في مبنى مُستَأجر يتألف من ثلاثة طوابق في جاكرتا، أسس رجل الدين الإندونيسي حليم أمبيا مدرسته الداخلية الإسلامية التي تهدف إلى مساعدة شباب الشوارع على العودة إلى الدين. ومنذ بداية برنامج، (تصوف تحت الأرض) في عام 2016، ساعد أكثر من 120 شخصا بدأت حكايته معهم جميعا من الشوارع. يقضي الواعظ، البالغ من العمر 46 عاما، أياما تحمله أرصفة الشوارع المتعرجة الصاخبة في جاكرتا للعثور على الطلاب. وقال إن البحث ليس سهلا لأن الكثير من شباب الشوارع وخاصة الأصغر سنا، لا يريدون التحدث دائما. وهناك حوالي 30 من شباب الشوارع السابقين يدرسون الآن في المدرسة، يتعلمون الصلاة والقراءة والكتابة ويدرسون القرآن ويحصلون على تدريب مهني. وافتتح حليم مشروعا لطباعة النسيج وغسيل الملابس في نفس المبنى للمساعدة في زيادة دخل الطلاب. قال إن الشباب في المتجر يتعلمون مهارات جديدة ويبتعدون عن الشارع. وأضاف “شباب الشوارع لا يستطيعون القيام بعمل روتيني، لذلك نعلمهم لكي يصبحوا مقاولين، ويمكنهم أن يصبحوا رؤساء لأعمالهم الخاصة”. قال تريان أنوجراه (30 عاما) إن دخول المدرسة الإسلامية كان منعطفا هاما في حياته. لم يتعلم الصلاة فحسب، بل وصل الأمر إلى حد قبوله بالجامعة. أصبح تريان مسجلا الآن في كلية الحقوق بينما يواصل دراسته في المدرسة الإسلامية. أعربت الأم وتدعى (ميمونة) عن دهشتها لهذا التحول. وقالت “أنا سعيدة جدا. أصبح يصلي الآن عندما يعود إلى المنزل، وأحيانا يقرأ القرآن”. لكن حليم لا يشعر بالرضا أو بأنه أدى واجبه. وفي أوقات فراغه، يقوم أيضا بتدريس المعارف الإسلامية لمدمني مخدرات سابقين في منشأة إعادة تأهيل تديرها الحكومة. ويساعده “الخريجون” مثل تريان في تشجيع مزيد من شباب الشوارع على الانضمام إلى مدرسة (تصوف تحت الأرض). وقال حليم “الشباب الذين تم تصحيح مسارهم أصبحوا أصدقائي ويقدمون لي مساعدات كبيرا في ضم آخرين لأن معرفتهم بالشوارع أفضل مني”.
مشاركة :