حاويات الملابس المستعملة.. فكرة خيرية تفتقد التطوير

  • 5/1/2021
  • 00:40
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المختصين والمهتمين بضرورة اتباع الطرق الصحيحة المنصوص عليها في القانون لجمع التبرعات، في ظل وجود دعوات مخالفة للنظام لا تعرف الجهة الحاضنة لها، التي تستغل جمع الأموال من المحسنين وضخها في الجرائم الإرهابية، التي تهدد أمن الوطن والمواطن.وأوضحوا لـ«اليوم» أن حاويات جمع الملابس المستعملة فكرة خيرية تحتاج إلى تطوير وعناية ورقابة من الجهات المختصة، خصوصا متابعة نظافة الملابس المتبرع بها لحماية المستفيدين من الأمراض، ونقلها بعيدا عن زوايا الطرق، ومراقبتها آليا لمعرفة الداخل والخارج منها، لعدم استغلالها في الكسب غير المشروع.الحذر من الجهات غير المرخصةقال الخبير الأمني د. معجب الدلبحي، إن النيابة العامة شددت من خلال الحملات الإعلامية على أن جمع التبرعات بدون ترخيص من الجهات المختصة يعد جريمة يعاقب عليها القانون في المملكة ومن ضمن هذا النوع من التبرعات الإعلان عن جمع الملابس المستعملة، وتصل العقوبة إلى السجن والغرامات المالية، وفي المقابل دعت النيابة العامة الأفراد والكيانات التجارية غير الحكومية عند الرغبة في فعل الخير والتبرع إلى اتباع الطرق الصحيحة المنصوص عليها في القانون ومنها على سبيل المثال وليس الحصر منصة «إحسان»، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالخارج والجمعيات الخيرية الوطنية المرخصة.ولفت إلى تحذير وزارة الداخلية من التعامل مع الدعوات المخالفة للنظام في جمع التبرعات بسبب عدم معرفة الجهة الحاضنة لها، التي تستغل جمع الأموال من المحسنين وضخها في الجرائم الإرهابية، التي تهدد أمن الوطن والمواطن.الاستفادة بمشاريع للعمالة غير النظاميةأضاف المدير التنفيذي لجمعية نفع الخيرية بمنطقة مكة المكرمة عبدالرحمن الجهني، إن الجمعية مستمرة بمشروع دثار الوقفي في محافظة جدة بهدف حفظ النعمة، وإزالة التشوه البصري والعناية بالبيئة والوجه الحضاري للمحافظة، والتخلص من عبء إلقاء الملابس المستعملة في الشوارع أو في حاويات النظافة وتجميعها والاستفادة منها لصالح المحتاجين من مستفيدي الجمعية.ولفت إلى استئجار مستودع على مساحة ١٢٠٠ متر مربع، وكذلك تأمين سبعة موظفين متفرغين لإدارة المستودع، بالإضافة إلى شراء ٣ سيارات متخصصة وتهيئة وتقسيم وترتيب المستودع لمجالات العمل به من ملابس أو أجهزة كهربائية وأثاث وتوجيهها إلى مصارفها المشروعة.وأكد الجهني أهمية المشروع في المساهمة في رفع مشاركة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي، والحد من استغلال المواد المستهلكة في تنفيذ مشاريع لعمالة غير نظامية، والاستفادة من عائدها المالي لتنفيذ برامج وأنشطة الجمعية، وكذلك الاستفادة من المواد الصالحة العينية لتوزيعها على الأسر المستفيدة من خدمات الجمعية، بالإضافة إلى الحد من ظهور الحاويات، التي تشوه المناظر الجمالية للمحافظة المنتشرة غير المصرحة والمشاركة في وقف مستدام تعود أرباحه لتنفيذ وتشغيل المشروع.