أكد موردون ومسؤولون في مراكز للتموين الغذائي على أن مبيعات المشروبات المركزة والمنكهة التقليدية في رمضان شهدت تراجعا للعام الثالث على التوالي، مرجعين ذلك لـ5 أسباب على الأقل أبرزها تضاعف سعرها نتيجة الضريبة الانتقائية، والتخوف من أضرارها المحتملة على الصحة، بالإضافة إلى التحول بشكل أكبر للعصيرات الطازجة.وأشار هؤلاء إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة عن حجم المستهلك من هذه المشروبات التي بعضها مستورد فيما الآخر يصنع محليا، إلا أن كميات الرجيع الكبيرة لدى المراكز التجارية كما هو الحال في العام الماضي تعطي دليلا على هذا التراجع في الطلب، متوقعين أن تزيد كمية الرجيع هذا العام، وهذا ما تسعى إلى تقليصه الشركات المنتجة والمستوردة عبر عروض الأسعار. أبرز المواسموأوضح مدير إدارة المخزون بإحدى شركات الأسواق المركزية عبدالإله السنونة أن الانخفاض في الطلب على المشروبات المركزة عموما وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة وفي أبرز مواسم استهلاكها المتمثل في شهر رمضان أصبح ملحوظا من خلال إحصاءات المبيعات، لافتا إلى أن من أبرز الأسباب زديادة الوعي لدى الجمهور بأضرار المشروبات المركزة المنكهة، وارتفاع أسعارها إلى الضعف بعد تطبيق ضريبة السكر إلى جانب القيمة المضافة، ودخول منتجات منافسة جديدة بنفس المواصفات، مشيرا إلى أن الشركات المنتجة أدركت هذه الحقيقة، بعد زيادة الاهتمام باستهلاك العصيرات الطازجة، ولذلك قامت بتكثيف حملاتها الإعلانية وأعلنت عن منتجات جديدة قليلة السكر أو خالية من السكر.انخفاض الطلبوقدر السنونة نسبة الانخفاض في الطلب على المشروبات المركزة بنحو 23% من واقع الكميات التي وصلت للسوق بالمنطقة الشرقية والمستهلك منها مقارنة بالعام السابق، مشيرا أيضا إلى أن تأثير جائحة كورونا في الإقبال على هذه المشروبات لا يقل عن الأسباب الأخرى وهو سبب سلوكي ونفسي بدرجة أكبر، حيث رأى البعض أن استهلاك شراب يحتوي على ألوان ومنكهات صناعية له أضرار على الصحة، وفي المقابل اتجه البعض إلى المنتجات العضوية وإن كانت غالية بعض الشيء لخلوها من المواد الضارة.تقليل الكمياتبدوره أشار المورد علي الزاهر إلى أن مجموعته قللت من الكميات التي تستوردها هذا العام من المشروبات المركزة تبعا لحجم الرجيع الكبير في العام الماضي، مشيرا إلى أن كثيرا من المشروبات المركزة والبودرة المنكهة تصنع محليا وقد تأثرت كثيرا في العام الماضي نظرا لبدء الحظر في الموسم الأبرز لها إلا أن التأثير لا يزيد كثيرا عن 20%، مرجحا أن يكون ارتفاع الأسعار للمشروبات بنكهة التوت الى مستويات تلامس العشرين ريالا السبب الرئيس لانخفاض الطلب، حيث إن السعر فاق أسعار بعض العصيرات الطازجة.تحول إلى الطازجوأفاد المورد والرئيس التنفيذي لإحدى شركات التسويق الغذائي علي الغامدي بأن ارتفاع أسعار المشروبات المركزة أحد العوامل المؤثرة في تحول الكثيرين عن هذه المشروبات خاصة التقليدية، خاصة مع وجود بدائل أخرى أقل سعرا، مشيرا إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة عن الكميات المستهلكة من هذه المشروبات سواء المصنعة محليا أو المستوردة، إلا أن الرجيع منها الذي يزداد سنويا خاصة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة يثبت تراجع مبيعاتها.حملات توعويةولفتت استشارية التغذية الدكتورة رويدا إدريس إلى أن جهود الهيئة العامة للغذاء والدواء عبر الإعلام المرئي والمسموع أسهمت في تراجع الطلب على المشروبات المنكهة لصالح العصيرات الطازجة ذات الفائدة، والتي باتت متوفرة بأسعار معقولة في الأسواق خاصة في رمضان، مشيرة إلى أن الإفراط في استهلاك المشروبات المحلاة ذات الصبغات الصناعية مضر بالصحة بالفعل، لوجود مواد سكرية ومنكهات غير طبيعية.