الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر. وتنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا. واليوم ننشر قصيدة بعنوان "في شم النسيم" من الأعمال الكاملة لشعر إبراهيم ناجي، وذلك تزامنا مع احتفالات أعياد شم النسيم. في شم النسيم أنت يا من جعلت روض حياتي مهدَ وردٍ إليكِ وردكِ رُدَّا آيةُ الورد أنه نفحةٌ منــكِ ومن عطركِ العبيرَ استمدَّا هذه باقةٌ من الورد تجثو مَلكٌ في الرياض أصبح عبدا يا جمال الجمال من خلَّد الحســن جميعًا في نظرةٍ منك تَنْدى؟ يا صباح الصباح من يَمْلكُ الأضــواء وصفًا أو الفرائد عَدَّا؟ ليس بدعًا يا وردة العمر أن كانت لمغناك وردةُ الروض تُهدى لا تظني وردًا يكافئ وردًا أنت أغلى حسنًا وأكرم وردا غير أني وإن عجزت عن التقــدير حاولتُ ما تمكَّنتُ جهدا باعثًا للوفاء وردًا وللقلـب إلى أعمق السرائر ودَّا وإلى العيد أنت عيدٌ لأيَّامي جميعًا أنت الحبيبُ المُفَدَّى.
مشاركة :