أكد خبراء ارتفاع الطلب على خدمات توصيل الطعام والبقالة في الإمارات خلال شهر رمضان المبارك بشكل كبير، علاوة على زيادة الطلب على توريد المواد الغذائية إلكترونياً خلال الشهر الفضيل بمعدل 30% بالمقارنة برمضان الماضي، مشيرين إلى أن النمو يعكس بوادر تعافي قطاع الأغذية والمطاعم المتوسطة والصغيرة وأن خدمات التوصيل لعبت دوراً أساسياً في تعافي القطاع خلال أزمة كورونا. وأدت جائحة كورونا إلى حدوث تحولات كبيرة في عادات العملاء للتسوق وأصبحوا أكثر إقبالاً على شراء مواد البقالة والطعام عبر الإنترنت بفضل ثقتهم المتزايدة في مستويات الأمان والسرعة والراحة التي توفرها، فيما يتوقع العملاء أن تتوفر لهم تلك الخدمات بشكل أسرع في المرحلة المقبلة. التعقيم الوطني وقال جيريمي دوتي، نائب المدير العام لمنصة «طلبات» في الإمارات، إن «منصة طلبات» شهدت نمواً في الطلبات في أول يوم من رمضان 2021 بنسبة 98% مقارنة بأول يوم من رمضان من العام الماضي الذي تزامن مع برنامج التعقيم الوطني. ويشمل هذا النمو توصيل الطعام والبقالة وغيرهما من الخدمات المتاحة على التطبيق، مضيفاً أن هذا النمو يعكس بوادر التعافي. وأضاف دوتي: «شهدنا كذلك نمواً بنسبة تفوق الـ 50% على أساس سنوي في عدد شركائنا من المطاعم الذين يستخدمون منصتنا لتوصيل منتجاتهم إلى عملاء «طلبات». وفي الواقع، فإن عام 2021 يضعنا على أعتاب مرحلة واعدة جداً من التعافي وهذا بفضل الجهود التي تلعبها الإمارات في تجاوز هذه المحنة وتداعيتها، ونحن على ثقة بأننا سنتمكن من تحقيق النجاح من خلال عملنا بشكل وطيد مع جميع شركائنا نحو هدف واحد وهو تقديم الأفضل للعملاء». وحول أثر جائحة كورونا على قطاع المطاعم قال دوتي: «لقد أثرت الجائحة على قطاع المطاعم بشكل كبير فقد كان أحد القطاعات الأكثر تضرراً وكان من واجبنا أن نساعد وندعم شركاءنا خلال هذه الأوقات العصيبة. وفي عام 2020 خصصت «منصة طلبات» ميزانية تسويق لدعم شركائها من المطاعم الصغيرة والمتوسطة في تجاوز الصعوبات خلال الفترة، ما ساعد في نجاح هذه المشروعات وقطاع طلب المنتجات عبر الإنترنت عموماً. وفي المتوسط، نجح شركاؤنا من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة الأكثر صعوبة بين مارس وسبتمبر 2020 في تحقيق معدلات نمو بواقع 25%، بينما تجاوزت معدلات النمو مستوى الـ100% في بعض الحالات. قفزة هائلة وعالمياً، كشفت دراسة حديثة لشركة «ميركاتوس» أن مبيعات الأغذية والمشروبات أونلاين، بما في ذلك خدمات توصيل البقالة والطعام من المطاعم أونلاين حققت قفزة هائلة في عام 2020، إذ ارتفعت بنسبة 125% لتصل إلى 106 مليارات دولار. وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن تصل مبيعات قطاع الأغذية والمشروبات أونلاين إلى 15-20% من إجمالي مبيعات الصناعة بحلول عام 2025، أي 10 أضعاف أكثر ما كانت عليه في عام 2016. الأنماط الاستهلاكية وقال حسام بردويل، الشريك المؤسس ومدير العمليات في منصة «سبلاي مي» SupplyMe التي تربط موردي الأغذية والمشروبات ضمن تطبيق ذكي واحد، إن شهر رمضان المبارك يشهد في كل عام ودون استثناء تغيراً ملحوظاً في الأنماط الاستهلاكية، خصوصاً فيما يتعلق بالأغذية والمشروبات. فخلال الشهر الكريم، يزداد استهلاك الشوكولاتة والوجبات الخفيفة المالحة، وكذلك الحلويات، حبوب الشوفان، والدقيق بمختلف أنواعه. وأوضح أن مبيعات الفواكه والخضراوات تشهد ارتفاعاً نسبياً خلال هذا الشهر، إذ تبدأ الفنادق والمطاعم بشراء كميات كبيرة منها لتلبية متطلبات بوفيهات الإفطار والسحور. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر شهر رمضان الوقت المثالي للتجمعات العائلية، والتي ينتج عنها إعداد كميات كبيرة من الطعام، ولهذا تبدأ العائلات بشراء المواد الغذائية بالجملة، ويضيف: «وفي الإمارات على وجه التحديد، هناك طلب كبير على الفواكه والخضراوات العضوية خلال رمضان ويؤدي هذا الاستهلاك المرتفع بدوره إلى زيادة مبيعات موردي الأغذية والمشروبات بنسبة 50% تقريباً». نمو عالمي ووفقاً لأبحاث مؤسسة نيلسينيك (NielsenIQ)، يمثل انتقال المزيد من متسوقي المواد الغذائية إلى التسوق أونلاين فرصة نمو بقيمة 58 مليار دولار لتجار التجزئة وشركات السلع الاستهلاكية عالمياً. في الماضي، نما قطاع الأغذية والمشروبات ببطء أونلاين، ولكن في عام 2020، ومع حاجة الناس إلى تجنب الطوابير الطويلة والحشود، تحولت التجارة الإلكترونية للأغذية والبقالة من سوق صغير متخصص إلى ضرورة ماسة، مما أحدث قفزة نوعية في هذه الصناعة وساهم في تسريع نموها بعدة سنوات. مسار صعودي ويضيف بردويل: «حتى هذه اللحظة، ما زالت هناك نسبة كبيرة من الأفراد تفضل البقاء في المنزل واستبدال الأكل في المطاعم بالاستهلاك المنزلي، سواء كان ذلك الوجبات، المشروبات، القهوة أوالحلويات وغيرها. والآن، وبعد مرور عام تقريباً على انتشار جائحة (كوفيد19)، لا تزال مبيعات الأطعمة والمشروبات مرتفعة أونلاين وذلك بمعدّل 3 مليارات دولار شهرياً على مستوى العالم مقارنة بعام 2019، بناءً على تقارير نيلسينيك. ونحن على يقين من أن هذا السوق سيواصل في مساره التصاعدي وسيستمر في التطور والنمو لتلبية متطلبات العملاء». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :