كشفت أمواج عن أحدث ابتكاراتها العطرية «باوندلس» و«ماتيريال» اللذين ينبعان من أعماق الخيال الجامح، حيث يصوران صحوة البشرية على روعة النقاء والحرية المجردة من أي تحيز أو تمييز. وقامت بابتكار العطرين كارين فينشون سبينر وسيسيل زاروكيان اللتين تعدان من ألمع أسماء عالم صناعة العطور وذلك تحت الإشراف الإبداعي لرينو سلمون حيث استطعن أن يجسدن المعنى الحقيقي لقوة الحرية. ويصور عطر «باوندلس» فرحة غامرة ونشوة عابرة تمنح الطاقة والجرأة لمن لديهم القوة لاحتضان العالم بين أيديهم. وتبرز هذه الطاقة النابضة أشعة الشمس التي ترتد عن أوراق وأغصان الغابة المغطاة بالندى وتومض لتنعكس على مظلة مرصعة بالأزهار لترسم أشجار قوس قزح قبل أن تتوارى في الضباب. وفي عطر «باوندلس»، تعود الحياة مع قدوم الربيع حيث تتجلى نغمات واضحة من التوابل التي تتراقص بين ظلال الأشجار الداكنة. ويحدث التباين الصارخ بين أوراق القرفة والبرتقال الأحمر الممزوج بالزنجبيل الحلو لتفتح المجال أمام النغمات الوسطى الغنية بأوراق المر الراتيني والتبغ الهش لتبدو أكثر حلاوة بينما تظهر من هنا وهناك شرارة الهيل الكافوري وتبدو أكثر حيوية عندما تمتزج بزيت البردي قبل أن تتلاشى مجدداً في الضباب الذي تنشره خلاصة فانيلا مدغشقر CO2. وتتوارى المكونات البلسمية في خجل خلف طحلب البلوط لتنشر دفئها الهادئ مع البخور والإيليمي وخشب الغاياك المدخن وتصبح أكثر قوة مع فانيلا بيربون أبسولوت الذي يتألق كجوهرة متلألئة في قلب الغابة. أما عطر «ماتيريال» فهو تناقض في حد ذاته، حيث يستحضر اللامادي من المادي، ليذكرنا بأن ما في الباطن هو الجوهر. ولا يقتصر هذا العطر الرائع على كونه مجرد دراسة عن الفانيلا فحسب بل يسلط الضوء على شخصية الفانيلا وحضورها الجامح والحر. تتجلى النغمات العليا بعبق البخور والإيليمي ويفوحان معاً في موجات من الضوء البراق، حيث يحول حماسهما الحمضي الفانيلا أبسولوت إلى مادة عطرية بلسمية لها رونقها الخاص. وتتألق بدرجات اللون الذهبي الساطع بنغمات البنزوين الذي يمتزج مع هالة من فول التونكا الذي يشبه غطاء الفانيلا قبل أن تسقط في وسط مجموعة من الأخشاب الجافة المشتعلة. أما طاقة اللابدانوم والباتشولي الغني بالفانيلا وإثارة العود فيبرزون الجانب الداكن من الفانيلا، ولكن يبقى هناك شعاع ضوء بازغ عبر حلاوة زهرة الأوسمانثوس الراقية المغمورة بالمسك الأبيض التي تضع كلمة النهاية للعطر وتجعله يفوح براحة وعبير فردوسي لا مثيل لهما.
مشاركة :