدره الله على بعض الحجاج يوم أمس ولقوا وجه ربهم في حادث التدافع المؤسف في منى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا بلا سخط أو اعتراض على مقاديره، وينبغي في الوقت الذي تبحث فيه أسباب وقوع الحادث لتلافي أمثاله مستقبلاً ومحاسبة المقصر حاضراً أن لا تهدر جهود عشرات الآلاف من المنظمين وخدم ضيوف الرحمن والذين رافقوا الحجيج في كل خطواتهم تنظيماً ومتابعة يؤمنون السبل وينظمون الحشود ويعتنون بالمرضى ويهدون التائه ويرشدون الحجيج ويطعمون الجائع ويسقون العاطش، ويعينون العاجز فلأولئك الباذلين جهدهم في خدمة الحجيج الشكر والعرفان والدعاء والابتهال لله عز وجل وما يخفى من جهدهم أكثر مما يظهر للناس فآجرهم الله وضاعف مثوبتهم, وأن من فجور الخصومة أن يستغل أناس الحدث في التشكيك في الجهود أو الانتقاص من البذل وقد شهد العالم من عظيم البذل وفائق العطاء الذي يقدم لضيوف الله وقاصد الحرمين من لدى ساكني بلاد الحرمين أفراد ومؤسسات. وخاطب إمام الحرم المكي شعب فلسطين الجريح وقال: ابشروا بما يسر المسلمين ويسوءكم ويكشف الغمة عن العرب والمسلمين ويحبطكم، إننا في القبلة الثانية لنتجه بقلوبنا للقبلة الأولى وبلاد فلسطين وقد ضرب أهلها أروع الأمثلة في الرباط وفي الفداء فوالله لن يضيع الله جهدكم ورباطكم وقد طال ليلكم وأوشك أن ينتهي صبرتم على القروح، وقد مستكم جروح وما ازددتم إلا فداء وصبرا وليس بعد الصبر إلا الظفر لقد ازداد اعداؤكم وأعداء الله الصهاينة ظلماً وبغياً والله يسمع ويرى ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض فصحائفكم تفيض بما يقدمكم عند الله وصحائفهم تزيد بما يسخطهم عند الله ولكل الصحيفتين أجل هم بالغوه ومآل أمركم خير لكم في الدنيا أو الآخرة أو كليهما وعاقبة أمرهم خسرا في الدنيا والآخرة او كليهما فابشروا وامنوا واصبروا وصابرو ورابطوا وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. ودعا آل طالب حجاج بيت الله الحرام إلى الالتزام بالتوجيهات والتعليمات التي وضعت لخدمتهم وتيسير حجهم وقال "النظام وضع لمصلحتكم والجهود كلها لأجلكم فالتزموا التوجيهات واتبعوا التعليمات واستشعروا ما انتم فيه وكونوا على خير حال في السلوك والأخلاق والزموا السكينة والوقار واجتهدوا وسددوا وقاربوا وابشروا وآمنوا فإنكم تقدمون على رب كريم جعل الله حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفوراً".
مشاركة :