قفز العجز التجاري الأمريكي خلال شهر مارس2012 إلى أعلى مستوى على الإطلاق، مع ارتفاع قيمة الواردات لمستوى قياسي جديد. واتسعت الفجوة في تجارة البضائع والخدمات إلى 74.4 مليار دولار في مارس من القيمة المنقحة في فبراير عند 70.5 مليار دولار، وفقا لبيانات وزارة التجارة الصادرة يوم الثلاثاء، وهو ما يتوافق مع متوسط تقديرات اقتصاديين استطلعت «بلومبرغ» آراءهم. وارتفعت الواردات بنسبة 6.3% إلى مستوى قياسي بلغ 274.5 مليار دولار، بينما صعدت الصادرات بنسبة 6.6% إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عام إلى 200 مليار دولار. وأدى الطلب من المستهلكين الأمريكيين العالقين في المنزل خلال كوفيد- 19 إلى إرسال واردات الولايات المتحدة لمستويات عالية، واكتظت الموانئ بعد التوقف المفاجئ للتجارة في بداية الوباء العام الماضي ثم اندفاع الشراء الذي أعقب ذلك، حتى مع استمرار تباطؤ الصادرات. ارتفعت أسعار الشحن بعد أن فاجأت الطفرة التجارية أواخر العام الماضي منتجي الحاويات الذين تدافعوا لتلبية الزيادة في الطلب. وأدى انسداد قناة السويس من قبل سفينة حاويات ضخمة التجارة العالمية في مارس، مما تسبب في قطع طريق حوالي 90 سفينة نقل بضائع سائبة، إلى إعادة التفكير في طرق الشحن التقليدية. وقلصت شركات صناعة السيارات الإنتاج بعد الارتفاع الكبير في الطلب على سلع مثل الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والذي ترك فائضاً أقل من الرقاقات لتلبية الانتعاش الأقوى من المتوقع في الطلب على المركبات، ويقترح الرئيس جو بايدن إنفاق 50 مليار دولار على تصنيع وأبحاث أشباه الموصلات كجزء من مبادرة لمعالجة النقص. وتضغط شركات صناعة السيارات من أجل تخصيص جزء من تلك الأموال لرقاقات السيارات، محذرة من عجز محتمل قدره 1.3 مليون في إنتاج السيارات والشاحنات الخفيفة في الولايات المتحدة العام الجاري إذا لم تعط صناعتهم الأولوية. بالتعمق أكثر في بيانات وزارة التجارة، يظهر أن قيمة واردات المركبات ارتفعت بنسبة 7.3% إلى 30.2 مليار دولار، أما صادراتها فازدادت بنسبة 7.2% إلى 12.8 مليار دولار. ووصلت أسعار الأخشاب إلى مستويات قياسية وسط طفرة الإنشاءات ونقص المنازل في الولايات المتحدة، وقفزت قيمة واردات مواد البناء إلى مستوى قياسي في مارس عند 1.29 مليار دولار. وصعد العجز في تجارة البضائع إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 91.6 مليار دولار، بينما تراجع فائض الدولة في تجارة الخدمات إلى 17.1 مليار دولار، وهو الرقم الأدنى منذ أغسطس 2012. واتسع عجز البضائع الأمريكي مع الصين في مارس إلى 36.9 مليار دولار على أساس معدل موسمياً، وهو العجز الأوسع منذ ديسمبر 2018.
مشاركة :