شرح عالم الفضاء المصري الدكتور أسامة شلبية، تفاصيل وأبعاد خروج الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي” عن السيطرة، وهو الصاروخ الذي أطلقته الصين، يوم الخميس الماضي، وسط مخاوف من سقوطه على منطقة مأهولة بالسكان. وقال شلبية بحسب “سكاي نيوز”، إنها ليست الواقعة الأولى من نوعها، مشيراً إلى وقائع سابقة من بينها سقوط أجزاء من صاروخ فالكون 9 من تطوير شركة “سبيس إكس” في الولايات المتحدة الأميركية. وأوضح عالم الفضاء المصري أن “الصين تواجه قيوداً على استخدامات محطة الفضاء الدولية، وتسعى إلى أن يكون لها محطتها الخاصة، ومن ثم ومن أجل تأمين تواجد دائم لروادها في الفضاء، بدأت في العمل على محطتها الفضائية الخاصة، وأطلقت الجزء الأساسي للمحطة على متن الصاروخ (لونغ مارش 5 بي)”. وأشار إلى أن المحطة الصينية تحتاج إلى تجميع الأجزاء الرئيسية أو الخاصة بها، وبالتالي يتم إطلاق صواريخ تحمل هذه الأجزاء ووضع تلك الـ Modules في المدار الخاص بها؛ لبناء المحطة. وأضاف أن “المشكلة الرئيسية تكون في تلك الأجزاء التي تصل إلى نحو 22 طناً”، موضحاً أن العودة “تكون محددة بمسار ومدار وتوقيت معينين؛ كي تسقط باقي النفايات في البحر أو في أماكن غير مأهولة بالسكان، وألا تسقط في منطقة طيران أو منطقة بها قوارب أو خلافه، بما قد يسبب مخاطر كبيرة”. ويوضح عالم الفضاء المصري أن تلك الأجزاء أو الأجسام العائدة ترتطم بالغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل إلى 1200 ميل في الساعة “تحترق أجزاء منها، لكن الأجزاء الكبيرة تظل كما هي دون أن تتفتت، وتخترق الأرض.. وعندما ترتطم بالأرض قد تسبب في خطورة شديدة جداً على البشر”. ومن هنا تكمن المشكلة في فقدان السيطرة على الـ “لونغ مارش 5 بي”، وبالتالي “صار من غير المعروف مسار ولا موعد عودته إلى الأرض، بما قد يسبب مخاطر على مناطق مأهولة بالسكان.. لا نستطيع التنبؤ بشكل كبير.. والوقت قليل جداً للتنبؤ بموعد ومكان الارتطام”. ويستطرد مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة: “ذلك الارتطام تكون مخاطرة كبيرة، لكن لحسن الحظ أن مساحة المياه تغطي ثلثي الكرة الأرضية، والثلث الخاص بالأرض جزء منه غير مأهول بالسكان، بالتالي نسبة احتمالات الارتطام بمنطقة مأهولة ضعيفة”.
مشاركة :