ثروة مفقودة بحاجة لإعادة التدويربيَّن المواطن علي الغامدي، أن الملابس المستعملة تعتبر ثروة مفقودة يستغلها وافدون وجهات غير معروفة، خصوصا أن الكثير من العوائل تتخلص من الملابس المستعملة بشكل دائم وتزيد في شهر رمضان، ولكن مصيرها يكون في النفايات أو بوضعها في مواقع لتجميع الملابس أو إعطائها للمتجولين الذين يبحثون عنها وتجدهم في الكثير من المواقع، خصوصا في مخارج ومداخل الأحياء، ولا بد من الجهات المعنية بحث هذا الموضوع المهم وطرح مشاريع خيرية تعود بالنفع لأبناء الوطن المستحقين أو إعادة تدويرها والاستفادة من ريعها في العمل الخيري.مصدر للتكسب غير المشروعأضاف المواطن علي السالم، إن الكثير من العوائل تتخلص من الملابس المستعملة، التي يكون بعضها بحالة جيدة، ويمكن أن يستفاد منها ويتم إعطاؤها للمستحقين، وللأسف الكثير من الأسر يقومون بوضع الملابس المستعملة الخاصة بهم في مواقع مختلفة، ويتلقاها الكثير من الوافدين وغيرهم، التي لا يعرف مصيرها أين تذهب ومَنْ يستفيد منها، مطالبا بأن تتولى الجهات المعنية وضع قيود على العاملين في هذا المجال والتوعية بخطورة الأمور وألا يكون مصدرا للتكسب غير المشروع، مع تحديد جهات معتمدة معروفة يمكن الوثوق بها وأن تتميز بالشفافية.الإسناد لشركات ذات مصداقيةأضافت المواطنة أنفال العنزي، إنه يوجد عدد قليل من الحاويات في الحي الذي تقطن فيه، مشيرة إلى عدم رؤيتها أي مسؤول يتابع أو يحضر لتفريغ الحاويات، مضيفة إن خطورتها تكمن في غياب المتابعة الدقيقة لها، خصوصا أن بعض المواطنين، الذين يلقون ملابسهم بها تكون في أكياس مستعملة مليئة بالميكروبات مما تسبب ضررا للمستفيد، مقترحة إنشاء نقطة تجمع للحاويات عند كل حي، وأن تقع مسؤوليتها على شركة ذات مصداقية ومعروفة للتأكد من عدم إدخال أي ملابس إلا بعد نظافتها وغسيلها من قبل المتبرع.التعاقد مع مغاسلقالت المواطنة نفود عبداللطيف، إنه يوجد بالحي الذي تقطنه حاوية ملابس مستعملة، معربة عن أملها في إزالتها نظرا لخطورتها في أن تكون مصدرا لنشر الأوبئة كون الملابس غير نظيفة، لأن المتبرع يلقي الملابس بها دون الاهتمام بالنظافة، مشيرة إلى أنها لم تر مسؤولين عن تلك الحاويات، مطالبة بالتعاقد مع مغاسل لتنظيف الملابس وإرسالها إلى الجمعيات الخيرية.ربط آلي لمعرفة الداخل والخارجأوضح المواطن محمد الغامدي أنه لم يسبق له ولو لمرة واحدة رؤية المسؤولين عن الحاويات. متسائلا إن كانت الحاويات نظامية أم لا، وعن كيفية الحفاظ على الملابس من السرقة أو العبث؟ وأضاف إنه يفترض أن تكون هناك رقابة على الحاويات ويتم ربطها بجهاز آلي لمعرفة الملابس المدخلة والملابس الخارجة، والتأكد من أن هذه الملابس تذهب للفقراء وليس للسوق لبيعها.غياب الرقابة الدوريةلفتت المواطنة هدى الحبلاني إلى غياب الرقابة على الحاويات والعناية بها، مشيرة إلى أن خطورتها تكمن في وضعها في أماكن غير مناسبة كوضعها عند مداخل الحي وتقاطعات الطرق مما قد يسبب ازدحاما مروريا وحوادث -لا سمح الله-، إضافة إلى أن البعض ممن يجلبون ملابسهم غير النظيفة لرميها بدون أي مبالاة بصحة المستفيد من تلك الحاويات، مضيفة إن وجود هذه الحاويات مهم، فهناك مَنْ بحاجة لهذه الملابس بدلا من إتلافها أو رميها، إلا أنه يجب تطويرها ووضعها بجانب أماكن تجارية ووضع كاميرات مراقبة وتزويدها بجهاز إنذار يحذر من وجود معادن داخل الحاويات خوفا من استغلالها لأشياء محظورة.