خلال الساعات الماضية شهدت العاصمة المصرية لقاءات موسعة خاصة بقضية سد النهضة ، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، أمس الأربعاء، لبحث تطورات ملف السد. وأكد فيلتمان أن الإدارة الأميركية جادة في حل تلك القضية الحساسة نظراً لما تمثله من اهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، فيما أكد السيسي على النهج المرن لمصر في التعامل مع هذه القضية على مدار السنوات الماضية في مختلف مسارات التفاوض، والذي طالما قام على أساس السعي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يحقق مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا ، ويراعي حقوق ومصالح مصر وأمنها المائي ويمنع إيقاع الضرر بها، موضحا أن جميع الجهود التي بذلت خلال عملية التفاوض لم تتوصل إلى الاتفاق المنشود نتيجة غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر. وفي نفس الإطار، التقي سامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري المبعوث الأميركي حيث استعرضا مسار ملف السد منذ أن بدأت إثيوبيا بنائه، دون التشاور مع دولتي المصب وانتهاءً بالمفاوضات الجارية على قواعد الملء والتشغيل والتي لم تكلل بالنجاح بسبب تعنت أديس أبابا ورفضها كل الأطروحات الفنية حول قواعد الملء والتشغيل التي قدمتها مصر خلال المفاوضات أو التي ساهم في إعدادها وسطاء دوليين وقبلتها مصر، ومنها الاتفاق الذي انتهت إليه المفاوضات التي جرت برعاية أميركية. لكن ما هو الوضع الآن عند السد؟ وإلى أي مدى وصلت الإنشاءات التي تقوم بها أثيوبيا في بناء وتعلية الممر الأوسط منه تمهيدا لبدء الملء الثاني؟ وهل ما تقوم به حاليا يكفي لتخزين الكمية المطلوبة التي أعلنت عنها وهي 13.5 مليار متر مكعب إضافة إلى 5 مليارات متر مكعب تم تخزينها منذ العام الماضي؟ وفقا لآخر صورة التقطت بالأقمار الصناعية حتى مساء أول أمس فإن الإنشاءات التي تتم حاليا في السد لا تكفي لتخزين الكمية المقررة وهي 13.5 مليار متر مكعب، حيث تقوم أثيوبيا بتجفيف وتعلية الممر الأوسط تمهيدا للتخزين. ويكشف الخبير المصري الدكتور عباس شراقي لـ"العربية.نت" أن معدل الانجاز فى تعلية الممر الأوسط بطيئة جدا وهو ما يزيد من احتمال عدم جاهزية التوربينين المنخفضين اللذين قامت إثيوبيا بتركيبهما على السد، وبالتالى فهذا يؤكد ويدعم أيضا عدم استطاعة تنفيذ التخزين الثانى كاملا بكمية 13.5 مليار متر مكعب، مضيفا أنه وفي ظل هذا الوضع فإن أثيوبيا لن تستطيع تعلية الممر الأوسط بشكل كامل، وما يمكن تنفيذه يكفي فقط لتخزين عدة مليارات من المياه تصل إلى 3 أو 4 مليار متر مكعب من المياه وهو ما يحقق هدف أثيوبيا من الملء الثاني القائم على أسباب سياسية وليست فنية. وقال إن ما تفعله أثيوبيا هذا كفيل أن يحقق الهدف السياسي للحكومة أمام الشعب للحصول على التأييد المطلوب فى الانتخابات القادمة، ودعم رئيس الوزراء أبي أحمد فقط، مضيفا أن الوضع الحالى في السد لا يسمح بأى تخزين ولكن من المتوقع رفع وتعلية الممر بعض الشيء خلال الأسابيع القادمة، وحتى لو تم رفعه وتعليته فلن يتم إكماله لاستيعاب 13.5 مليار متر مكعب لضيق الوقت قبل دخول موسم الفيضان، وإنما يمكن تعليته لاستيعاب 4 مليار فقط وهي كمية لا تكفي لتشغيل التوربينين القائمين في السد لتوليد الكهرباء طوال العام بل تكفي لتشغيلهما لعدة شهور. ويخلص الخبير المصري إلى أن الوضع الحالي عند السد يؤكد أن أثيوبيا تستغل الأمر و تصعّد لهجتها وتعنتها لأسباب سياسية فقط، وبسبب الانتخابات، مؤكدا أنه من الصعوبة التخزين هذا العام ولو قامت بذلك بعد تعلية الممر الأوسط فلن تستطيع تخزين سوى 4 مليارات فقط.
مشاركة :