أعلنت حركة طالبان الأفغانية اليوم (الجمعة) أن مسؤولين في الحركة التقوا المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، وناقشوا معه الوضع الراهن وعملية السلام الأفغانية، وذلك عشية انتهاء مهلة انسحاب القوات الأجنبية وفق اتفاق الدوحة المبرم بين الجانبين. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان بالدوحة محمد نعيم، في تغريدة على حسابه في (تويتر) إن النائب السياسي ورئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبدالغني برادر، التقى على رأس وفد أمس الخميس بالمبعوث الأمريكي الخاص للسلام زلماي خليل زاد. وأضاف نعيم أن الجانبين ناقشا خلال اللقاء الوضع الحالي في أفغانستان وعملية السلام الجارية والقضايا ذات الصلة، دون مزيد من التفاصيل. في غضون ذلك، أفاد موقع (شؤون أفغانية) المعني بالشأن الأفغاني والأخبار السياسية والعسكرية لحركة طالبان على حسابه في (تويتر) اليوم، أن لجنة مكونة من مبعوثي الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان في اجتماعات مستمرة مع قيادة المكتب السياسي لطالبان في العاصمة القطرية. وأضاف الموقع أن هدف هذه الاجتماعات تأجيل إعلان بدء (هجوم الربيع) لحركة طالبان قبل انتهاء مهلة انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان، المقررة في الأول من مايو المقبل حسب الاتفاق المبرم بين واشنطن وطالبان في فبراير العام الماضي بالدوحة. وأكدت قناة (الجزيرة) الإخبارية اليوم هذه الأنباء. وذكرت القناة القطرية أن مبعوثي الدول الأربع يعقدون اليوم اجتماعا للترويكا الموسعة حول أفغانستان في الدوحة، بحضور وفد من حركة طالبان، وذلك قبل يوم من انتهاء المهلة التي حددها اتفاق الدوحة للانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان. وكان البيت الأبيض قد أعلن أمس أن "الانسحاب التدريجي يجري حاليا"، وأن الجيش الأمريكي سينشر أصولا عسكرية إضافية في أفغانستان والمنطقة لتغطية الانسحاب. بينما أعلن الناتو بدء انسحاب قواته بطريقة "منظمة ومدروسة" وسط تدابير لتأمين سلامة أفرادها، وفق تقارير إعلامية. وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إنه "بينما ستؤدي هذه الإجراءات في البداية إلى تعزيز مستويات القوات، فإننا لا نزال ملتزمين بسحب جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر 2021". وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أبريل الجاري إرجاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان من موعدها المقرر في مايو إلى سبتمبر المقبل، تزامنا مع الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر 2001، بعد أن أشار قبل ذلك إلى تعذر الوفاء بالموعد النهائي في الأول من مايو "لأسباب تكتيكية". وردا على إرجاء الانسحاب، أعلنت طالبان في 13 أبريل عدم مشاركتها في مؤتمر إسطنبول أو أي مؤتمر بشأن أفغانستان حتى انسحاب كل القوات الأجنبية من هذا البلد، وحذرت من العواقب في حال أخفقت إدارة بايدن في الالتزام بهذا الموعد النهائي. لكنها قبل يومين رحبت في مقال على موقعها الإلكتروني، ببدء انسحاب القوات الدولية، بعد أن ذكر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، أن قوات بلاده بدأت بإخلاء القواعد الموجودة هناك، وعبرت عن التفاؤل بأن هذا الانسحاب سينهي الصراع الدائر في البلاد. ووقعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اتفاقا تاريخيا مع طالبان بنهاية فبراير العام الماضي بالدوحة لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، نص على سحب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو، شريطة وفاء طالبان بالتزامات بينها عدم السماح للتنظيمات المتطرفة بتنفيذ عمليات في مناطق سيطرتها والانخراط في محادثات سلام أفغانية داخلية. وبدأت بالفعل منذ سبتمبر العام الماضي مباحثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية والحركة في الدوحة، لكن دون حصول انفراجة بين الجانبين، مع استمرار الهجمات التي يشنها الطرفان على الآخر وارتفاع معدلات العنف في البلاد وسقوط ضحايا بين المدنيين.
مشاركة :