أرجع تجار ذهب لـ"الاقتصادية" تذبذب أسعار الذهب إلى تقلبات أسعار الدولار مع ضبابية موقف البنك المركزي الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة. وتوقعوا أن تلقي تصريحات جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن رفع تدريجي لأسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام بظلالها على الدولار خلال تعاملات الأسبوع المقبل، حيث تسببت هذه التوقعات في هبوط عقود الذهب الأمريكية تسليم كانون الأول (ديسمبر) 0.7 في المائة عند التسوية إلى 1145.6 دولار في طريقها لتسجيل خامس خسارة فصلية على التوالي. وتراجعت أسعار الذهب منذ بداية العام حتى اليوم 16.9 في المائة، تدريجيا من 160 ألف ريال للكيلو الجرام حتى وصلت إلى 133 ألف ريال للكيلو. وبخصوص الطلب في السوق السعودية أوضح التجار أن هناك ارتفاعا ملحوظا في مبيعات أسواق منطقة مكة المكرمة مع القوة الشرائية للحجاج، علاوة على تزامن فترة الإجازات التي يرتفع فيها الطلب بسبب الأفراح والمناسبات الاجتماعية. وتوقع الدكتور فاروق الخطيب؛ أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، أن تنعكس الزيادة في أسعار الفائدة تدريجيا في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، على أسعار الذهب بالانخفاض تدريجيا، ومن المؤكد أنه يشكل ضغوطا على أسعار الذهب. وأضاف، أن أول تصريح حول احتمالية رفع الفائدة أدت إلی صعود الدولار، وهبوط السعر الفوري للذهب 1 في المائة إلى 1142.10 دولار للأوقية. وأشار إلى أن القلق والتوتر يسيطران علی المستثمرين وتجار الذهب من استمرار الهبوط في أسعار المعدن الأصفر، مبينا أن استمرار الهبوط في أسعار الذهب سيدفع الذهب للتنافس على الحصول على أموال المستثمرين مع الأصول ذات العائد الذي يرتفع بارتفاع سعر الفائدة. من ناحيته، قال على باطرفي؛ تاجر ذهب، إن سعر كيلو الذهب تراجع منذ بداية العام من 160 ألف ريال للكيلو إلى 133 ألف ريال، متوقعا أن يستمر التراجع خلال الأيام المقبلة، ترقبا لاجتماع المجلس الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأمريكي منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، الذي سيقرر رفع سعر الفائدة أم لا. وأضاف، أنه في حال تم رفع الفائدة الأمريكية، فإن الذهب سينخفض، في حين سيبدأ الذهب في الارتفاع التدريجي في حال إذا استمر تثبيت الفائدة إلى أن يصل سعر الأونصة إلى 1200 دولار. وأوضح باطرفي، أن ارتفاع الذهب 3 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، كان نتيجة ضعف الدولار وتثبيت سعر الفائدة للبنك الأمريكي المركزي إلى أدنى مستوى لها، ما دفع بالذهب للارتفاع من 1100 إلى 1138 دولار للأونصة، أي أثر على الكيلو ارتفاعا من ثلاثة إلى أربعة آلاف ريال للكيلو. واستدرك أنه رغم هذا الارتفاع إلا أن الأسعار تعد منخفضة، كما أن السعر الحالي يعد معقولا مقارنة بالأسعار خلال السنوات الأربع الماضية. وأشار إلى أن الحجاج أنعشوا أسواق الذهب سواء في مكة أو المدينة أو جدة، ورفعت من أرباح ومبيعات الذهب إلى أكثر من 50 في المائة تقريبا خلال هذا الشهر عن الفترة الماضية، مشيرا إلی أن المستهلكين السعوديين يشترون في المواسم من عشرة إلى 40 ألف ريال وأكثر من ذلك في المواسم، مهما ارتفعت أسعاره حال وجود مناسبات. وبين، أن الكميات التي يشتريها الحجاج النيجريون والتشاديون كبيرة وتعد أعلى سقف بين الحجاج، بمتوسط شراء 50 ألف ريال، وأدنى سعر خمسة آلاف ريال، متوقعا تراجع الطلب المحلي على الذهب خلال الأيام المقبلة، لعدة أسباب أهمها السياحة والإجازات والمستلزمات والرسوم الدراسية ودفع الإيجارات. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" أحمد الشريف عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية، إن الطلب علی الذهب ارتفع 40 في المائة خلال الربع الحالي من العام عن الربعين الماضيين، مضيفا أن الطلب ارتفع متأثرا بتراجع الأسعار الكبير إضافة إلى موسم الأعياد والأفراح. وذكر أن موسم الحج ضاعف الطلب في مكة والمدينة ومضاعفة الكميات المعروضة، مبينا أن طلب الحجاج تراجع للذهب 20 في المائة عن العام الماضي، لافتا إلى أن سعر الكيلو يبلغ 133 ألف ريال، مقارنة بـ 160 ألف ريال في بداية العام. ولفت إلى أن كل تاجر حرص علی أن يوفر الأنواع التي يفضلها الحجاج بالعيارات التي يرغبون فيها، مشيرا إلى الاختلاف الشديد في أذواق وخيارات الحجاج والأسس التي يعتمدون عليها في خياراتهم، موضحا أن تجار الغربية أصبحت لديهم معرفة كبيرة بأذواق كل بلد والذي يفضلونه أكثر من غيره. وأضاف، كما أصبح التجار في مكة والمدينة يعرفون طلب الحجاج، حيث يفضل الإندونيسيون القطع الإسلامية التي ترمز للعاصمة المقدسة ومنطقة الحرمين، ويأخذونها كتذكار لأهلهم هناك من عيار 21، أما الحجاج من شمال إفريقيا وأوروبا فيفضلون الذهب عيار 18، والحجاج الخليجيون يعد شراؤهم قليلا للذهب بسبب اكتفاء الأسواق لديهم، بينما يفضل الحجاج المصريون الذهب من عيار 21، لأن لديهم ثقة كبيرة في الذهب السعودي. وبين، أن المقيمين التشاديين في المملكة هم الأكثر شراء من الحجاج التشاديين، لافتا إلى أنهم يشترون إما جنيهات أو نوعا من الحلي يتم عمله لهم خلال ثلاثة أيام، وتكلفتها حسب وزنها وتصل في بعض الأوقات إلى أكثر من عشرة آلاف ريال. كما أوضح أن حجاج شمال إفريقيا هم من يشترون الألماس، ويشمل ذلك التونسيين والجزائريين وبعض المصريين وطبقة معينة من حجاج ماليزيا، بينما يشتري الحجاج النيجريون والعراقيون الذهب للتجارة. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" صالح سلمان بائع ذهب، إن الطلب على الذهب ارتفع في المنطقة الغربية، ما دفع التجار إلی مضاعفة الكميات المعروضة والطلبات من المصانع والورش المحلية لتغطية الطلب المتزايد خلال الموسم. وبين أن الحجاج الذين يشترون من الجنسية الهندية والبنغالية ومن اليمن والإندونيسيين والمصريين والحجاج الباكستانيين، علاوة على شراء أهل مكة بكميات كبيرة، لافتا إلی أن سوق الذهب في مكة يعد من أفضل الأسواق.
مشاركة :