مقالة خاصة: شابة غزية تطلق علامتها التجارية الخاصة بالملابس القطنية

  • 4/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت العشرينية شام البطنيجي من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة من نشر علامتها التجارية الخاصة بصناعة الملابس في الأسواق الفلسطينية، وسط إشادة واسعة من زبائنها. وتقول الشابة الغزية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فكرة مشروعها بدأت قبل نحو عام بعد أن شاهدت أحد البرامج التلفزيونية يتناول قصة نشأة أحد الماركات العالمية في الملابس من الصفر حتى أصبحت علامة تجارية عالمية. وتضيف "استوقفني ذلك البرنامج، وتساءلت ماذا لو بدأت مشروعي الخاص في هذا المجال، خاصة وأنني أهوى الرسم وتصميم الأزياء"، مشيرة إلى أنها تخوفت في البداية لأنها لا تمتلك أي مقومات إنشاء مشروع تجاري. ولكن بعد أيام من التفكير العميق في إمكانية إنشاء مشروعها الخاص، قررت البطنيجي خوض هذه التجربة بإمكانيات بسيطة لا تذكر، وأيضا دون طلب مساعدة مالية من أي أحد بما فيهم "والديها". وتتابع "جهزت دراسة جدوى لمشروعي بما فيها الإمكانيات المالية التي أمتلكها، وحال السوق المحلي، وكذلك مدى توفر القماش عالي الجودة في قطاع غزة، قبل أن أبدأ خطواتي العملية في هذا المشروع". وبدأت البطنيجي رحلة بحثها في الأسواق الغزية، حيث إنها تعرفت على أنواع القماش المتوفر في الأسواق وأسعارها ومدى جودتها، بالإضافة إلى تعرفها على العديد من مصانع الخياطة في القطاع المحاصر وتعرفت على العديد من الخياطين الماهرين. وتقول إنها تفاجأت بأن قطاع غزة يحتوي على العديد من المصانع الضخمة والتي تنتج ملابس يتم تصديرها إلى إسرائيل التي عادة ما تصدرها إلى دول أوروبية. وتضيف "شعرت بالأمل مجددا بأنني يمكنني أن أدخل هذا المجال وأن أصنع علامتي الخاصة، وأن أبدأ رحلتي عبر الأسواق المحلية في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنها قررت أن تعتمد على الأقمشة القطنية الخالصة في صناعة ملابسها لتكون مميزة وقادرة على منافسة الأصناف المتوفرة في الأسواق. ومع ذلك، لم يكن طريقها مفروش بالورود، فهي لم تكن تمتلك سوى 60 دولارا أمريكيا من إدخارها اليومي. وفي محاولة منها لتخطي تلك العقبة، توجهت البطنيجي إلى أحد الخياطين المعروفين في القطاع، وطرحت عليه فكرتها وطلبت منها مساعدتها في صناعة عدد من الملابس التي ستصممها، وأن تدفع له بالتقسيط بعد أن تتمكن من تسويقها وبيعها، منوهة بأنها "تفاجأت من موافقته على عرضها". وما إن بدأت ترسم تصميمات الملابس التي تنوي انتاجها، حتى تبادرت إلى ذهنها اسما لعلامتها التجارية، مطلقة عليه اسم "كوكون" وهو مصطلح باللغة الإنجليزية بمعنى الشرنقة باللغة العربية. ونجحت البطنيجي في انتاج أول 150 بلوزة خاصة بالفتيات، مضيفة بصمتها الخاصة وذلك بكتابة عبارات تحفيزية عليها وحياكة خارطة فلسطين على كافة الملابس التي تنتجها، في محاولة منها لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن. ومن بين العبارات التي طبعتها على أول دفعة من الملابس كانت "حب نفسك فهي تستحق"، "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، و "هذه السترة التي ترتديها الآن صنعت في فلسطين (أرض الحب) فكن فخورا بها". وما إن عرضت الشابة العشرينية صورا لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمشروعها والتي حملت نفس الاسم "كوكون"، حتى تم بيعها جميعا خلال أيام فقط، جانية الكثير من الأموال. وتقول "لقد دُهشت حقا من الإقبال الكبير من الزبائن على اقتناء تلك السترات التي انتجتها على الرغم من خوفي من الفشل، نظرا لأنها صناعة محلية"، مضيفة أن المئات من الزبائن طالبوها بصناعة سترات لهم. وتضيف "بعد ذلك، أنتجت حوالي 1000 سترة أخرى، بالإضافة إلى عدد من الملابس الرياضية"، مشيرة إلى أنه تم بيعها جميعا في أقل من أسبوع، مشيرة إلى أنها تبيع السترة بحوالي 20 دولارا أمريكيا بينما تبيع الملابس الرياضة بحوالي 35 دولارا أمريكيا. وتقول لـ((شينخوا) بينما كانت تمسك بيدها سترة "حقا، إن مشروعي هو أشبه بالشرنقة، حيث يبدأ بدودة القز التي تنتج الحرير، ومن ثم بعد فترة تتحول إلى فراشة تطير لمسافات طويلة بين الأزهار". وتضيف بينما ترسم ابتسامتها على وجهها "كان الحال ذاته بالنسبة لمشروعي، فقد بدأ بحلم كما هي الشرنقة ومن ثم تحول إلى واقع ملموس مثل دودة القز ويوما ما سيصبح علامة تجارية تجوب الوطن العربي والعالم كما هي الفراشة". حاليا، هناك العديد من أصحاب محلات للملابس في الأسواق الغزية، يطلبون من البطنيجي أن توفر لهم كميات وأعداد كبيرة من القطع، بنفس التصاميم والجودة. وتنوه بأنه بيع منتجاتها لم تعد مقتصرة على الزبائن الغزيين، ولكنها امتدت إلى زبائن من الضفة الغربية والقدس، معبرة عن فخرها الشديد بذلك. وتقول "أول زبونة طلبت مني سترة موسومة بخارطة فلسطين كانت من القدس، لقد شعرت بالخوف والفرح في الوقت ذاته، خاصة وأن قطعة من صناعتي ستعبر الحدود وتصل إلى هذه المدينة المقدسة التي أحلم يوما بأن أزورها وأن أصلي في المسجد الأقصى". وعادة ما تقوم البطنيجي بإرسال طلبات زبائنها من الضفة الغربية والقدس عبر البريد السريع. وتطمح البطنيجي أن تستمر في مشروعها وأن تنشئ مصنعا صغيرا خاصا بها، لإنتاج الملابس القطنية الخالصة، إلا أننا تتخوف من بعض المعيقات من بينها عدم تمكنها من إدخال المواد الخام إلى القطاع عبر المعابر بسبب سيطرة إسرائيل عليها.

مشاركة :