كابتن صالح.. يا زينك ساكت!!

  • 11/24/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العديد من اللقاءات الساخنة في الدوري السعودي للعام 1417هـ تجاوزات فردية ومشاهد دراماتيكية مثيرة، أبطالها من رؤساء وإداريي ومدربي عدد من الفرق الجماهيرية؛ ما استدعى اتخاذ قرارات جريئة وصارمة لإنقاذ الملاعب السعودية من ظاهرة آخذة في التزايد بصورة كادت تُفقد البساط الأخضر رونقه، والتحكيم هيبته، والدوري إثارته، وكرة القدم السعودية ألقها وحضورها الفاعل المؤثر على الساحة الإقليمية والعربية والآسيوية والدولية! وكان أشهر وأجرأ قرار للأمير الراحل فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ من نصيب قائد ولاعب المنتخب السعودي الأول ونادي الهلال الإمبراطور صالح النعيمة، الذي قضى بشطبه من الملاعب السعودية، ومنعه من دخول المنشآت الرياضية ومن الإدلاء بتصريحات، وحرمانه من تقلُّد أي منصب رياضي! إثر أحداث ديربي العاصمة بين الهلال والنصر على المربع الذهبي في ذلك الموسم؛ إذ تعمد النعيمة إداري الفريق آنذاك دخول الملعب محتجاً على قرار حكم اللقاء عمر المهنا، الذي ألغى هدفاً سجله فريقه عند الدقيقة 45 من الشوط الثاني من اللقاء، الذي كان يتجه للتعادل بهدفين لكلا الفريقين، وهو ما دعا المهنا لطرده من الملعب أمام الجماهير التي غصت بها المدرجات ومن خلف الشاشات! وإن كان القرار قد غيَّب النعيمة عن المشهد الرياضي لسنوات إلا أنه لم يغب عن ذاكرة الرياضيين وجماهير الكرة في السعودية في الداخل والخارج، ولم يطمس اسمه الذي سطره بجدارة على سجلات زمن الكرة السعودية الجميل، الزمن الذي رفع فيه مع كوكبة من زملائه النجوم راية الوطن عالياً في المحافل الإقليمية والقارية والعالمية. إلا أن عودة الكابتن صالح للساحة عبر حوار صحفي، نثر فيه الشوك والشكوك حول حقبة من مسيرته وأنصع صفحات ناديه ومجد الكرة السعودية ونجومها الخالدين، وهو من كان كابتنهم قائدهم! كانت عودة غير محمودة ولا محسوبة العواقب! عودة تطرق فيها لمحاور لا ترقى لماضيه الرياضي الحافل بالبطولات والتألق مع ناديه ومنتخبات الوطن، كان من أكثرها إثارة للغط حديثه عما يسمى بالدنبوشي، وتأكيده استعانة الفرق السعودية بخدمات الدنبوشي بعلم رؤسائها وباعتقادهم بالخزعبلات، على حدّ قول صالح! وزاد الطين بلة بإقراره بما لعبه شخصياً من أدوار رئيسة في استخدام (خزعبلات) في بعض مباريات ناديه الهلال ضد فرق أخرى منافسة! مبرراً فعلته بقوله في تلك الحقبة كان الجهل مسيطراً على الجميع؛ ولذلك كان هناك اعتقاد سائد بأنك لن تفوز إذا لم تستخدم الدنبوشي! لكنه كمن حاول تدارك المأزق والتخفيف من وقع الصدمة على الوسط الرياضي عندما ختم تلك السيرة ببشرى ذهابه إلى مكة المكرمة مستغفراً وتائباً عند الكعبة المشرفة! عقب صمت السنين ظهر المدافع الأبرز عن عرين الصقور الخضر وقد تسلح بما يكفي من الصراحة السلبية الملتهبة التي شوّه بتفاصيلها حقبة هي الأكثر تميزاً وإنجازات وجمالاً في ذاكرة جماهير الكرة والملاعب السعودية! ولكم ألهب أبو أشواق التساؤلات وأحرج الأجوبة! ومن يدري إن كان بما أوقده فوق رماد الغياب قد أراد به تأمين تدفئة كافية لمواجهة شتاء قارص قادم على المنطقة! إذ لم يكتف ـ حسب قوله ـ بوضع الدرع الخشبية في نار المدفأة ليقيه برد الرياض! وهي الدرع التي تلقاها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في حفل اعتزاله! صالح النعيمة حضر شاهداً على حقبة رياضية برجالها ومنجزاتها وتفاصيلها الذهبية فأثار حولها غباراً لن ينقشع بومضة من جواله أبو كشّاف، ولا بمصباح علاء الدين!! وكأن صوت عاشق هلالي يتسلل إلى أذنَي صالح هامساً يا زينك ساكت!!

مشاركة :