لندن - حسم مانشستر سيتي الإنكليزي مواجهة "الأغنياء الجدد" وبلغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعدما جدد تفوقه على باريس سان جرمان الفرنسي وصيف البطل بالفوز عليه 2-صفر بفضل ثنائية الجزائري رياض محرز الثلاثاء في إياب نصف النهائي في أجواء مناخية شتوية بامتياز في شهر أيار/مايو! وكان الفريق الإنكليزي الذي توج بلقب كأس الرابطة المحلية وعلى بعد ثلاث نقاط من حسم لقب الدوري الممتاز، قطع أكثر من نصف الطريق لبلوغ النهائي بفوزه ذهاباً في باريس 2-1 بفضل محرز أيضاً إذ سجل هدف الفوز بعد أن كان فريقه متخلفاً. وعاد فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا الثلاثاء لتجديد الفوز على نادي العاصمة الفرنسية الذي تأثر بغياب نجمه كيليان مبابي للإصابة، ما أضعف حظوظه بالعودة وتكرار انجاز الموسم الماضي حين وصل الى النهائي للمرة الأولى قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني. 33 فوزاً في آخر 36 مباراة والآن، بات سيتي على بعد فوز واحد من تحقيق الهدف الأسمى الذي وُضِعَ منذ 2008 عندما انتقلت ملكيته لمجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، فيما تأجل حلم سان جرمان ومالكيه القطريين في أن يصبح ثاني نادِ فرنسي يحرز اللقب المرموق بعد مرسيليا عام 1993 بفشله في التأهل الى النهائي الثاني توالياً وفي تاريخه. ونجح سيتي أخيراً في فك عقدته في هذه المسابقة التي أحرز غوارديولا لقبها مرتين سابقاً كمدرب مع برشلونة عامي 2009 و2011، وهو الذي وصل الى نصف النهائي مرة واحدة سابقاً عام 2016 حين توقف مشواره على يد عملاق المسابقة ريال مدريد الإسباني الذي سيكون خصمه المقبل في النهائي المقرر في 29 أيار/مايو في اسطنبول، وذلك في حال نجح في تخطي عقبة مضيفه ممثل إنكلترا الآخر تشلسي الأربعاء (1-1 ذهاباً). وبتجديده فوزه على سان جرمان، خرج سيتي منتصراً في 33 من مبارياته الـ36 الأخيرة في جميع المسابقات، كما أنه لم يذق طعم الهزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم حيث فاز بجميع مبارياته باستثناء واحدة. وبات ستي أول فريق إنكليزي يحقق سبعة انتصارات متتالية في دوري الأبطال، لكن الأهم يبقى انجاز الوصول الى النهائي مع الأمل بأن تكتمل الفرحة بحسم لقب الدوري الممتاز السبت في حال فوزه على ضيفه تشلسي. ضربة قاسية من دون مبابي وكان جلوس مبابي على مقاعد بدلاء سان جرمان أبرز ما في تشكيلة الفريقين، وذلك نتيجة تعرضه لإصابة في ربلة الساق أبعدته عن مباراة الدوري المحلي السبت ضد لنس (2-1)، ما منح الأرجنتيني ماورو إيكاردي فرصة اللعب أساسياً. وخاض المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو اللقاء بوجه جديد مقارنة مع الذهاب، باشراك الإسباني أندر هيريرا في الوسط في ظل غياب السنغالي إدريسا غاي للإيقاف بعد طرده ذهاباً. وأجرى غوارديولا تعديلين على التشكيلة التي بدأت لقاء الذهاب باشراك الأوكراني ألكسندر زينتشينكو والبرازيلي فرناندينيو الذي احتفل بعيد ميلاده السادس والثلاثين، على حساب البرتغالي جواو كانسيلو والإسباني رودري، في حين أجرى تسعة تعديلات على تشكيلة مباراة الدوري الممتاز الأخيرة قبل أربعة أيام ضد كريستال بالاس (2-صفر). وأبقى غوارديولا مرة أخرى رحيم ستيرلينغ على مقاعد البدلاء، مفضلاً الاعتماد على فيل فودن والبلجيكي كيفن دي بروين ومحرز صاحب هدف الفوز ذهاباً. وبدا سان جرمان عازماً على تعويض خسارة الذهاب باكراً حيث حاصر مضيفه في منطقته واعتقد أنه حصل على ركلة جزاء لكن الحكم عاد عن قراره بعد مراجعة "في أيه آر" لأن الكرة لمست كتف زينتشينكو وليس يده (8). واستوعب سيتي فورة ضيفه ومن هجمة مرتدة بدأت من الحارس البرازيلي إيدرسون ووصلت الكرة على الجهة اليسرى لزينتشينكو فلعبها لدي بروين الذي سددها من مشارف المنطقة، اعترضها الإيطالي أليساندرو فلورنتسي، لكنها سقطت أمام محرز الذي سددها أرضية في الشباك من زاوية ضيقة (11). وكان سان جرمان قريباً من إدراك التعادل لكن الحظ عاند البرازيلي ماركينيوس بعدما ارتدت رأسيته من العارضة (17)، ثم أتبعها نادي العاصمة بفرصة أخرى للأرجنتيني أنخل دي ماريا بعد خروج وتمرير خاطىء من الحارس إيدرسون، لكن الكرة مرت قريبة جداً من القائم الأيسر والمرمى خالٍ من حارسه (18). وعرف سيتي كيف يستوعب رد فعل سان جرمان بعد الهدف وأحبط محاولاته قبل وصولها الى المرمى ثم كاد أن يخطف الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عبر محرز بتسديدة مشابهة تماماً لكرة الهدف لكن الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس كان له بالمرصاد هذه المرة (2+45). تألق محرز وطرد دي ماريا وبدأ الضيوف الشوط الثاني بضغط لكن الخطورة كانت من جانب سيتي الذي كان قريباً من توجيه الضربة القاضية للفرنسيين لولا تألق نافاس في وجه انفراد فودن (54)، قبل أن ينتقل الخطر الى الجهة الأخرى لكن زينتشينكو تألق في اعتراض تسديدة البرازيلي نيمار (55). واحتكم بعدها بوكيتينو الى الإيطالي مويس كين والألماني يوليان دراكسلر على حساب إيكاردي وهيريرا (62) بحثاً عن العودة، لكن محرز وجه الضربة القاضية لوصيف البطل بتسجيله الهدف الثاني إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة عرضية على طبق من فضة لفودن (63). وكما حصل في لقاء الذهاب، أكمل سان جرمان اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد دي ماريا بالبطاقة الحمراء لاعتدائه على فرناندينيو من دون كرة (69). وتوترت الأجواء في صفوف الفريق الفرنسي بعد ذلك وكاد أن يخسر جهود المزيد من اللاعبين لاسيما الإيطالي ماركو فيراتي بسبب الاعتراض التدخلات القاسية، في حين حاول سيتي الاستفادة من التفوق العددي لزيادة غلته وكان قريباً من ذلك لكن القائم تدخل في وجه محاولة فودن (77). وبعد اللقاء، قال محرز لشبكة "بي تي سبورت" البريطانية إنها "كانت مباراة جيدة للغاية. لم نبدأ بشكل جيد مرة أخرى، لم نقدم شوطاً أول جيداً لكننا سجلنا الهدف وشعرنا براحة أكبر. لعبنا بشكل جيد في الشوط الثاني وكان بإمكاننا تسجيل المزيد. لقد فقدوا أعصابهم وبدؤوا في ركلنا بعد البطاقة الحمراء...". وكشف "لم تكن خطة المباراة أن نلعب المرتدات، لكن كان عليهم أن يهاجموننا وربما في بعض الأحيان لعبنا متراجعين أكثر من اللزوم ونحن جيدون في الهجمات المرتدة. هكذا جاء الهدفان ونحن سعداء".
مشاركة :