16 ساعة صعبة عاشتها مستشفيات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عقب حادث التدافع في منى أمس الأول، تحولت فيها الطوارئ من اللون الأصفر إلى الأحمر. «المدينة» روت القصة كاملة وكيف تعاملت الطوارئ في المستشفيات مع هذا الحادث، الذي صنف تحت إطار «الكارثة». كانت المرافق الصحية والإسعافية في هدوء تام، وفي عمل روتيني معتاد في مشعر منى في أول أيام التشريق.. سيارات الإسعاف وبالذات الهلال الأحمر والشؤون الصحية أخذت مواقعها حسب الخطط المعتمدة.. تمرير الرسائل عبر الأجهزة اللاسلكية مستمر للتأكد من تمركز الفرق في مواقعها وفي بلاغات من هنا وهناك عن نقل بعض الحالات المرضية الطارئة إلى المستشفيات. وماهي إلا لحظات حتى تلقت غرفة العمليات بوزارة الصحة بمنى (القيادة والسيطرة) بلاغًا طارئًا عن التدافع في مشعر منى، وعلى الفور تم إعلان حالة الطوارئ من نوع البلاغ «الأصفر» وهذا يعني الاستعداد للتعامل مع حالات طارئة فورًا. وتم تحريك 500 طبيب وممرض و100 سيارة إسعاف إلى موقع الحدث. وبعد مسح سريع من الفرق الميدانية تم إبلاغ العمليات بالوضع الكامل وهو ما يصنف تحت بند «الكارثة» ليتم على الفور إعلان البلاغ الطبي «الأحمر» في جميع مستشفيات المشاعر المقدسة ومراكزها الصحية، وتمرير البلاغ إلى مستشفيات مكة المكرمة، وهو ما يعني حالة الاستنفار القصوى وإيقاف التعامل مع الحالات الباردة. استدعاء الطواقم تم استدعاء الطواقم الطبية المختلفة من الأقسام الداخلية ومن منازلهم، وبدأ المسؤولون في وزارة الصحة الانتقال إلى مكان الحادث وسط تمرير توجيهات عبر الشبكات اللاسلكية المختلفة، حيث تمتلك المرافق الصحية أكثر من 2000 جهاز لاسلكي، وتوجيه سيارات الإسعاف عبر نظام الأقمار الصناعية من أجل الوصول إلى الموقع بكل يسر وسهولة. وصلت الفرق الطبية لتشكل مناطق فرز طبية بالتعاون مع الهلال الأحمر والجهات الصحية الأخرى من أجل فرز الحالات حسب خطورتها والإسراع في النقل عبر خطة محكمة إلى المستشفيات، وتحتوي منطقة الفرز في العادة على عدة ألوان للتعامل مع الحالات حسب خطورتها فاللون الأسود يشير إلى أن الحالة المصنفة تحت ذلك اللون تعني «الوفاة» واللون «الأخضر» يعني أن الحالات بسيطة، ولاتحتاج إلى علاج، واللون «الأصفر» يعني أن الحالة متوسطة الخطورة واللون الأحمر يعني أن الحالة خطرة. ويتم على الفور التعامل معها بشكل فوري وتكون طريقة النقل إلى المستشفيات بداية من اللون الأحمر ثم الأصفر والأخضر في الأخير إذا احتاجت بعض الحالات إلى ذلك. كانت البلاغات تشير إلى كثافة أعداد المصابين وضرورة الحاجة إلى المزيد من الدعم الطبي في المواقع، ليتم بعد ذلك استدعاء المزيد من الفرق الطبية من جدة والطائف، بحيث تحتوي الفرق الطبية على أطباء في مختلف التخصصات وبالذات أطباء العناية المركزة والعظام والجراحة، والتخدير.. الكثير من الحالات وصلت إلى المستشفيات في حالة سيئة، واحتاجت إلى العناية المركزة وبعد اكتظاظ العناية بأعداد المصابين تم تحويل الكثير من أقسام الطوارئ إلى أقسام العناية المركزة بعد تجهيزها بأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة مراقبة المرضى، التي تكون عادة في وضع الاحتياط تحسبًا لأي طارئ.. وتم تحويل نحو 50 حالة من الحالات التي تحتاج عناية مركزة إلى مستشفيات الطائف وجدة لاستكمال العلاج عبر سيارات إسعاف عالية التجهيز. واستمرت مستشفيات مكة والمشاعر المقدسة في وضع البلاغ الطبي الأحمر لمدة تجاوزت 16ساعة في عمل متواصل من قبل كل الفرق الطبية لإسعاف، وإنقاذ المصابين وهي فترة طويلة جدًا، ولكن كانت سهلة بالنسبة للأطباء والممارسين الصحيين، الذين حرصوا على مواصلة الجهد والعطاء في سبيل إسعاف ضيوف الرحمن. المزيد من الصور :
مشاركة :