- في يوم شديد الحرارة وفي عز القائلة كانت ام زياد تجلس بجانب بسطتها البسيطة على الرصيف تحت اشعة الشمس ( قليل من الطماطم والبصل والبطاطس وقليل من الخضروات ) تنتظر من ياتي اليها ليشتري منها لتطعم امها وجدتها واطفالها الصغار التسعة. هذا هو مكانها المعتاد منذ 3 سنوات في كل يوم تجلس فيه بجانب بسطتها ، هناك تحت اديم السماء في في كل الاجواء تبحث عن لقمة العيش فقط كان حلمها ان تجد قوتها. حلمها ان تجمع مبلغا بسيطا يكفيها ويكفي اسرتها في يومها ، ربما كانت تدعو الله ان يرزقها او ربما امها رفعت ايديها الى الله ان يرزق ابنتها لا نعلم ماذا حصل لكن ..... فجأة تغيرت حياة ام زياد واصبحت ام زياد المراة المغمورة المسكينة التي بالكاد يعرفها البعض ثم اقاربها اصبحت حديث المجالس، اصبح الكل يعرفها والكل يتعاطف معها ، بل ان الرزق قد ساقه الله اليها مرغما اكثر مما كانت تحلم به او حتى تتوقعه ... سبحان الله، الاجواء حارة في يوم قائض ، شمس تتوسط السماء كل ذلك لم يمنع الرجل الصائم من الترجل من سيارته ثم الذهاب الى ام الزياد ( وكانه مرغما بل مسير وليس مخير ) ساقه الله اليها لكي يتحدث معها ويصورها وبنشر عنها ليتداول الناس ذلك المقطع المبارك من الرجل الطيب، (صحيح انه روعها في البداية ولكن الرجل كان سببا لسعادتها ، سببا لما اتاها من ارزاق ). لن اتحدث عمن ساعدوها وعن الجهات التي وقفت معها رغم ان الجميع يستحقون الشكر والتقدير .... انما حديثي عن المنقذ الذي ساقه الله بقدرته سبحانه اليها فكان سبب لتغير حياة المراة الفقيرة الطيبة ام زياد ، عجبت حقيقة لما تعرض له من هجوم ودعاء عليه بدعوات لا يستحقها ان لم يسامحهم سيجازي الله من تعدى عليه بالدعاء ، نعم فهذا الرجل يستحق منا ان ندعو له ونشكره فلولاه لما عرفنا ام زياد، لولاه لما تعاطف الشعب كله والمسؤلين مع ام زياد، ولولاه لما وجدت ام زياد نفسها بين يوم وليله من فقيره الى صاحبة مال وخير كثير من رب العالمين، صحيح ذلك كله هو توفيق من رب العالمين لكن السبب هو ذلك الانسان الذي صور ونشر جزاه الله خير الجزاء. وهنا لنا وقفة : علينا ان نوقن ونطمئن ان الرازق هو الله وان الله اذا اراد سبحانه ارسل اليك رزقك في غمضة طرف من حيث لا تحتسب ، فالله هو الرزاق الكريم سبحانه وتعالى. وهذه القصة فيها الكثير من العبر يكفينا من تلك العبر ان من كان سببا للخير وجد من السب والشتم والدعاء ما الله به عليم، ومن العبر ان الانسان في لحظة تتغير حياته اذا اراد الله له، ومن ذلك ان الله قد يسوق اليك امرا تكره ولا تريده وهو الخير العظيم الوفير. لا اعلم لماذا مع هذه القصة تذكرت غلام موسى والخضر عليهما السلام الذي امسك به الخضر وقتله ( كان ذلك امر مفجع ومؤلم لوالديه ، وفي الواقع هو خير عظيم ساقه الله لهما حيث : .... يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما.. بقلم: عبدالله الحكمي
مشاركة :