مختصون: حادثة تدافع منى عرضية.. وتزييف الحقائق مرفوض

  • 9/27/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد مفكرون وأساتذة جامعات وقانونيون وباحثون في علم الإدارة بالمدينة المنورة بالقدرات الكبيرة والمهولة للمملكة ونجاحاتها المتكررة في مواسم الحج، مؤكدين أن بلادنا أثبتت جدارتها في إدارة الحشود وأن ما حدث من تدافع في منى عرضي والدليل بأن الحج يتكرر سنويا دونما حوادث بهذا العدد بفضل الله وأن قتلى التجمعات الرياضية وفق الإحصائيات أكبر بكثير ممن توفوا مع فارق العدد الكلي ففي حين لا يجتمع بعض عشرات الآلاف يحتشد في المشاعر قرابة الثلاثة ملايين سنويا. وذكر المختصون أن جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن لا ينكرها إلا حاسد أو متربص فالميزانيات الضخمة التي ترصد للعمارة والتوسعات المتتالية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة تعادل ميزانيات دول مجتمعة، وأن ثلاث وزارات كبرى تساندها جميع الوزارات والقطاعات الحكومية والأهلية تعمل جاهدة خلال موسم الحج لراحة ضيوف الرحمن بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -. ووصفوا وسائل الإعلام المغرضة التي تديرها الدولة الطامعة باحتلال العالم الإسلامي بأنها مكائن كذب وتزييف وتدليس، متسائلين عن غيرتها على الحجاج وهي سعت منذ ثورتها البائسة في زرع القلاقل والفتن واستهداف موسم الحج وقتل الحجاج عمدا وترصدا من خلال مظاهراتها البدعية المنحرفة دينا وسلوكا وخلقا في قبالة آلاف من الحجاج العجزة وكبار السن والمرضى. ورفع المختصون شكرهم وتقديرهم وثناءهم ودعاءهم للقيادة الحكيمة الموفقة مشددين على وقوفهم في ثبات خلفهم مؤتمرين بأمرهم في لحمة معهودة منذ تأسيس بلادنا المباركة على الكتاب والسنة. وأكد أ. د غازي المطيري المفكر الإسلامي وأستاذ كرسي الأمير نايف بالجامعة الإسلامية أن كل من درس تاريخ الحج بحيادية وإنصاف، يدرك بما لا يدع مجالا للشك تميز المملكة العربية السعودية برعاية المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة عموما والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف على الأخص وخصت بثلاث وزارات كبرى وهي: الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ويديرها رئيس بمرتبة وزير ولها ميزانية ضخمة مستقلة، ووزارة الحج، ووزارة الشؤون الإسلامية، وتسخر الدولة جميع إمكاناتها وقدراتها وما قدمته من موارد ونفقات يعادل ميزانيات دول مجتمعة، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو مكابر، أما ما يخص الحوادث المأساوية فلم تقصر الدولة في تنظيم تفويج الحجيج واشتراط المواصفات العالية على الشركات والمطوفين والأدلاء في العناية بسكنهم، وتنقلاتهم وأمنهم، ومعاقبة من يخالف في ذلك، وما حصل من حوادث فلا تخرج عن التالي: قلة وعي من الحاج وعدم تقيده بالتوجيهات حول تنظيم التفويج. حوادث إجرامية يقف وراءها عملاء دول معروفة مثل كارثة المعيصم وتفجير مكة. حوادث طبيعية فعادة ما تكون تفريطا من عدم توافر أدوات السلامة من قبل المخيمات. وأضاف: أما ما تروجه وسائل الإعلام لإحدى الدول الراعية للإرهاب وصاحبة الأطماع التوسعية وعملائها من العرب والعجم، فلا يمكن لمن يتآمر على قتل الحجيج كما في حادثة المعيصم التي ذهب ضحيتها آلاف حجاج بيت الله الحرام، أن يدعي الغيرة وهو المجرم الذي توارث الحقد والعداوة من أسلافه القرامطة الذين قتلوا آلاف الحجاج وهدموا الكعبة وخلعوا الحجر الأسود أن يكون يوما حاميا للحرمين الشريفين وهو يثير في كل موسم القلاقل والفتن، والسبب هو: إظهار الشماتة وتصفية الحسابات أمام فشل مشروعه في العالم الإسلامي وتجرع كؤوس الهزيمة والعار في اليمن وسورية والعراق، فاستغلت هذه الدولة الحادثة ووظفتها في مشروعها الفاشل المتهالك الذي استبان للمسلمين كذبه وخداعه، ولنا أن نسأل عن عدد قتلى الشعب السوري على يد جيش الدنس الإيراني ومليشيا حزب إيران اللبناني والمليشيات العراقية والباكستانية والأفغانية واليمنية الذين جلبتهم إيران لقتل السوريين، سيتبين العدد الهائل الذي تجاوز مئات الآلاف، فهل يمكن أن يصدق عاقل الدعاوى الكاذبة لإعلام إيران !، وهي تمارس القتل للشعوب العربية والمسلمة في العراق واليمن وسورية ولبنان بدعم منها وبسلاحها، مدعية الإصلاح ولابسة مسوحه زاعمة تحرير الشعوب وهي تحاول السيطرة عليهم واقتيادهم كالقطيع لفرض هيمنتها عليهم. وقال: لقد انتهت أبواق الدعاية الإيرانية إلى الفشل الذريع ولا يحتاج الأمر إلى مزيد ذكاء لافتراءاتها وهرطقتها وتجديفها، وبحثها عن أي حادثة لنفث حقدها على بلاد الحرمين الشريفين وقادة الأمة الإسلامية (المملكة العربية السعودية). وقال د. سليمان الرومي - أستاذ بالجامعة الإسلامية -: بداية نعزي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد في هذا المصاب ولاشك أن ذلك المصاب المتمثل في التدافع الذي حدث في منى وما نتج عنه من ضحايا آلم الجميع فندعو للمتوفين بالرحمة والمغفرة وللمصابين بالشفاء العاجل ويجب أن يدرك الجميع أنه مع هذه الحشود الهائلة المتمثلة بحركة أكثر من مليوني حاج في مكان محدد ووقت محدود يتوقع حدوث مثل هذا التدافع وها نحن نسمع ونرى بين وقت وآخر الكثير من هذه الحوادث في مناطق متفرقة من العالم سواء في ملاعب رياضية أو احتفالات جماهيرية على الرغم من أن تجمعاتها لا تتجاوز عشرات الآلاف ومع ذلك يحدث وفيات بالمئات. وأضاف: من ذلك مثلا مقتل أكثر من ألف زائر شيعي لإحدى المزارات في بغداد في 31 أغسطس عام 2005م نتيجة للتدافع، ومقتل أكثر من 375 شخصا في تدافع على أحد الجسور في كمبوديا عام 2010م، ثم إن الحشد لا يتجاوز بضعة آلاف، وتتكرر مثل هذه الحوادث في ملاعب كرة القدم حتى في الدول المتقدمة ففي ملعب هيل في بروكسل في 29 مايو عام 1985م قتل حوالي 70 شخصا وأصيب أكثر من 600 آخرين نتيجة التدافع، مع أن الجمهور لا يتجاوز 50 ألفا فقط، وفي عام 1982م سقط أكثر من 340 قتيلا نتيجة للتدافع في أحد الملاعب في موسكو، وفي مدينة شيغيل في بريطانيا عام 1989م حدث تدافع ذهب ضحيته 96 قتيلا ومئات الجرحى، والشاهد من ذلك أن حوادث التدافع تقع في كثير من الدول حتى المتقدمة مع أن الحشود في كثير من الأحيان لا تتجاوز عشرات الآلاف، فكيف بموسم الحج الذي يتكرر كل سنة ويحتشد فيه قرابة 3 ملايين من شتى الثقافات والطبقات الاجتماعية والفئات العمرية والصحية وفي مكان محدد ووقت محدد. وقال: الدولة أعزها الله تراجع الخطط بعد كل موسم وتضع الحلول المناسبة وتنفق المليارات في سبيل ذلك والبعيد والقريب والعدو والصديق لا ينكر جهود المملكة في عمارة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما وإيجاد الحلول للعقبات التي قد تكون سببا في بعض الإشكالات، وشواهد ذلك أكثر من أن تحصر وما مشروع جسر الجمرات الذي جعل الرمي من أسهل المناسك بفضل الحلول المبتكرة وبنائه بهذا الشكل الذي قضى على هاجس يعاني منه الحجاج في كل عام، ثم تنظيم منى في هذا النوع من الخيام المقاومة للحريق الذي قضى على مشكلة كبيرة وأبعد الخطر الذي كان يهدد الحجاج المتمثل بالحريق، ثم توسعة المسعى ومشروع توسعة المطاف، وتوسعة الحرمين وقطار المشاعر وقطار الحرمين كلها مشروعات تطويرية قضت على كثير من المعاناة التي كان يعاني منها الحجاج، وبفضل من الله ثم باهتمام حكومة هذه البلاد المباركة ونتيجة للدراسات التطويرية التي انتهجتها من خلال المؤسسات المعنية بالحج أصبحت هذه الشعيرة يؤديها الحاج بكل يسر وسهولة، وهذا لا ينكره إلا جاحد ومتربص، لذلك يجب ألا نغفل عن أمثال هؤلاء الذين غفلوا عن كل ما تقدمه المملكة لضيوف الرحمن، وكل ما تبذله في المدينتين المقدستين، لذلك نراهم فرحوا بهذا الحدث واستغلوه في تشويه ما تقدمه المملكة لحجاج بيت الله الحرام في مقابل ذلك جعلوا بيوت الله في بلادهم مراكز ومزارات سياحية يستحصلون منها المال ممتهنين حرمتها، والمتأمل في مصدر هذه الحملات يجدها من إيران وأبواقها ومعروف محاولات إيران في كل عام ومنذ ثورة الخميني لتعكير صفو الحج وإثارة القلاقل خلال هذا الموسم العظيم وهذا ليس بمستغرب عليها وقد غاظها مكانة المملكة في قيادة العالم الإسلامي ورعايتها للحرمين ووقوفها بصلابة أمام أطماعها التوسعية. وشدد خالد بن عبدالعزيز الوسيدي - مساعد مدير عام التعليم بالمنطقة - على ضخامة الخدمات التي قدمتها وتقدمها حكومة المملكة لضيوف الحرمين الشريفين وعنايتها ورعايتها الخاصة بمقدسات المسلمين وبذلها بسخاء أرقاما تريليونية من الريالات للإنشاء والإعمار والتوسعة، وما يرافق ذلك من جهود خدمية يدفع بها بمئات الآلاف من رجال الأمن وغيرهم من الوزارات والقطاعات المختلفة حكومية وأهلية حرصا على راحة الحجاج والعمار والزوار، هذه الأعمال الجبارة كانت محل إشادة عالمية من مسلمين وغير مسلمين فالكل يكبر ابتكار الحلول وإدارة الحشود في زمان ومكان محدودين، ولكن ومن المؤسف أن هناك دولة تناصبنا العداء دون حق وتحمل من الحقد منذ ثورتها المثيرة للخراب والحرب والدمار وقتل المسلمين وإثارة الطائفية وتغذيتها، هذه الدولة زرعت عملاءها في كثير من الدول تحت مسميات جذابة ظاهرها الصلاح وباطنها الموت الزعاف، وهي السبب الرئيس في شقاء أشقائنا بالعراق وسورية واليمن، ادعت نشرها للحرية فأضرمت نار الاقتتال وزادت حطبها ونفخت فيه حقدا وحسدا ليزداد لهيبها. وأضاف: الأمس واليوم وغدا ستظل تتربص هذه الدولة وأذنابها الدوائر وتبحث عن أي حادثة ولو كانت عابرة أو متوقعة حتى تطل بوجهها القبيح وتمكر بخبثها المعهود فكان لها ما أرادت من خلال حادثة سقوط الرافعة أو تدافع الحجيج وما نتج عنهما من وفيات وإصابات فتحدثت بلسانها وألسنة عملائها تشكك في قدرات المملكة ودورها كذبا وزيفا وزورا، ولكن المتأمل الحصيف والمنصف يعرف لبلادنا قدرها ولقيادتنا مكانتها ولا يعطي أذنه أو باله لمكائن الكذب " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "، ستظل بلادنا كما هو العهد خادمة للحرمين الشريفين راعية لضيوف الرحمن قبلة لكل مظلوم أو مهضوم مناصرة لكل قضية عادلة أو سلم عالمي. من جهته أكد سلطان ابن زاحم القانوني المعروف أن خدمة زوار الحرمين سواء للعمرة أو الحج هي مفخرة للسعودية وتقر بأنه واجب يقع على عاتقها، لذا جاء في دستور الدولة المسمى بالنظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ / 90 وتاريخ 27/ 8 / 1412هجري، في مادته 24 من الباب الخامس، نص: "تقوم الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفر الأمن والرعاية لقاصديهما، بما يمكن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة "، وللتأكيد بأن خدمة الحرمين والترحيب بضيوف الرحمن تسمى ملوك البلاد بلقب "خادم الحرمين الشريفين". وأضاف: أما بالنظر لحادثة تدافع منى وما نتج عنه من وفيات، فلا ريب أنه حادث عرضي، من جهته أكد محمد الخليفي "الباحث الإداري والتربوي" على المنجزات الكبرى والمشروعات الضخمة التي وجهت بها ورعتها القيادة المؤمنة الصالحة المخلصة في المملكة، التي جعلت من الإسلام منهج حياة، والمسلمين أشقاء تعيش همومهم وتسعى على راحتهم وخدمتهم، وكل منصف يرى بعين الحقيقة جملة من المشروعات بدءاً بالتوسعات العملاقة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والمسعى وصحن الطواف، وجسر الجمرات، وقطاري المشاعر والحرمين، كل ذلك من أجل حجاج بيت الله الحرام، هذا الاهتمام والحرص والعناية لا ترجو منه المملكة سوى وجه الله عز وجل أداء للأمانة التي تشرفت بها.

مشاركة :