أفسدت الموجة الثالثة لفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) احتفالات المصريين بعيد شم النسيم، وذلك بعد أن اضطرت الحكومة إلى غلق كافة الحدائق العامة والشواطئ والمتنزهات، لتجنب ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس. ويوافق عيد شم النسيم اليوم (الإثنين)، وهو عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، ويعتبر أقدم عيد في مصر، إذ يحتفل به المصريون منذ عهد الفراعنة بمناسبة بداية فصل الربيع. وعادة ما يحتفل المصريون، بهذا العيد وسط المساحات الخضراء في الحدائق والمتنزهات، ويتناولون الأسماك المملحة والخضراوات. إلا أن الحكومة قررت غلق الحدائق والمتنزهات والملاهى والشواطئ بشكل تام مع تعليق الرحلات النيلية، من أجل "منع أي تجمعات أو احتفالات للمواطنين فى شم النسيم للحد من انتشار فيروس كورونا"، بحسب بيان حكومي. وتمر مصر حاليا بالموجة الثالثة من تفشي الفيروس، وتشهد ارتفاعا في حالات الإصابات والوفيات. وبلغ إجمالي ضحايا هذا الفيروس المسجلين منذ ظهوره في مصر حتى أمس الأحد 229635 حالة إصابة، من بينها 172342 حالة تم شفاؤها، و13469 حالة وفاة. وقال سامح جاب الله (34 عاما)، وهو مدرس لغة إنجليزية، إنه "لا توجد مظاهر احتفالات في عيد شم النسيم بسبب فيروس كورونا". وأضاف الثلاثيني المصري لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "الأسرة كانت تجهز نفسها للذهاب إلى حديقة الحيوان خلال هذا العيد، إلا أننا تفاجأنا بقرار الحكومة غلق الحدائق والمتنزهات". وتابع "كنت اتمنى عدم اتخاذ هذا القرار، على أن يتم تشديد الإجراءات الاحترازية في الحدائق، وتوقيع غرامات كبيرة على المخالفين". ودعا جاب الله، الحكومة إلى أن "تجعل الحصول على اللقاح أمر إجباري بالنسبة للناس، من أجل العودة سريعا لحياتنا الطبيعية، خاصة أن منظمة الصحة العالمية تقول إن هذا الفيروس سوف يستمر لسنوات". لكن محمد حسني (29 عاما) اعتبر أن قرار غلق الحدائق والشواطئ "سليم 100%". وقال حسني، لـ "شينخوا"، "نحتفل في الأسرة دائما بعيد شم النسيم كل عام، لكن منذ ظهور فيروس كورونا لم نعد نهتم بأشياء كانت عادة لدينا، ومنها شم النسيم". وأضاف أن "الوفيات في مصر عادت للارتفاع، وإذا لم يتم غلق الحدائق والمتنزهات سيكون الوضع أسوأ بسبب الازدحام الشديد". وأردف "نعيش في رعب بسبب فيروس كورونا، ونقوم بشراء احتياجات للأسرة تكفي أسبوعين، من أجل عدم الخروج من المنزل كثيرا". أما أحمد درويش (38 عاما)، وهو أب لثلاثة أولاد، فقد قرر تغيير خطته للاحتفال بشم النسيم باعتباره "تقليد قديم من أيام الفراعنة". وقال درويش، وهو يرتدي الكمامة، "لقد كنت أخطط للذهاب مع أسرتي إلى حديقة الأزهر (في القاهرة)، للترفيه عن الأبناء الذين لا يخرجون من المنزل إلا للدراسة فقط". واستدرك "لكن بعد قرار غلق الحدائق فكرنا في حل بديل، وهو الاحتفال في المنزل، حيث قمنا بشراء الرنجة والفسيخ (أسماك مملحة) لتناولها في البيت، ووعدت أبنائي بتعويضهم بنزهة عند انخفاض أعداد الإصابات بكورونا". وأوضح أنه وأفراد أسرته يلتزمون بكافة الإجراءات الاحترازية، حيث يرتدون الكمامات، ويقومون بتغييرها كل ثلاث ساعات، كما يستخدمون المطهرات كل ربع ساعة تقريبا. بينما قالت نادية عبدالعال، وهي ربة منزل ثلاثينية، وأم لولد وبنت، "لم أشتر الفسيخ والرنجة هذا العام، لأنه لا يوجد احتفال بعيد شم النسيم، بسبب الخوف من فيروس كورونا، الذي حرمنا من أشياء كثيرة نحبها". وتابعت أنه "في شم النسيم، كان زوجي يصطحبنا إلى الأسكندرية (شمال غرب القاهرة) لقضاء يوم جميل هناك، لكن منذ ظهور كورونا ونحن لا نخرج إلا للضرورة". وأردفت "لقد قام زوجي بالتسجيل لنا في موقع وزارة الصحة من أجل الحصول على اللقاح الصيني". وبدأت مصر، في أواخر يناير الماضي حملة تطعيم الفرق الطبية بالمستشفيات الحكومية بلقاح (سينوفارم) الذي تنتجه شركة صينية رائدة، ثم بدأت في مطلع مارس الفائت تلقيح مرضى الأمراض المزمنة وكبار السن اعتمادا بشكل أساسي على لقاحي (سينوفارم) و(استرازينكا). وفي 24 أبريل الماضي، أعلنت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد، أن بلادها تعاقدت على استيراد 100 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا. وأشارت إلى أنه سيتم إطلاق قوافل تجوب جميع أنحاء البلاد، خاصة المناطق ذات التجمعات الكبيرة، لتلقيح جميع المواطنين ضمن الفئات المستحقة، في إطار الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين. كما وقعت مصر، اتفاقيات لتصنيع لقاحي "سينوفاك" الصيني و"سبوتنيك في" الروسي داخل الأراضي المصرية.
مشاركة :