كتاب ضخم يختزل حياة تشارلي تشابلن

  • 9/27/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل كتاب «أرشيف تشارلي تشابلن» البالغ وزنه ستة كيلوغرامات العمل الأشمل على الأرجح الذي وضع حتى الآن حول أحد أكبر فناني القرن العشرين. فهذا المجلد الضخم المنجز بالانكليزية مع نصوص مترجمة الى الفرنسية في كتيب من 82 صفحة، صادر عن دار «تاشن» للنشر تحت إشراف بول دونكان المؤرخ البريطاني الكبير المتخصص في تاريخ السينما الذي سبق له ان أعد أعمالاً ضخمة عن إنغمار برغمان وبيدرو المودوفار. يقع الكتاب في 560 صفحة ويتضمن أكثر من 900 صورة ويحظى بنوعية طباعة استثنائية. يستعيد المؤلَّف خطوة خطوة حياة السينمائي الكبير وأعماله. فهو ينطلق من طفولته البائسة في لندن، ويمر بعروضه الاولى في المسارح الاستعراضية البريطانية والاميركية لاحقاً. وينتقل بعدها الى أول أفلامه القصيرة اللافتة وشهرته المتصاعدة. ويقف القارئ مذهولاً أمام الرفض الذي يواجهه في اميركا التي يسكنها هاجس «مطاردة الشيوعيين» وصولاً الى فيلمه الاخير الفاشل «ايه كاونتيس فروم هونغ كونغ» (كونتيسة من هونغ كونغ) العام 1967. ويوضح دونكان في المقدمة: «مبدأ الكتاب بسيط ان نظهر كيف أنجز تشابلن أفلامه». وقد غاص المؤرخ وفريقه في محفوظات تشابلن. ويزخر الكتاب الذي يأخذ شكل حقيبة صغيرة بصور غير منشورة التقطت خلال تصوير افلام، ووثائق نادرة ومقابلات. وفيه ايضاً نصوص افلام لم ينجزها السينمائي الشهير منها مشروع فيلم عن نابليون. ويشكل تالياً غوصاً فعلياً في قلب عملية الابتكار الفني. وقد ولدت شخصية المتشرد (ذي ترامب) الشهيرة صدفة. فقد طرأت على ذهن تشابلن الذي كان متعاقداً مع شركة «كيستون»، في كانون الاول (ديسمبر) 1913 فكرة ارتداء سروال الممثل روسكو ارباكل المعروف بدور «فاتي» (السمين). وقد استعان ايضاً بسترة صغيرة جداً لممثل اخر واعتمر قبعة وجدها في المكان وانتعل حذاء مقاسه كبير جداً. وقد روى تشابلن قائلاً: «اردت ان يكون ثمة تناقض بين كل الاشياء: سروال كبير جداً وسترة ضيقة وقبعة صغيرة وحذاء كبير. لم يكن لدي ادنى فكرة عن هذه الشخصية. لكن ما ان ارتديت الملابس وتبرجت حنى تقمصت هذا الشخص. وبدأت التعرف اليه وعندما دخلت الى المسرح كان قد ولد فعلاً وكان رأسي يعج بالأفكار الفكاهية». ومع شخصية المتشرد اشتهر تشابلن سريعاً وحقق ثروة كبيرة جداً. وسمحت له الشهرة والثروة بإخراج الافلام التي يريد. وكان مهووساً بالكمال. ففي فيلم «ذي غولد راش» ينبغي على الممثلة جورجيا هايل ان تصفع الممثل مالكوم وايت الا ان تشابلن كان غير راض عن النتيجة، لذا أعاد تصوير المشهد 35 مرة. وروت الممثلة: «كان قد نفد صبري فعلاً فوجهت صفعة قوية الى مالكوم. كنت مغتاظة فتنفست عميقاً وأخرجت الهواء من أنفي! وهذا ما كان يسعى اليه تشارلي، ان أفقد اعصابي!». احتفل تشارلي تشابلن بعيد ميلاده الثامن والسبعين خلال تصوير فيلم «ايه كاونتيس فروم هونغ كونغ»، وقد وافق مارلون براندو على المشاركة في الفيلم من دون قراءة السيناريو. فكانت الكارثة لأن العلاقة بين المخرج والممثل كانت متوترة. وقد تصرف براندو بطريقة فظة مع بطلة الفيلم الممثلة الايطالية صوفيا لورين. وتضمن الفيلم مشهد قبلة. وقال تشابلن للممثلَين «انظرا الى بعضكما وكونا مقنعين»، وفشلت المحاولة الاولى.

مشاركة :