لا تتردد مومي يونغ ويلكنز وهي تضع أذني “ميكي ماوس” على رأسها في القول إنها لم تشعر “يوماً بهذا القدر من السعادة”، وذلك خلال وجودها صباح الجمعة كما الآلاف غيرها من سكان كاليفورنيا، في مدينة “ديزني لاند” الترفيهية الشهيرة التي أعادت فتح أبوابها أمام الزوار بعد عام من الإغلاق الهادف إلى احتواء جائحة كورونا. وقالت مومي البالغة 55 عاماً “كنا هنا قبل 415 يوما بالضبط، في 13 مارس، عندما أقفل المتنزه أبوابه وقد وعدت بناتي بأننا سنعود في اليوم الذي يعاد فيه فتحه، وها أنا أفي بوعدي” إلا أن فرحة لقاء “ميكي” اقتصرت على الزوار المقيمين في كاليفورنيا، وهم الوحيدون المسموح لهم في هذه المرحلة بارتياد المدينة الترفيهية، وفقاً للمعايير التي حددتها “ديزني”. ومن الشروط أيضاً اقتصار المجموعات على أعضاء ثلاث أسر، على أن يضع الجميع الكمامات، من زوار وموظفين أما طوابير انتظار الدور، فمكانها في الهواء الطلق ورغم ذلك، ليس من السهل الحصول على بطاقة دخول فعندما وضعت التذاكر الأولى في التداول عبر الإنترنت في 15 أبريل، وصلت قائمة الانتظار الافتراضية إلى عدة ساعات. وروت ريبيكا فيشر “أمضيت إحدى عشرة ساعة بالضبط وأنا أحاول “أن أحصل على واحدة” من خلال أجهزة كمبيوتر عدة فيما كنت أعمل على معاينة المرضى” وكانت الحجوزات شبه مكتملة صباح الجمعة للأسابيع السبعة المقبلة، ولم يكن متاحاً الحصول على تذاكر إلا لشهري مايو ويونيو. وأقفل “ديزني لاند” الذي يحتل المرتبة الثانية في استقطاب الزوار بين المدن الترفيهية بعد “ديزني وورلد” في فلوريدا أبوابه احترازياً في 14 مارس فيما كانت الولايات المتحدة تشهد أولى الإصابات بفيروس كورونا. وعلى الرغم من الضغط الشديد من المؤسسات المرتبطة بقطاع المدن الترفيهية ومن العاملين في هذا المجال، إلا أن سلطات كاليفورنيا لم تسمح لـ”ديزني لاند” والمؤسسات الشبيهة بمعاودة نشاطها إلا في الأول من أبريل الفائت. وبعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات خلال فصل الشتاء، نجحت كاليفورنيا في الحد من تفشي الفيروس في الاسابيع الأخيرة بفضل حملة تلقيح واسعة، وباتت الإصابات فيها نسبة إلى عدد السكان الأدنى في الولايات المتحدة. إلا أن “ديزني” فضلت أخذ وقتها لاستدعاء أكثر من عشرة آلاف موظف تم وضعهم في حالة بطالة فنية منذ بداية الوباء وتدريبهم على العمل وفقًا للمتطلبات الصحية الجديدة، رغم أن منافستها “يونيفرسال ستديو هوليوود” عاودت نشاطها في 15 أبريل. وتكتفي “ديزني لاند” في هذه المرحلة باستقبال زوار لا تتعدى نسبتهم 25% من قدرتها الاستيعابية المعتادة، أي أكثر بقليل من 20 ألف زائر يومياً بحسب تقديرات الخبراء في القطاع. وأكدت “ديزني لاند” أن معظم الألعاب أعيد تشغيلها، علماً أنها استفادت من فترة الإغلاق لتجديد بعضها وتجهيز البعض الآخر وفقاً للتوصيات الصحية، ومنها مثلاً جعل المقاعد مفصلة، ووضع مقسمات زجاجية، وغير ذلك إلا أن بعض الألعاب لا يزال مغلقاً أمام الجمهور لعدم توافقه مع متطلبات الوقاية من كورونا، ومنها مثلاً غواصة “نيموز وورلد” ذات المساحة الضيقة جداً.
مشاركة :