سؤال ينتابني دائما وهنا سأحاول أن أجيب عنه معكم... أولا: تجنب الأماكن التي تنكأ جروحك وتثير ذاكرتك. هل تلاحظ نوبة الألم التي تعتريك عندما تمر على مكان تعرضت فيه إلى حادث، أو استضاف ذكرى تزعجك؟ بإمكانك الخلاص منها عندما تبتعد عن هذه الأماكن. ثانيا: ركز على الذكريات السعيدة. الذكريات السيئة مثل أسماك القرش تبتلعك إذا سقطت في بحرها. لن تستطيع أن تبتعد عن هذا البحر إلا إذا أبحرت في آخر يحتضنك ويعانقك ويربت على كتفك. ثالثا: لا تستعمل العطر الذي تستخدمه عندما تقابل رفيقك الذي جرحك. ذلك العطر سيجعله أمامك ويعيدك إلى دوامة الحزن العميقة. ابحث عن عطر جديد، عن ذكرى جديدة. رابعا: اقمع كل فضول؛ لتسأل عنه أو عن الشيء الذي آذاك. السؤال سيولد إجابات ستدخلك في متاهة لن تخرج منها سعيدا. صدقني. خامسا: تخلص من كل ما يربطك بهذه الذكرى ماديا، من رسائل ورقية أو نصية. احتفاظك بهذه الذكريات سيجعلك قريبا منها دائما. ستلجأ إليها في لحظة ضعف. احذف أرقام الطرف الذي تسبب لك في أذى وأسى. وجود اسمه في أجهزتك قد يحزنك ويعيده إليك. ستنزف كلما عبر أو مر هذا الرقم أو الاسم أمامك. لمَ تدخر أساك؟ انتزعه عاجلا. سيؤلمك لحظة لكن سيريحك عقودا، إنه كالشوكة بقاؤها سيظل يوجعك وانتزاعها سيتعبك قليلا، بيد أنه سيشفيك. سادسا: امض إلى الأمام. تجاوز الماضي المؤلم. البكاء على اللبن المسكوب سيجعلك أسيرا لوهم. لا بد أن تؤمن بأن هذا اللبن انسكب ولن تستطيع إعادته مهما فعلت، لكن تذكر أنك تستطيع أن تظفر بكؤوس أخرى من اللبن قد تكون أشهى. وكل ما تحتاج إليه أن تتذوقها. لن تتذوقها إلا إذا بحثت عنها وعثرت عليها. يا صديقي الحياة تمضي، ولا تتأثر بغياب أحد. استمر في رحلتك؛ لأن وقوفك لن يعيد لك شيئا بل سيجعلك تخسر المزيد من الفرص التي تنتظرك هناك. هناك تحتاج إلى أن تسافر إليها، فهي لا تتحرك. تترقبك بعطش بكامل أناقتها كوردة؛ لتقطفها. بوسعك فقط أن تحول الندبات الحزينة بداخلك إلى وشوم بديعة تستذكرها بزهو عندما ترتحل إلى وجهة جديدة. البقاء في مكانك لن يمنحك شيئا سوى الخيبة.
مشاركة :