توزيع الريع على الأسر المحتاجةقال أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس الجمعيات بالمنطقة سمير العفيصان، إن الأهالي دائما ما يبادرون بالتبرع بالفائض من ملابسهم للجمعيات الخيرية، وأشار إلى الاتفاق مع إحدى المؤسسات ذات الخبرة في مجال تدوير الملابس المستعملة، وذلك ليعود ريعها بعد تدويرها لصالح الأسر المستحقة للدعم من الأيتام والأرامل والمطلقات وكبار السن وغيرهم، مضيفا إن الجمعية ستراعي أن تتوافق حاويات جمع الملابس المستعملة مع الاشتراطات، التي وضعتها الأمانة بأن تكون صديقة للبيئة وتحافظ على سلامة المنظر العام، مشيرا إلى أن توزيع الحاويات شمل كافة محافظات ومدن المنطقة الشرقية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي للجمعية. منوها بالدور الذي يقوم به المتطوعون في عمليات فرز الملابس وتصنيفها.سيارات متنقلة بأرقام معروفةأوضحت المواطنة عواطف الظفيري أن تكدس الملابس خارج الحاويات لصغر حجمها يجعل المنظر خارجها غير لائق، ومصدرا لتجمع الميكروبات بالإضافة إلى وجود القطط والكلاب التي تمزق الأكياس، مبينة أن أبرز الاقتراحات هي تخصيص سيارات متنقلة بأرقام هواتف معروفة لكل من يريد التبرع التواصل معها، وأيضا تطبيق خاص للتبرع بالملابس وألا يستقبل أي شيء إلا بعد التأكد من سلامته ونظافته.جمع 2 مليون كجم ملابس بالأحساءأكد مدير إدارة الشراكات والإعلام بجمعية البر بمحافظة الأحساء وليد البوسيف، أن مشروع «كساء» يستهدف إزالة التشوه البصري عنايةً بالبيئة وتقديم منتج يمثل الوجه الحضاري للمحافظة، عبر استثمار فائض الملابس في تقديم المساعدات للمستفيدين وتحقيق الكفاية لهم، وحفظ كرامة وسلامة المستفيد من خلال تقديم مساعدات عينية «كسوة» مناسبة وآمنة، وتشغيل الأسر المنتجة في المشروع.وأضاف إن مجموع أوزان الملابس التي تم جمعها من 172 حاوية منتشرة في معظم مدن وأحياء الأحساء بلغ قرابة 2 مليون كيلو جرام. لافتا إلى أن المشروع حقق عوائد ذات جودة عالية اقتصادية وتقديرية منذ انطلاقته في عام 2016م.استحداث تطبيق لاستلام التبرعاتأشار المواطن جاسم أسعد، إلى أن الحاويات قد تسبب ازدحاما بالشوارع في بعض الأوقات نظرا لموقعها في زاوية الطرق، لافتا إلى أنه لم يسبق له رؤية أحد يتفقد هذه الحاويات، مبينا أن خطورتها متنوعة، خصوصا أن الكثير من الأشخاص يضعون الملابس وهي متسخة وهذا لا يجوز وليس من الدين في شيء فالنظافة من الإيمان وهذه الملابس قد تتوزع على الفقراء وتسبب لهم الكثير من الأمراض، واقترح عوضا عن هذه الحاويات إيجاد جمعية متخصصة بدل الحاويات، والتأكد من سلامتها ونظافتها حفاظا على صحة الجميع، واستحداث تطبيق عن طريق الجوال تحضر من خلاله الجهة المسؤولة لاستلام الملابس، أو أن تكون الحاويات كما هي ولكن تكون شركة متخصصة لاستلام الملابس ووجود متخصصين لغسيل الملابس والتأكد من نظافتها 100%.«الأمانة»: دورنا توفير المواقع والمساندةأكد المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن دور الأمانة بشأن حاويات الملابس المستعملة يقتصر فقط على توفير مواقع للجمعية الخيرية والتنسيق معها وتقديم الدعم والمساندة اللازمة.======أهداف:وقف عشوائية رمي الملابس المستعملة في حاويات النفايات المنزليةتدوير الملابس غير الصالحة للاستخدام واستفادة الجمعيات من ريعهاالمواصفات:تعمل بالطاقة الشمسيةمحكمة الإغلاق لمنع تسرب الأتربة والقوارضمقاومة للرطوبة ومياه الأمطارسلبيات:بعضها لم يفتح منذ سنواتليست آمنة صحياسهلة السرقةالملابس مجهولة المصدرمواقع بعضها خطريسهل استخدامها بشكل مخالف

مشاركة :