بقلم/ أ.د كريم فرمان استمتعت ومثلي كثير من العرب بحديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الإعلامي المبدع المديفر ، وفضلا عن اندهاشي لقدرة هذا الامير الشاب على حفظ تلك الأرقام الثقيلة عن ظهر قلب بدقة متناهية مدافعا عن مسار رؤيته أو قل مشروعه للحكم فلا اسباب موجبة لظهور القادة والحكام المهمون في التاريخ من دون امتلاكهم مشاريع كبرى. المهم ان الرجل قال ما قال في اطلالته الرمضانية المميزة لكني وبحكم تخصصي اجد نفسي مشدودا الى ان افكر واكتب ما لم يقله الأمير وسط هذه الظروف والاحمال التي تنوء بها الجبال وربما لا ابالغ اذا ما قلت ان المملكة العربية السعودية وقيادتها لم تواجه تحديات واوضاع بالغة السوء والتعقيد مثلما تواجه الان ومن معطيات هذا الواقع جاء حديث ولي العهد الذي اغاض كثير من الخصوم والحساد وراحوا يهاجمونه بما كان قد صرح به او قاله قبل سنوات عن اخطار تواجه وطنه. قالوا لماذا تذكر الأمير ان الحوثي يحمل او عنده انتماء عربي والسعودية تريد الاستقرار لليمن وازدهاره ومستعد لدعم الحوثي اذا ما اوقف الحرب!! مثلما قالو انه قد تكلم عن ايران بشيء مختلف قبل سنوات عما قاله للمديفر!! ثم قالوا ان الرؤية لم يلمس لها انعكاسات اقتصادية ايجابية على الداخل السعودي وغير ذلك الكثير ونسي هؤلاء المتقولون بان ولي العهد ليس محاضر في جامعة أو كاتب عمود اسبوعي فهو يقود بلد من اهم بلدان المنطقة للعالم وهو قبلة المليار ونصف مسلم وهو رجل دولة وسياسي مطلوب منه أن تصدر عنه مواقف سياسية وينتهج سياسات وتكتيكات من شانها خدمة استراتيجته في حماية المملكة من اخطار تحيط به مثل احاطة الاسوارة بالمعصم فتحملت المملكة عبأ الحفاظ على عروبة اليمن وعلى حماية حدها الجنوبي وفي سماء وطنه كل يوم يدفع شرور مئات من صواريخ الارض ارض ومئات المسيرات المفخخة والتي حيرت الناس من اين ياتي الحوثي بها طيلة ست سنوات من الحرب!! وعلى حده الشمالي مصيبة العراق وامتداده تحت نفوذ ايران ومليشياتها التي تناصب بلاده العداء جهارا نهارا وكلنا نتذكر اللقطة المتلفزة للمليشاوي ابو مهدي المهندس حينما سأله المذيع امام احد صواريخه هل هذا سيذهب الى اسرائيل؟ فقاطعه المهندس لا سيذهب للسعودية! الحمد لله ان السعودية اعطيت سياسيا محنكا يستشرف الأخطار مثل ولي العهد فهذه هي السياسة ينبغي ان تتعامل مع ادواتها بكل مرونة فامام ادارة امريكية مستهترة بكل ثوابتها على مدى سبعة عقود وكما ذكر كاتب خطابات اوباما بن رود ان الرئيس اوباما يكره العرب وسياساته دمرت المنطقة وقدم لايران كل شيء الى حد قيامه بنقل ملايين الدولارات اليهم بالطائرات وهذا الرئيس السابق هو من يقود ويوجه سياسات بايدن من المقعد الخلفي أو كما وصفت فترة بايدن بانها العهدة الثالثة لأوباما.. ذكر ولي العهد ان ايران جارة وهذا بديهي فهو منطق الجغرافيا ونتطلع الى علاقات طيبة معها وهذا طبيعي فالسعودية عبر تاريخها لم تكن لها اهداف توسعية او ايدلوجية بل انها منشغلة في امرين الداخلي تنمية مساحة اشبه بقارة مصغرة والخارجي تامين سلامة وامن بلدها، فالتواصل والحوار مطلوب مع الخصوم والأعداء واتذكر ان العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين ورغم تساقط الصواريخ في بغداد وطهران وحرب الثمان سنوات لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران بل حتى ان ضباط الاركان في الجيوش يقولون اترك دائما لعدوك طريق للتراجع!! ثم ان الأمير بن سلمان يدرك اهمية التحوط للاخطار المحدقة فإسرائيل ويهود العالم قالوها صراحة لا نقبل بنووي ايراني وهي وسط دلائل عديدة ربما تتاهب لتوجيه ضربة لهذا السلاح الايراني وقواعد الصواريخ البالستية وهذا ليس سرا بل انه يتكرر على السنة قادتها ومسؤولي مخابراتها مع توفر قناعة إسرائيلية بان ادارة بايدن سترفع العقوبات عن ايران في فترة وجيزة وستكون عهدة بايدن ابهى وازهى عصور ملالي طهران.. كما ان اليمن جرح نازف واستمراره خطر اكبر من ايقافه والحوثي يستثمر في الحرب التي طوق نجاة لسلطته المهترئة. صحيح انه مرتبط بايران لكنه في الاخير يصف نفسه بانه سيد هاشمي وعربي فهل مطلوب من ولي العهد ان يتحول من سياسي الى عارفة بالانساب.. لقد تحقق الكثير من رؤية الامير بحسب تقارير دولية موثقة ونتائج الاستراتيجيات الكبرى لا يلمس عوائدها الافراد بين ليلة وضحاها فمسار الاصلاح الاقتصادي ابطيء من المسار السياسي وهذا معروف. لكن عائد سياسة ولي العهد بانت ملامحه تركيا تغيرت مواقفها وتطلب ود المملكة وحكومة الكاظمي مع ضعفها عدلت بوصلتها قليلا وايران تخطب ود المملكة والامير المح ان الخيارات الدولية مفتوحة امام المملكة وبيع نسبة واحد بالمئة من ارامكو سيكون احد هذه الخيارات!! والعلاقة السعودية الامريكية رغم مرارة بايدن فانها لاي دارس للعلاقات الدولية ثابت لا بديل عنه في العلاقة الامريكية السعودية كما اشار لذلك الأمير تركي الفيصل ولكي تنجح في السياسة عليك ان تلعب بادواتها مثلما يلعب خصومك!! كان الله في عون الامير ولي العهد الذكي المرن والصلب ، فكلما اعدت قراءة ما بين سطور حديثه الرمضاني اجده من حقه ان يقلق ولا يخاف وفعلا كان صادقا حينما اجاب بأن اغلى ما يملك هو المواطن السعودي ووعيه هذا المواطن الاصيل الذي اثبت اخلاصه والتفافه حول قيادته التي تشتغل وسط احلك الظروفةوادقها والتي تذكرني بشطر من بيت شعر لماليء الدنيا وشاغل الناس(فعلى اي جانبيك تميل!!!). وربما اقول فعلى اي جوانبك تميل!!!. . . . . . كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب واستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية.
مشاركة :