دعت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت، الجميع إلى عدم التخلي عن الحذر فيما يتعلق بالتصدي لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. ركزت منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها الصحفي الاعتيادي على وضع جائحة كوفيد-19 في البرازيل التي تجاوز فيها عدد الوفيات الناتجة عن المرض 400 ألف، وحثت المنظمة على استقاء الدروس في ظل مواجهة العديد من البلدان انتقالا شديدا للمرض. ففي الأسابيع القليلة الماضية، تركز الاهتمام العالمي على الهند التي لا تزال في قبضة أزمة حادة، لكن بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن العديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم لا تزال تشهد انتقالا مكثفا، حيث أصبحت البرازيل هذا الأسبوع ثاني دولة في العالم تتجاوز فيها الوفيات بسبب كـوفيد-19 حاجز الـ 400 ألف وفاة، بعد الولايات المتحدة الأميركية. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في المؤتمر الصحفي من جنيف: “كما تعلمون فإن البرازيل هي واحدة من البلدان التي تضررت بشدة من جائحة كوفيد-19. منذ بداية شهر نوفمبر، مرت البرازيل بأزمة حادة مع زيادة حالات كوفيد-19، ودخول المستشفيات والوفيات بما في ذلك بين الشباب”. وإجمالا، أبلغت البرازيل عن أكثر من 14 مليون حالة إصابة بالمرض، وخلال شهر أبريل، كانت وحدات العناية المركزة بكامل طاقتها تقريبا في جميع أنحاء البلاد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تنخفض الحالات في البرازيل الآن للأسبوع الرابع على التوالي، كما أن دخول المستشفيات والوفيات يشهد انخفاضا، لكن قال الدكتور تيدروس: “على الرغم من انخفاض الحالات والوفيات، فمن المهم أكثر من أي وقت مضى أن ندعم العاملين الصحيين معا، وأن نواصل إتباع نهج شامل ومنسق لخفض الانتقال ومنع عودة ظهور (الفيروس) والمزيد من الخسائر في الأرواح”. وتابع الدكتور تيدروس يقول: “لقد علمتنا جائحة كوفيد-19 أنه لا يمكن لأي بلد أن يتخلى عن حذره”. من جانبها، أعربت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، عن أملها في وصول اللقاحات لأكبر عدد ممكن من الأفراد في دول العالم، وخاصة العاملين الصحيين وكبار السن وذوي الحالات المرضية المزمنة. لكنها أكدت على أن اللقاح وحده لا يكفي: “علينا أن نواصل الامتثال لجميع التدابير التي تحافظ على سلامتنا، فالوضع العالمي الآن هش، ثمة العديد من البلدان التي تواجه الآن انتقالا شديدا”، موضحاً أن سبب ارتفاع الحالات في بعض الدول يعود إلى عدم وصول اللقاحات أو بسبب تخفيف التدابير الصحية والاجتماعية في بعض المناطق، أو استمرار التجمعات والفعاليات بمشاركة أعداد كبيرة من الناس. وأضافت: “يجب علينا أن نتأكد من الحفاظ على السلامة عبر الحفاظ على التباعد البدني وارتداء الأقنعة ونظافة اليدين والبقاء في المنزل إذا طُلب منا ذلك.” وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أنه سيتم التغلب على كوفيد-19 في البرازيل إذا أدّت كل الأطراف دورها، من حكومات على جميع المستويات إلى منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى المنظمات الدينية والمجتمع المدني والمجتمعات وكل فرد في البرازيل. وأوضح أن البرازيل تتمتع بتاريخ طويل في مجال الصحة العامة، مع ثلاثة عقود من الاستثمارات في تعزيز الرعاية الصحية الأولية والتقدم نحو التغطية الصحية الشاملة. “لكن جائحة كوفيد-19 أصابت النظام الصحي في البرازيل بشدة وتهدد بتبديد هذه المكاسب”. وتعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع حكومة البرازيل للاستجابة للاحتياجات العاجلة من أدوية وإمدادات أخرى مثل التشخيصات والأكسجين والأقنعة، كما ساعدت المنظمة في الحصول على ما قيمته عشرات الملايين من الدولارات من الأدوية التي يمكن للحكومة الآن شراؤها.
مشاركة :