اعتذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عما ورد على لسانه في تسجيل صوتي مسرب له انتقد فيه النظام السياسي في البلاد. وكتب ظريف، على موقع التواصل الاجتماعي إنستاغرام الأحد : "أود أن أعتذر للجميع". ويتعلق التسريب بمقابلة أجراها أحد مستشاري الرئيس حسن روحاني مع ظريف. وتردد أن "دوائر داخلية" سرقت التسجيل ثم نشرته وسائل الإعلام. ووفقا لظريف، فإنها لم تكن "مقابلة تقليدية" وإنما "تبادل نظري للآراء" مع أحد أعضاء المكتب الرئاسي حول الاستراتيجية. وكان روحاني اعتبر أن تسريب شريط مسجل لحديث غير علني لوزير الخارجية في وقت تسجل فيه محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني نجاحا "يهدف إلى إثارة الخلافات الداخلية في البلاد". وبدا ظريف في التسجيل المسرب مستاء جدا من التدخل الواسع لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، في الشأن الدبلوماسي الإيراني. وأقر ظريف بأنه ضحى بالدبلوماسية كثيرا لصالح "ساحة المعركة"، مضيفا أنه لم يتمكن يوما من إقناع سليماني بطلباته. وأثار التسريب جدلا واسعا في إيران. وحذر روحاني من "مؤامرات الأعداء الذين يحاولون إيجاد شرخ في الصف الداخلي الإيراني"، وشدد على أن "من سربوا الشريط هم أعداء ايران وشعبها ومصالحها". ورأى روحاني أن نشر الشريط حملة من جانب متشددين، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو القادم. وقال: "لا أفهم لماذا تكون حملة الانتخابات أهم لدى البعض من المصالح الوطنية ورفاهية الشعب". كما طلب ظريف "السماح" من عائلة سليماني، بعدما "جرح مشاعرها" عبر التسجيل. ورأى ظريف، أن التسريب "جرح المشاعر الصادقة لمحبي اللواء قاسم سليماني وعائلته، خصوصا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي". وأضاف "لقد سامحتُ كل من أعتقد انه اتهمني وآمل أن يسامحني أيضا شعب إيران، وخصوصا عائلة سليماني". وكانت زينب سليماني نشرت عبر حسابها على تويتر الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في الثالث من يناير 2020 بضربة جوية أميركية، مرفقة إياها بتعليق "الكلفة التي دفعها الميدان من أجل الدبلوماسية". وأكد ظريف الذي يشغل منصبه منذ 2013، أن "الملاحظات التي أدليت بها لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه لسليماني"، مضيفا "لكن لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علنا، بالتأكيد لما كنت قلتها". وطلبت حكومة روحاني التحقيق في "مؤامرة" تسريب التسجيل. والخميس، أفادت وكالة "إرنا" أن حسام الدين آشنا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية، والذي يعد مقربا من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز. من ناحية أخرى، صرح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الأحد ان معاملة إيران للإيرانية البريطانية نازنين زاغري-راتكليف التي حُكم عليها مجددا الإثنين الماضي بالسجن لمدة عام، ترقى إلى التعذيب. وقال راب: "نازانين محتجزة بشكل غير قانوني من وجهة نظري وفق القانون الدولي، وأعتقد أنها تعامل بالطريقة الأكثر تعسفا وإساءة". وأضاف "أعتقد أن الطريقة التي تعامل بها ترقى إلى التعذيب والإيرانيون ملزمون بشكل واضح، وبلا لبس، الإفراج عنها". وأصدرت محكمة في طهران الإثنين حكما جديدا بالسجن عاما واحدا ومنع السفر لعام بعد ذلك، بحق زاغري راتكليف (42 عاماً) بتهمة "الدعاية" ضد إيران. وردا على سؤال حول ما إذا كانت لندن تعتبر أنها "رهينة"، قال وزير الخارجية إنه "من الصعب ادعاء عكس هذا التوصيف، سبق أن قلت ذلك". وأضاف "من الواضح أنها تستخدم في لعبة للقط والفأر يلجأ إليها الإيرانيون، ويحاولون استخدامها للضغط على المملكة المتحدة" كغيرها من مزدوجي الجنسية المحتجزين أو الملاحقين من قبل القضاء الإيراني وتطالب لندن بالإفراج عنهم "فوراً وبدون شروط". وأوقفت زاغري-راتكليف الموظفة في مؤسسة تومسون رويترز، في أبريل 2016 مع ابنتها غابرييلا التي لم تكن أتمت الثانية من عمرها في ذلك الحين، في مطار طهران بعد زيارة لعائلتها. بتهمة التآمر لإطاحة النظام السياسي في إيران، وهو ما نفته بشكل قاطع. وحكم عليها في سبتمبر من العام ذاته بالسجن خمس سنوات، وانقضت فترة محكوميتها في السابع من مارس الماضي، علما بأنها خرجت من السجن في مارس 2020 إثر تفشي فيروس كورونا في إيران، وأمضت الأشهر الأخيرة من مدة العقوبة في منزل ذويها مزودة بسوار تعقب الكتروني. وتؤكد لندن أنها عازمة على حل هذه القضية لكن راب قال عن الصعوبة ناجمة عن الأوضاع الحالية بين الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران والمفاوضات لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وفي سياق آخر، اندلع حريق كبير في مصنع للكيماويات بوسط إيران الأحد، ما دفع السلطات إلى التحذير من مخاطر صحية محتملة على الأفراد بالقرب من موقع الحريق. وحذرت السلطات من أن النيران قد تتسبب في تسرب ملوثات خطيرة إلى الهواء. وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن اثنين من رجال الإطفاء أصيبا بجروح خطيرة. ولم تعرف بعد أسباب الحريق.
مشاركة :