حذر أسقف بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، اليوم (الأحد) من أن "لبنان فقد مقومات بقائه"، داعيا إلى تشكيل حكومة فاعلة لا تسيطر عليها الأحزاب المتناحرة. وقال عودة في عظة ألقاها خلال صلاة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية، التي تعتمد التقويم الشرقي إن "مشكلة لبنان لم تعد مالية اقتصادية بل أصبحت وجودية لأن من يتولون أمور البلد يغامرون بالقليل المتبقي منه لتأمين مصالحهم وحفظ مكتسباتهم والاستمرار في مواقعهم على جثة الوطن والمواطنين". وتابع أن "حالتنا هذه ليست ابنة يوم أو سنة، فقد تراكمت الأخطاء وتجذرت السيئات حتى فقد لبنان مقومات بقائه"، واصفا لبنان اليوم بأنه "غابة مقفرة محاصرة معزولة عن العالم، يعشش فيها الفساد ويحكمها اليأس وانسداد الأفق". ورأى عودة أن "لبنان بحاجة إلى حكومة فاعلة تقوم بالإصلاحات الضرورية، وتعيد الحياة إلى مؤسسات الدولة وإداراتها، وتفعل أجهزة الرقابة، وتفرض هيبة الدولة والقانون، وتكسب ثقة المجتمع الدولي". وأضاف نحن بحاجة إلى حكومة "من أصحاب الاختصاص لا تسيطر عليها الأحزاب المتناحرة". وطالب بـ"حكومة تفرض القانون وتحاسب من يتطاول على المال العام ومن يقوم بالاغتيالات وكل من يشوه وجه لبنان بجعله مصدرا أو معبرا للممنوعات، وكل من يستغل مركزه أو نفوذه لتهريب ثروات اللبنانيين ومنتجاتهم بطرق غير شرعية". ودعا عودة إلى "حكومة تكافح الفساد وإلى دولة عادلة بقضاء مستقل متحرر من السياسة يحكم باسم الشعب لا باسم فئة أو حزب أو طائفة". ويواجه لبنان شغورا حكوميا بسبب خلافات المسؤولين السياسيين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة، وذلك منذ استقالة حكومة حسان دياب، عقب كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي. ويرافق التأزم السياسي سلسلة أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وتفاقم البطالة والتضخم وانهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي.
مشاركة :