ما زالت تداعيات تسريب التسجيل الصوتي لوزير خارجية الملالي تتواصل، لتكشف مؤخرا اندلاع أزمة داخلية بالنظام، فيا لفت مراقبون إلى أنها كشفت عن طبيعة النظام الإيراني، الذي يعيش في العصور الوسطى، حيث أظهرت أن جميع مسؤولي طهران، هم مجرد حفنة من الإرهابيين، الذين يضحون بالدبلوماسية من أجل القتل والجريمة.وسربت تصريحات لجواد ظريف، يكشف فيها عن قيادة قاسمي سليماني للسياسة الخارجية عبر ميليشياته في المنطقة وعملائه المنتشرين في أوروبا، عوضا عن الدبلوماسية، التي من المفترض أن يتولاها وزير الخارجية، ما وضعه في موقف المتفرج كثيرا.وتوضح المقاومة الإيرانية، أن ما نراه الآن في مجلس شورى النظام والصحف الحكومية هو انعكاس للأزمة، مشيرة إلى ما نشرته قناة «تلغرام آخر أخبار النظام» يوم 29 أبريل، بالقول: خلال صراع الذئاب، خرج ملالي «قم» في مسيرة في الشوارع يوم الخميس 29 أبريل، مطالبين بمحاكمة حسن روحاني، ورفعوا لافتات كتب عليها محاكمة حسن روحاني وهتفوا «الموت للملا البريطاني».الصراع والجدلوتتابع المقاومة الإيرانية على موقعها الإلكتروني: إضافة إلى ذلك، وبعد أربعة أيام من الكشف عن مقابلة جواد ظريف المسوغ الكبير لأعمال النظام، وإثر تصاعد الصراع والجدل بين الذئاب، أقال روحاني، حسام الدين آشنا من منصب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في مؤسسة رئاسة النظام، وعين المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي خلفا له يوم الخميس 29 أبريل.وكان حسام الدين أشنا مسؤولاً عن مشروع إجراء مقابلات مع ظريف وعدد من مسؤولي حكومة روحاني الآخرين.وقال سعيد ليلاز، الذي أجرى مقابلة مع ظريف، عن الفضيحة المروعة التي خلقها هذا الملف الصوتي: «أريد أن أرى ما إذا كان جهاز المخابرات في البلاد لديه القدرة للعثور على هذا الشخص أو، مثل قصة نطنز، تريد الكشف عن اسمه بعدما سبق السيف العذل».فضيحة التسريبفي هذا الصدد، بعد أن أعلن قضاء خامنئي، إنه رفع دعوى قضائية لملاحقة فضيحة التسريب، بحسب وكالة أنباء الإذاعة والتليفزيون التابعة للنظام، يوم الخميس 29 أبريل، منع نحو 20 شخصًا من مغادرة البلاد بسبب تسريب التسجيل الصوتي لظريف.وكتبت وكالة أنباء «الإذاعة والتليفزيون»: قال مصدر مطلع في القضاء لمراسل وكالة أنباء الإذاعة والتليفزيون «إن حوالي 20 شخصًا على صلة بالمقابلة الأخيرة للمركز الرئاسي للدراسات الإستراتيجية مع وزير الخارجية في قضية تسريب التسجيل الصوتي السري عن ظريف، ممنوع قضائياً من المغادرة».كما أعلن عضو في رئاسة مجلس شورى النظام رفع شكوى إلى القضاء من قبل عدد من الأعضاء ضد رئيس النظام ووزير الخارجية.وقال حسين علي حاجي دليكاني: «إن هذه الشكوى قدمت في شكل المادة 234 من النظام الداخلي لمجلس الشورى»، مضيفا: «إذا تمت الموافقة على هذه الخطة في الجلسة العلنية للبرلمان، فستتم إحالتها إلى القضاء لمزيد من التحقيق». بحسب وكالة أنباء «قوة القدس» 29 أبريل.آلة العسكروفي السياق، كتبت صحيفة «آرمان» الرسمية في 29 أبريل عن تسريب التسجيل الصوتي لظريف ودور الهالك قاسم سليماني في إدارة الشؤون الدبلوماسية والعسكرية: «لدينا ثلاثة أجهزة، وهي آلة الدعاية والآلة الدبلوماسية وآلة العسكر».وتضيف الصحيفة: «يجب أن تعمل هذه الآلات الثلاث بطريقة تجعل آلة الدبلوماسية في المقدمة وتتحرك الآليتان الأخريان خلفها، يجب أن يحدث هذا حتى تتمكن آلة السياسة الخارجية من تحقيق إنجازات مادية ومعنوية وسياسية للبلاد من الإنجازات الميدانية والدعائية».من جهتها، كتبت صحيفة «كيهان» التابعة لخامنئي يوم 29 أبريل: إن هذه الجلبة (ملف صوتي ظريف) هي محاولة لإقحام الإيمان والاعتقاد في الأذهان بأن جذور جميع مشاكل البلاد هي العقوبات الأمريكية، ولحل العقوبات يجب أن ننتقل إلى المفاوضات مع الغرب، لم يترك رجال «الميدان العسكري» الأمور تحرز تقدما؛ لذلك فنحن الإصلاحيين لسنا مسؤولين عن زيادة «مشاكل البلاد».
مشاركة :