القوات الأميركية تكثف دورياتها الاستطلاعية قرب الرمادي

  • 9/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الصورة في مشهد الملف الأمني لمحافظة الأنبار تتضح أكثر بعد أن شرعت الولايات المتحدة الأميركية في عملية استبدال قادتها العسكريين في قاعدة الحبانية شرقي المحافظة واستقدام قيادة جديدة ذات خبرة ودراية بالمحافظة، بينهم أحد الجنرالات الذين شاركوا في هندسة مشروع الصحوات العشائرية والذي نجح في طرد تنظيم القاعدة من مدن الأنبار والذي سيكون على رأس القوات الجديدة. وبعد أن شرعت القوات الأميركية مؤخرًا بتجهيز مقاتلي العشائر العراقية بأسلحة متطورة جدًا، وتعمل بشكل يومي على نقل أسلحة بطائرات شحن عملاقة إلى قاعدة الحبانية، تتضمن المدافع الثقيلة والآليات المدرعة ومروحيات الأباتشي إضافة للأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي تم توزيعها على متطوعي عشائر الأنبار في رسالة واضحة بأن الأميركيين يفكرون بتحرير مدن الأنبار بالاعتماد على مقاتلي العشائر دون الحاجة إلى قوات الجيش والشرطة وميليشيات الحشد الشعبي، فإن القوات الأميركية وسعت من عمليات الاستطلاع البري التي تجريها عند أطراف مدينة الرمادي. وقال الشيخ فيصل العيساوي، أحد أبرز قادة الصحوات في الأنبار «إن تسمية ووصول الجنرال الأميركي جون مكفارلن، وهو أحد القيادات العسكرية الأميركية التي أشرفت في عام 2006 على تشكيل الصحوات التي طردت (القاعدة) من المحافظة، قائدا للقوات الأميركية في الأنبار هو لإيصال رسالة واضحة إلى مقاتلي العشائر بأن مهمة تحرير الأنبار أنيطت بنا». وأضاف العيساوي «كنا نأمل من الحكومة أن تتولى هذا الدور، لكنها خذلتنا طيلة الشهور الماضية وسمحت للتنظيم الإرهابي بالتمدد في مدننا. نحن لدينا ثقة كبيرة بأن القوات الأميركية ستكون خير سند لنا في القضاء على (داعش) مثلما قضينا من قبل على (القاعدة)». إلى ذلك، قال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشائر البو فهد وأحد قادة العشائر المتصدية لتنظيم داعش «إن مقاتلينا الذين تم تدريبهم من قبل الأميركيين بدأوا بشن سلسلة من الهجمات على مواقع تنظيم داعش وحققوا نتائج باهرة». وأشار الفهداوي إلى أن «هذا الدعم الأميركي لقوات العشائر في الأنبار خصوصًا مع قدوم قيادة أميركية لها خبرة سابقة في القتال على الأرض سيقلل كثيرًا من الخسائر في صفوف مقاتلينا عند الشروع بعمليات تحرير مدينة الرمادي». ميدانيًا، أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار أن دوريات برية عسكرية استطلاعية أميركية بدأت تتحرك في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة تنظيم داعش قرب مدينة الرمادي. وقال المصدر «إن هذه الدوريات تأخذ معلومات وإحداثيات على شكل خرائط وإن الدوريات تشمل دبابات عسكرية ومدرعات ترافقها طائرات أباتشي». وأكد المصدر وهو ضابط برتبة مقدم في القيادة، رفض الكشف عن اسمه، أن القوات الأميركية في قاعدتي الحبانية وعين الأسد «قامت بتجميد عمليات تحرير الأنبار التي انطلقت منذ أشهر قريبة بمشاركة الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي وقام بمسك الملف الأمني وحصره بيد قادة التحالف الدولي». وأكد المصدر أن الأميركيين قاموا بنصب منطاد جوي في قاعدة الحبانية العسكرية لمضاعفة الضربات الجوية على معاقل «داعش» بالمحافظة، فيما قام المستشارون الأميركيون بتجهيز أكثر من ألفين من مقاتلي العشائر من أبناء الأنبار بالأسلحة والتجهيزات المختلفة وإبلاغهم بضرورة استعدادهم في الأيام القريبة للمعركة الكبرى لتحرير المحافظة من «داعش». في السياق نفسه، قال حكمت الدليمي، المتحدث باسم محافظ الأنبار، أن هناك «اتفاقًا أبرمه محافظ الأنبار خلال زيارته إلى واشنطن بالتنسيق مع الحكومة العراقية لإشراك طيران الأباتشي ونيران المدفعية الأميركية بالمعارك ضد تنظيم داعش في الأنبار لحسم المعركة بوقت قياسي والإسراع بإعمار الأنبار بعد تحريرها».

مشاركة :