القدس/ سعيد عموري/ الأناضول كلّف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الأربعاء، يائير لابيد (57 عاما)، زعيم المعارضة وحزب "هناك مستقبل" (وسط)، بمهمة تشكيل الحكومة، بعد فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو (71 عاما). ولد لابيد عام 1963 في مدينة تل أبيب، ووالده هو وزير العدل السابق، يوسف لابيد، أما والدته فهي الروائية والكاتبة المسرحية والشاعرة، شلوميت لابيد. تماما مثل والده، اعتزل يائير العمل الصحفي في 2012 بعد نحو ثلاثين عاما في المهنة، حيث انخرط في الحياة السياسية، وأسس حزب "هناك مستقبل". وبهذا الحزب، خاضع لابيد، وهو ملاكم هاو ومحب للفنون القتالية، الانتخابات البرلمانية في 2013، وحصد 19 مقعدا من أصل 120 في الكنيست (البرلمان)، وهي نتيجة اعتبرتها وسائل الإعلام العبرية "مفاجأة". حينها، تحالف لابيد مع نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين) في ائتلاف، تبوأ فيه منصب وزير المالية. لكن الائتلاف لم يُعَمِّر طويلا، وتراجع دور لابيد وحزبه في الساحة السياسية، حيث حصد 11 مقعدا فقط في انتخابات 2015، واختار صفوف المعارضة منذ ذلك الحين. لكن في الانتخابات الأخيرة، مارس/ آذار الماضي، عاد نجم لابيد للبزوغ، بعد تحالفه في قائمة واحدة مع بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق- أبيض" (وسط)، المنافس الرئيس لنتنياهو. غير أنه سرعان ما انسحب لابيد من هذا التحالف، بعد ظهور نتائج الانتخابات، متهمًا غانتس، بأنه وجّه صفعة للتحالف بقبوله شروط نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن عمل لابيد في الصحاقة ساهم في تكوين شخصيته السياسية، حيث عمل في الصحافة المكتوبة، ثم انتقل إلى قنوات فضائية، أبرزها القناة الثانية الإسرائيلية (خاصة)، التي بزغ فيها نجمه الإعلامي. وتقول صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن ما مهد دخول لابيد لعالم السياسة هو كونه "شخصية تلفزيونية كبيرة ومقدم برامج له عدد ضخم من المتابعين، وهو ذكي، وفصيح، ومجتهد". ومعروف عن لابيد تأييده لحل الدولتين والانفصال عن الفلسطينيين، ومعارضته منح امتيازات لليهود المتدينين، بحسب وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يسرائيل هيوم". ويبدو أن لابيد يحظى بدعم حزبي واسع، إذ أن 56 حزبًا أوصوا بتكليفه بتشكيل الحكومة، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ومنذ إعلان تكليف لابيد، تتصاعد تساؤلات عن مدى قدرته على تشكيل الحكومة وإنهاء عصر نتنياهو، أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكما بنحو 15 عاما. ولنتنياهو خصوم عديدين في الساحة السياسية، خاصة منذ أن بدأت في 24 مايو/ أيار الماضي، محاكمته بتهم خيانة الأمانة والاحتيال والرشوة في 3 قضايا فساد. وفي حال فشل لابيد في تشكيل الحكومة، يعيد الرئيس الإسرائيلي التكليف إلى الكنيست، الذي عليه إما تقديم توصية مكتوبة بنائب يحظى بدعم 61 نائبا على الأقل أو الدعوة إلى انتخابات جديدة، وفق القانون. وفي ظل استقطاب حاد وخلافات شديدة بين الأحزاب، شهدت إسرائيل، خلال العامين الماضيين، 4 انتخابات برلمانية. وربما تتجه إسرائيل إلى انتخابات خامسة، إذا فشل لابيد هو الآخر في الحصول على أغلبية 61 نائبا من أصل 120، اللازمة لتشكيل الحكومة. ويأمل نتنياهو، وفق مراقبين، في إجراء انتخابات مبكرة جديدة، لعله يتصدر أيضا نتائجها، ويتمكن في المرة المقبلة من تشكيل الحكومة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :