صدرت عن «تريندز للبحوث والاستشارات» مؤخراً دراسة جديدة بعنوان «الذكاء الاصطناعي وُجد ليبقى: نظرة على قطاعات التصنيع واللوجستيات والتسوق والتعليم والرعاية الصحية»، أعدها الدكتور باتريك د. بانجرت، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة سامسونج. وتشير الدراسة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تؤثر في مختلف مظاهر حياتنا بشكل مباشر، كما أصبحت تلعب دوراً مؤثراً في الكيفية التي يرى بها الناس الأشياء من حولهم وكيف يشترونها، ويفكرون فيها، بل إنها باتت تتحكم في كيفية صنع المنتجات والخدمات اليومية وطرق ووسائل تقديمها. وتخلص الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيزداد تأثيره وانتشاره وسيغير وجه الحياة خلال السنوات القليلة المقبلة. وأشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر في أدق تفاصيل الحياة، وبات بإمكانه التنبؤ بتصرفات الناس؛ فعلى سبيل المثال يتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة المرور بشكل فعّال ومن ثم منع الازدحام المروري، وهناك أيضاً استراتيجيات الدعاية والتسويق التي تطلقها كبريات الشركات العالمية، والتي تستهدف التأثير في اختيارات المستهلك وطرق تقبله للمنتجات التي توجد من حوله، فعند زيارة موقع إلكتروني خاص بأي من شركات تجارة التجزئة العالمية، غالبًا ما نجد من يسألنا على الفور من خلال «نافذة دردشة افتراضية» تستفسر عما إذا كان لدينا أي أسئلة حول الموقع أو محتوياته. وعلى الطرف الآخر من هذا البرنامج، تتم الإجابة عن تساؤلاتنا عبر أجهزة روبوت تدار بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ فعلى سبيل المثال إذا طُرحت أسئلة ذات صلة مباشرة بالمنتجات المعروضة فقد يحصل الزائر للموقع على إجابة معقولة، وهذه الروبوتات مفيدة لكل من الشركة والمستهلك؛ لأن الأخير يحصل على ردود فورية مناسبة، وفي الوقت نفسه لم تعد الشركة مرغمة على تعيين موظفين للقيام بهذه المهمة. وتتطرق الدراسة إلى مجال آخر لتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي وهو الطيران، فأسعار تذاكر الطيران تختلف اختلافاً كبيراً اعتماداً على الوقت الذي نطلب فيه معرفة السعر، فضلاً عن تاريخ السفر نفسه، والحقيقة أن هذه الأسعار يتم وضعها في وقتها الفعلي بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنها ما يعرف بـ«تقنية التوصية» وهي إحدى التقنيات التي تقوم عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي. وهناك أمثلة أخرى لهذه التقنية؛ فخدمات الاشتراك في شركات الترفيه، مثل شبكة الترفيه الأمريكية «نتفليكس» توصي بمشاهدة الأفلام استناداً على تقنية «التوصية» تلك. والأمر ذاته ينسحب على منصات التسوق الإلكتروني، مثل منصة «أمازون»، حيث تقترح تقنية «التوصية» هذه منتجات أخرى للشراء اعتماداً على ما قام المشتري بشرائه من قبل. وتوضح الدراسة طبيعة الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي من خلال إلقاء مزيد من الضوء على تأثيره في مختلف القطاعات، بما في ذلك الخدمات اللوجستية والتصنيع وصناعات الكشف والتنقيب، مثل التعدين، فقد ذاع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعدين بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، حيث يعد تحليل البيانات لتحديد موقع رواسب المعادن أحد التطبيقات الأساسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث بات بالإمكان تحسين عمليات الحفر للوصول إلى رواسب الخامات الطينية المحتوية على المعادن النفيسة الموجودة تحت سطوح مياه الأنهار والأرض بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظام الرعاية الصحية والأمثلة على ذلك عديدة؛ مثل انتشار التقنيات الرقمية المحمولة كالساعات الذكية وأجهزة الاستشعار الذكية الأخرى، مثل الأجهزة التي تنظم ضربات القلب ودورها في مجال مساعدة المرضى ومراقبة الحالة الصحية للأشخاص، ففي السابق كانت مهامها الصحية بسيطة ومقتصرة على عدد خطوات المشي اليومية ومراقبة حركة الجسم، ولكن أُضيف إليها مؤخراً حساسات لمراقبة نبضات القلب عن طريق قياس التغيرات في تدفق الدم عبر الشرايين في اليد، ومن ثم يتم جمع هذه البيانات من خلال هذه التقنيات واستخدامها في تزويد أنظمة التوصية الرقمية بالمعلومات اللازمة للوصول إلى نصائح وتوصيات مؤثرة في صحة الشخص، وهل يحتاج إلى تشخيص طبي أكثر تخصصاً أو لا، بحسب كل حالة. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :