يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة لأوكرانيا الأسبوع المقبل للتعبير عن دعم واشنطن "الثابت" لكييف بعد حشد روسيا قواتها مؤخرا على حدودها، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الجمعة. نشرت روسيا في الأسابيع الأخيرة ما يصل إلى مئة ألف جندي قرب حدود أوكرانيا الشمالية والشرقية وفي القرم، ما أثار القلق من احتمال حدوث تصعيد. لكن موسكو أعلنت في 23 الجاري أنها بدأت سحب قواتها، في إعلان قوبل بترحيب من كييف وحلف شمال الأطلسي. وأفاد بيان صدر عن نيد برايس، الناطق باسم بلينكن، أن الزيارة المقررة في الخامس والسادس من أيار/مايو تهدف إلى "التأكيد على دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في وجه عدوان روسيا المتواصل". ومن المقرر أن يلتقي بلينكن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينيسكي خلال الزيارة. تأتي زيارة بلينكن في وقت يكثف الرئيس جو بايدن الضغط على روسيا، لكنه يستعد أيضا لقمة مقترحة مع نظيره فلاديمير بوتين على أمل تهدئة العلاقات. وقال الخبير في شؤون روسيا في "معهد كينان" يوفال ويبر إن "هذا أسلوب عتيق لعمل وزراء الخارجية، أي إجراء زيارات لالتقاط صور والقول إن الولايات المتحدة مهتمة بكم وتدعم الحكومة المسؤولة عن مختلف قضايا السياسة". وأضاف ويبر أن استعراض روسيا الأخير للقوة كان يهدف إلى توجيه رسالة إلى إدارة بايدن الجديدة، وسيبقي أوكرانيا في حال تأهب. رغم سحب روسيا قواتها بعد مناوراتها، فإنها تركت معدات دفاعية في المناطق الحدودية، واعتبر ويبر أن ذلك مشابه لتحركات موسكو قبل هجومها على جورجيا عام 2008. وتابع ويبر أنه "تم تطبيع زيادة عدد القوات إلى حد ما، لذلك سيكون الأمر أقل مفاجأة في المرة المقبلة". وأضاف أن روسيا اكدت امتلاكها "قدرات كبيرة للقيام بشيء ما مستقبلا، ويمكنها زعزعة البنية السياسية والعقل الأوكرانيين في شكل اكبر". من جهته، استغل الرئيس الأوكراني تحركات القوات الروسية للمطالبة بالإسراع في منح بلاده عضوية حلف شمال الأطلسي، وهو أمر عارضه الأوروبيون الغربيون القلقون بشأن رد فعل روسيا، كما لاقى استقبالا فاترا في واشنطن. - تركيز على الفساد - لقي أكثر من 13 ألف شخص مصرعهم في أوكرانيا منذ عام 2014. وتقاتل كييف انفصاليين موالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد. انهار وقف إطلاق النار المبرم في تموز/يوليو الماضي، مع تصاعد حاد للاشتباكات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين منذ كانون الثاني/يناير. وفرض بايدن عقوبات على موسكو وطرد دبلوماسيين روسا بسبب مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، وطريقة تعاملها مع المعارض المريض أليكسي نافالني، وهو تشديد لمواقف واشنطن بعد أن أعرب الرئيس السابق دونالد ترامب عن إعجابه ببوتين. وأدى ضغط ترامب القوي على زيلينسكي للبحث عما يدين بايدن إلى أول محاكمة برلمانية له، ويبدو أن الملف مرتبط بتفتيش مكتب التحقيقات الفدرالي الأربعاء منزل محاميه الشخصي السابق رودي جولياني. بالتوازي، جددت إدارة بايدن الضغط على أوكرانيا لاستئصال الفساد وتحسين الحوكمة. وقال برايس إن تنفيذ إصلاحات سيكون "مفتاحا لتأمين المؤسسات الديموقراطية الأوكرانية وازدهارها الاقتصادي ومستقبلها اليورو-أطلسي". وكانت الخارجية الأميركية انتقدت عشية إعلان الزيارة أوكرانيا لإقالة رئيس شركة الطاقة الحكومية "نفتوغاز"، معتبرة أن التغيير أظهر "تجاهل ممارسات حوكمة الشركات النزيهة والشفافة".
مشاركة :