دعا البابا فرنسيس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، الى حماية الأقليات الدينية والإتنية، ووقف التدخلات العسكرية والسياسية بين الدول وحظر استخدام الأسلحة النووية وصولاً إلى عالم خال منها، لكن القسم الأكبر من خطابه تركز على مواجهة التغير المناخي من خلال إجراءات عملية على المستوى الدولي. وواكبت الأمم المتحدة زيارة البابا برفع علم دولة الفاتيكان للمرة الأولى في ضوء قرار اتخذته الجمعية العامة بمنح الدول المراقبة غير الأعضاء، حق رفع أعلامها، الذي كانت فلسطين بادرت إلى طرحه في الأمم المتحدة. وجدد البابا الذي شهدت زيارته إلى الأمم المتحدة حفاوة بالغة على المستوى الإنساني والسياسي، مناشدته لوقف النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أفريقية أخرى «حيث المسيحيون وسواهم من المجموعات الإتنية والثقافية يجبرون على أن يكونوا شهوداً على تدمير أماكن عبادتهم وتراثهم الديني والثقافي وممتلكاتهم، وبديلهم الوحيد إما الهرب أو التضحية بحياتهم». وأضاف أن الاتفاق النووي الأخير مع إيران، من دون أن يسميها، «في منطقة حساسة في آسيا والشرق الأوسط هو دليل على الإمكانات التي لدى الإرادة السياسية وقدرة القانون الذي يطبق بصدق وصبر واستدامة». وأعرب عن الأمل في «أن تدوم هذه الاتفاقية وتتفعل وتجلب النتائج المرجوة من التعاون بين جميع أطرافها». وشدد على ضرورة العمل على وقف النزاعات في أوكرانيا وسورية والعراق وليبيا وجنوب السودان ومنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، وقال إن الأقليات الدينية والإثنية تتعرض «لعنف ممنهج» وهو ما يتطلب حمايتها. وشدد فرنسيس، وهو خامس بابا يزور الأمم المتحدة منذ إنشائها قبل سبعين عاماً، على ضرورة «الحد من السلطة» من خلال حكم القانون والعدالة «ما يعني أنه لا يمكن أي إنسان أو مجموعة أن يعتبرا نفسيهما مطلقان (الصلاحية) وقادران على انتهاك الكرامة الإنسانية وحقوق الإفراد والمجموعات الأخرى». وقال إنه يجب التعامل مع مسألة المناخ من منطلق «حق البيئة» الذي يتطلب حدوداً أخلاقية يجب احترامها. وقال إن «الاستخدام السيئ للبيئة وتدميرها أو أي تعطش للسلطة والملكية المادية يؤدي الى سوء استخدام الموارد وإقصاء الضعفاء والمهمشين إما لأن قدراتهم مختلفة أو لافتقادهم المعلومات الكافية والخبرات التقنية أو غير قادرين على اتخاذ قرارات سياسية». واعتبر أن تبني أجندة أهداف التنمية للعام 2030 التي افتتحت قمتها أمس في الأمم المتحدة هو «علامة أمل» مشيراً الى أنه يتأمل أن يحقق «مؤتمر باريس» للمناخ العام الحالي «اتفاقات فعالة». ودعا قادة العالم إلى» اتخاذ إجراءات في أسرع وقت لإنهاء الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي مع كل ما يسببه من تهريب البشر إلى التجارة بالأعضاء البشرية والعبودية والدعارة وتجارة المخدرات والسلاح والإرهاب والجريمة الدولية المنظمة». وقال إنه «من دون الاعتراف بحدود أخلاقية والتطبيق الفوري لأسس التنمية الإنسانية فإن هدف إنقاذ الأجيال المقبلة من هول الحروب وإشاعة التقدم الاجتماعي والمعايير الفضلى لحياة أفضل، مهدد بأن يصبح مجرد أوهام أو حتى أن يكون غطاءً لانتهاكات أو فساد، أو لصالح أيديولوجية استعمارية». وكان مقرراً للبابا أن يتجه بعد الأمم المتحدة الى موقع مركز التجارة العالمي لإحياء مناسبة مع قادة روحيين من أديان أخرى، على أن يزور مناطق أخرى في مدنية نيويورك قبل أن ينهي رحلته في الولايات المتحدة في ولاية بنسلفانيا بلقاء شعبي وديني.
مشاركة :