مقالة خاصة: التردد بشأن اللقاحات والمتغيرات مصدرا قلق متزايد في معركة الولايات المتحدة ضد كوفيد-19

  • 5/3/2021
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يثير التردد بشأن اللقاحات وانتشار المتغيرات قلقا متزايدا في معركة الولايات المتحدة ضد وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 575 ألف أمريكي خلال العام الماضي. ودق خبراء الصحة ناقوس الخطر في وقت تكثف فيه البلاد جهودها لتطعيم سكانها تحت إدارة الرئيس جو بايدن. وتلقى أكثر من 144 مليون أمريكي جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19، وهو ما يمثل 43.6 بالمائة من السكان، وتم تطعيم 30.5 بالمائة من السكان بالكامل، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وانخفض متوسط الحالات والاستشفاء والوفيات الناجمة عن الفيروس في البلاد خلال سبعة أيام عن أعلى مستوياتها في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، أشارت أحدث تقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها باستخدام النمذجة الإحصائية إلى أن حوالي 35 بالمائة من جميع الأمريكيين أصيبوا بكوفيد-19 خلال العام الماضي، مع تسجيل 114.6 مليون إصابة تراكمية من فبراير 2020 إلى مارس 2021، بما في ذلك 97.1 مليون يعانون من أعراض و5.6 مليون حالة دخول إلى المستشفيات. وذكرت المراكز أن بعض التباين في عدد الحالات قد يكون بسبب عدم ظهور أعراض على بعض الأشخاص وفشلهم في الخضوع للاختبار، أو لأنه حتى لو ظهرت أعراض على شخص ما، فقد لا يطلب رعاية طبية أو إجراء اختبارا لتأكيد إصابته بكوفيد-19. وقال الخبراء إنه للحد من انتشار الفيروس، يحتاج ما بين 70 بالمائة إلى 85 بالمائة من سكان الولايات المتحدة إلى أن يكونوا محصنين من أجل الوصول إلى مناعة القطيع. وقال داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "التحدي الأكبر" لإدارة بايدن "سيكون الوصول إلى 20 في المائة من الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يريدون التطعيم"، مضيفا أن "هذا الرقم انخفض عما كان عليه قبل بضعة أشهر، لكنه لا يزال يشكل مجموعة كبيرة من الناس". وأشار استطلاع جديد أجرته شبكة ((سي إن إن)) إلى أن ربع البالغين الأمريكيين قالوا إنهم لن يحاولوا الحصول على لقاح كوفيد-19، وكان الجمهوريون هم المجموعة الأكثر احتمالا للقول إنها لن تسعى للحصول على لقاح. وأعرب حوالي 44 في المائة من الجمهوريين عن هذا الرأي، مقارنة بـ 28 في المائة من المستقلين و8 في المائة من الديمقراطيين. وكانت مقاومة التطعيم هي الأقوى بين الجمهوريين الأصغر سنا. وقال خبير الأمراض المعدية الدكتور ماتي هلاتشوايو ديفيس لشبكة ((سي إن إن)) يوم السبت إنه "في الأشهر القليلة الأولى، كنا نلتقط الجزء من السكان الذين يريدون حقا هذه اللقاحات، ولكننا الآن وصلنا إلى حشد "انتظر وشاهد" وحشد "لا أريده" بالمطلق". وأوضح ديفيس أن المسؤولين بحاجة الآن إلى مضاعفة جهودهم للتعامل مع تحديين رئيسيين هما "الثقة في اللقاحات" و"الوصول" إلى اللقاحات. ويتناقص عدد متلقي لقاح كوفيد-19 الراغبين بسرعة وسيتجاوز العرض الطلب في الأسابيع المقبلة، وفقا لتحليل حديث أجرته مجموعة مؤسسة "كايزر فاميلي" غير الربحية للسياسات الصحية. ولفتت المؤسسة في تقريرها الذي نُشر في 20 أبريل إلى أنه "في حين أن التوقيت قد يختلف باختلاف الولاية، فإننا نقدر أنه في عموم الولايات المتحدة ككل من المرجح أن نصل إلى نقطة تحول بشأن الحماس للقاح في فترة ما بين الأسبوعين والـ4 أسابيع القادمة". وأضافت أنه "بمجرد حدوث ذلك، ستصبح الجهود الرامية إلى تشجيع التطعيم أصعب بكثير، مما يشكل تحديا للوصول إلى مستويات مناعة القطيع التي من المتوقع أن تكون مطلوبة". وأبلغت 11 ولاية عن انخفاض في الجرعات المعطاة لمدة ثلاثة أسابيع متتالية أو أكثر، وفقا لتحليل ((سي إن بي سي)) لبيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الأحد. وكتب معهد المقاييس الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن في أحدث إحاطة عن كوفيد-19 أن "التآكل البطيء للثقة في اللقاح الذي يتكشف على مدى الشهرين الماضيين أو أكثر يدعو للقلق". وحذر الخبراء من أن تباطؤ الطلب على اللقاح قد يعقد جهود إدارة بايدن لمكافحة الوباء حيث قد تستمر متغيرات الفيروس في التحور والانتشار. وأصبح المتغير شديد القابلية للانتقال والذي تم رصده لأول مرة في بريطانيا هو السائد في الولايات المتحدة. وقالت مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتورة روشيل والينسكي في إفادة بالبيت الأبيض حول كوفيد-19 يوم الجمعة إنه "كلما زاد انتشار الفيروس وتكاثره، زادت فرص تحور الفيروس وهذا يعني فرصا إضافية لتطور المتغيرات". في غضون ذلك، تتعرض الحكومات الفيدرالية والمحلية لضغوط لإعادة فتح اقتصاداتها وسط حالة من عدم اليقين. وصرح دارين، وهو مدرس في مدرسة ثانوية خارج واشنطن العاصمة، رفض ذكر اسمه الكامل لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن طلابه غالبا ما يبدون وكأنهم خرجوا لتوهم من السرير عندما يراهم على الإنترنت، وهو يحمل أولياء الأمور والمدرسة نفسها ونقابات المعلمين مسؤولية إبطاء وتيرة عودة الطلاب في البلاد إلى المدرسة بدوام كامل. في مدرسة دارين، يحضر الطلاب شخصيا مرة واحدة في الأسبوع، على الرغم من أن هذا طوعي، وقال إن طالبا أو اثنين فقط يحضران بالفعل. وأفاد دارين أنه يعتقد أن قضاء هذا العام خارج المدرسة يمكن أن يضر بالنجاح الأكاديمي للأطفال على المدى الطويل، فضلا عن صحتهم العقلية والبدنية، نقلا عن آراء كبار الخبراء.

مشاركة :