اعتبر خبراء ان الضربات الجوية مثل تلك التي شنها الطيران الفرنسي في سوريا لا يمكن ان تمنع حصول مؤامرات ارهابية في فرنسا لكنها تسمح لباريس باتخاذ موقف وتوجيه رسالة. وراى هؤلاء الخبراء ان بارسال طائراتها الحربية، بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، لضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية، تهدف فرنسا بشكل خاص الى البقاء داخل اللعبة والسعي الى ان يكون لها دور في اي حل سياسي للازمة السورية. وقال المدير السابق لجهاز الاستخبارات الفرنسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "ان القول اننا سنمنع بطائرات مؤامرات ارهابية في فرنسا حجة رديئة، مثلما حصل عندما قالت ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش ان صدام حسين يتعاون مع تنظيم القاعدة لتبرير اجتياح العراق". وامام عدو متحرك يختلط بالسكان علم منذ اسابيع بوشوك حصول غارات فان فرص تدمير مركز قيادة او معسكر تدريب او منزل يشغله جهاديون منهمكون بتدبير هجوم في فرنسا بنيران طائرة رافال هي شبه معدومة. وتابع المصدر نفسه "اليوم الطريقة التي تنظم فيها الاعتداءات في فرنسا هي ان اشخاصا مستقلين يتصلون في وقت ما بشخص لا يتواجد حكما في سوريا يدفعهم للقيام بامر معين". واضاف "يقول لهم على سبيل المثال +اذهبوا الى هذا المكان وستجدون كلاشنيكوفات، افعلوا ما تستطيعون بها+. فذلك لن يكون ممكنا منع حدوثه بقصف معسكر معين في سوريا". "لاسيما وان المعسكرات لم تعد موجودة" كما قال "حتى وان كان لديهم تجمعات لوجستية او عملانية فانها تكون موقتة. فهم يعلمون انهم مراقبون على الدوام بواسطة اقمار صناعية او طائرات بدون طيار. ان المعسكرات الارهابية كانت موجودة في افغانستان قبل (هجمات) 11 ايلول/سبتمبر 2001. ومنذ ذلك الحين الجميع استخلص العبر". وبرأي اريك دينيسيه مدير المركز الفرنسي للابحاث حول الاستخبارات فان استخدام القوة الجوية في استراتيجية مكافحة الارهاب لا معنى لها البتة. وقال "القول باننا سنمنع هجمات ارهابية في فرنسا من خلال غارات جوية في سوريا هو، وهنا ازن كلماتي، امر تافه كليا"، "فعندما يفعل الاميركيون ذلك ويشنون الاف الضربات كما فعلوا في العراق، يمكن ان يكون له وقع محدود. لكن بالنسبة لفرنسا في سوريا لن يكون هناك سوى بضع ضربات رمزية. انها من قبيل الايماءات، و(بمثابة) ذر للرماد في العيون لخداع الرأي العام". وتابع "ان الحل الوحيد هو قوات برية. عندئذ يمكن القول اننا نحارب بجدية داعش". مضيفا "طالما ليس هناك احتلال للارض فان استخدام القوة الجوية سيظهر بسرعة حدوده. نرى ذلك اصلا في العراق حيث تعود معظم الطائرات الاميركية الى قواعدها بدون القاء قنابلها لعدم وجود اهداف. وعلمنا للتو ان نتائج حملاتها كان يتم التلاعب بها لاحقا للايهام بان الأمر يسير على ما يرام". وبدون اوهام كثيرة حول فعالية الغارات الجوية على المدى القصير قال عنصر في اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية طلب عدم كشف هويته "لدينا مشكلة كبرى وهي ان كثيرا من الامور تتقرر في سوريا". واعتبر هذا المصدر "لذلك كلما اتخذنا تدابير لاضعاف داعش كلما كان ذلك افضل. فكل الضربات التي سنوجهها اليهم ستخفف من الخطر اقله على المدى الطويل". واعتبر المدير السابق لجهاز الاستخبارات ان تبدل موقف فرنسا التي شاركت حتى الاحد في بعض الغارات الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وليس في سوريا، هو سياسي اكثر منه عسكري". وقال "ان ما نريده هو اظهار اننا موجودون في سوريا، وانه سيتعين التعامل معنا من اجل الحل السياسي الذي بدأ يرتسم" في الافق، "بالطريقة نفسها التي يبديها الروس من خلال تعزيز قواتهم على ساحل البحر المتوسط".
مشاركة :