إن الخياطة والتطريز والفن بكافة أنواعه وأشكاله رغم كثرة العاملين في هذا المجال إلا أن لكل فرد يعمل داخله تصاميم يستلهمها بطريقته من العالم من حوله أو حتى بخياله ويصنع منها هوية تخصه وحده وأحد هذه الأمثلة الرائعة، ما استوحته الفنانة التشكيلية “نيها حته” من فكره لمجموعتها الرمضانية تبعًا لـ “الدراويش” ووفقًا لأسلوب حياتهم وتجسيدًا لرقصهم وحلقات الذكر الخاصة بهم معبرة عن زهدهم بالحياة، حيث اعتمدت مجموعتها على الخامة والألوان مركزة على شكل أثوابهم التي يرتدونها أثناء ممارسة طقوسهم “الرقص” تحديدًا حيث أنهم يتميزون بتدرجات ألوان خاصة بهم منها الأبيض والأسود والأحمر الداكن والبنفسجي والأزرق وكذلك الفوشي وبهذا قامت بتصميم مجموعتها لرمضان المولوية، حيث صممت الفنانة قفاطين رمضانية فضفاضة وعصرية ذات أكمام واسعة تميل من خلالها لمزج الفلكلور الشعبي مع الحداثة والعصرية في شكل متحضر وراقٍ، فالجدير بالذكر أنها استخدمت في المجموعة قماشات قطنية وحرائر وستان، واعتمدت هذه المجموعة الرمضانية على تقنيتين مختلفتين وهي الرسم المباشر على القفاطين من “سكتشات” خاصة بالفنانة قامت برسمها مسبقًا ممثلة للأوضاع المختلفة للدراويش أثناء رقصاتهم الدائرية حول المركز ، وبحرفية وشغف مزجت تقنية “الباتش وورك” (خياطه القصاقيص) مع بعضها يدويًا وهذه تصنف تقنية جديدة قامت بتطبيقها بالاشتراك مع أكبر الفنانين المختصين بهذا النوع من الفن فقد تأسست فكرة القفاطين على عمل لوحات فنية مباشرة من القصاقيص تحمل مراسم ومظاهر رمضان في أجمل احتفالاتها متمثلة بالدراويش، إن هذه التصاميم تنطبع عليها روح رمضانية فنية بألوان مبهجة وأشكال محتشمة ولكنها في الوقت ذاته عصرية فقد قامت الفنانة بعرض مجموعاتها الفنية الجديدة بأكبر معارض الفن التشكيلي طيلة شهر رمضان المبارك.
مشاركة :