قادة العالم يتفقون على خطة طموحة للقضاء على الفقر خلال 15 عامًا

  • 9/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق زعماء وقادة العالم في افتتاح قمة التنمية المستدامة مساء الجمعة على خطة طموحة لمعالجة المشاكل المتفاقمة التي تواجه العالم وأهمها القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة. وبمجرد أن قام رئيس الجلسة بدق المطرقة وإعلان موافقة قادة الدول على الخطة الجديدة اشتعلت القاعة بالتصفيق حيث وافق أكثر من 150 من قادة العالم على خطة عمل قمة التنمية المستدامة الجديدة التي تضم برنامجا لعمل مشترك من المجتمع الدولي والحكومات لتعزيز الرخاء المشترك والرفاهية للجميع، ويتكون من سبعة عشر هدفا رئيسيا و169 هدفا فرعيا. ويأتي القضاء على الفقر في صدارة تلك الأهداف حيث تنص خطة الأهداف الإنمائية حتى عام 2030 على برامج للقضاء على الفقر تسير جنبا إلى جنب مع خطط النمو الاقتصادي والاحتياجات الاجتماعية مثل توفير فرص التعليم للجميع، والرعاية الصحية وتوفير مياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي والطاقة الحديثة والحد من عدم المساواة داخل البلدان وتعزيز الحكم الرشيد، والحماية الاجتماعية وخلق فرص العمل إضافة إلى أهداف التصدي لتغير المناخ، وحماية البيئة، وتنمية البنى التحتية. ويبدأ العمل في تنفيذ الخطة مع بداية يناير (كانون الثاني) 2016. وتقول إحصاءات الأمم المتحدة بأن عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع يصل إلى 836 مليون شخص في العالم، وهناك نحو 795 مليون شخص يعانون من الجوع في جميع أنحاء العالم. ويتبقى على منظمة الأمم المتحدة حشد تأييد حكومات الدول وحشد الأموال اللازمة لتنفيذ تلك الأهداف، حيث من المتوقع أن تتكلف تلك الخطة الطموحة ما بين 3.5 تريليون دولار إلى 5 تريليونات دولار سنويا حتى عام 2030. وتعتمد خطة التنمية التي تحمل شعار «تحويل عالمنا، جدول أعمال التنمية المستدامة 2030» على البناء على إنجازات الأهداف الإنمائية للألفية التي اعتمدنها الأمم المتحدة في عام 2000 لمدة خمسة عشر عاما وتركز الأهداف في الخطة الجديدة على النمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي وحماية البيئة. وخلال الجلسة لقمة التنمية المستدامة بنيويورك مساء الجمعة تحدثت الفائزة بجائزة نوبل ملالا يوسفزاي (الباكستانية التي أصيبت بطلق ناري في الرأس على يد طالبان في عام 2012) حول آيديولوجيا الجماعات المتطرفة التي تضع العراقيل أمام تحقيق التنمية، وشددت على أهمية تعليم الفتيات. وأشارت ملالا إلى الصورة المؤلمة لمعاناة اللاجئين السوريين والملايين من الأطفال السوريين الذين يعانون من الإرهاب والتشرد والحرمان من التعليم. وناشدت قادة العالم بتحقيق السلام في باكستان والهند وسوريا وفي كل ركن من أركان العالم من خلال نشر التعليم وقالت «نريد وعودكم بحماية حق كل طفل في الأمن والحرية والتعليم لأن التعليم هو الأمل والسلام». وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التحديات التي تعوق التنمية واضعا الإرهاب على رأس تلك التحديات، وقال السيسي بأن الشعب المصري يواجه آيديولوجية إرهابية متطرفة لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط بل تمتد في جميع أنحاء العالم. وأعرب الرئيس المصري عن قلقه من عدم كفاية أدوات مكافحة الإرهاب، مشددا على مسؤولية الدول الغنية في مساعدة الدول الفقيرة. وأكد السيسي على مشاركة مصر بفاعلية في جميع مراحل برنامج التنمية المستدامة وأن مصر تهدف بحلول عام 2030 إلى الحد من الفقر والقضاء على الجوع وتحقيق التنمية المستدامة والحق في التعليم للجميع، وحث جميع شرائح المجتمع للمشاركة في عملية التنمية المنشودة لتحقيق تنمية عادلة ومتوازنة، لا سيما النساء باعتبارهن يلعبن دورا محوريا في جميع مناحي الحياة. وأشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أزمة اللاجئين المتفاقمة وقالت: إنه لا يوجد حل سريع لأزمة المهاجرين بعد فرار مئات الآلاف من السوريين إلى الدول الأوروبية هربا من الحرب والفقر والاضطهاد. وشدد نارندرا مودي رئيس وزراء الهند على وضع هدف القضاء على الفقر في صدارة الأولويات القصوى لبلاده التي تعاني من أعداد ضخمة ممن يعيشون في فقر مدقع وأمد رئيس الوزراء الهندي عمل بلاده على خطط لزيادة استخدام الطاقة المتجددة. ودعا الرئيس الأفغاني عبد الله عبد الله (الذي تعد بلاده واحدة من أفقر دول العالم) إلى تعزيز الالتزام السياسي والشراكة بين الدول لتحقيق الأهداف الإنمائية حتى عام 2030 فيما وجه سليل شيتي رئيس منظمة العفو الدولية انتقادات حادة لتجارة السلاح وانتهاكات حقوق الإنسان. وقد أعلنت السويد تشكيل مجموعة عمل من تسع من قادة الدول من مختلف قارات العالم مهمتها العمل على ضمان تنفيذ الأهداف الإنمائية وتشمل ألمانيا والبرازيل وكولومبيا وليبريا وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتونس والسويد وتيمور الشرقية.

مشاركة :