عاد حجاج بيت الله الحرام سالمين إلى ارض المملكة يوم امس عبر مطار البحرين الدولي، حيث سادت الاجواء دموع الفرح للقاء طال انتظاره، خاصة بعد ان لقي اكثر من 800 شخص يحملون جنسيات مختلفة حتفهم، اثناء ادائهم مناسك الحج في حوادث متفرقة. ووصلت أولى الرحلات الجوية إلى المطار في الساعة السادسة صباحا، ثم توالت الرحلات تباعا في الساعة التاسعة صباحا ثم الثالثة عصرا بوصول رحلتين، واختتم وصول الحجاج بهبوط طائرتين حتى الساعة الحادية عشر مساء. وصرخ احد المواطنين اثناء استقباله اخيه في صالة المطار وهو يهم لعناقه: الحمدلله على سلامتكم، خفنا عليكم في اكثر من لحظة، حج مبرور وسعي مشكور. أما الحاج علي محفوظ شاب يبلغ من العمر 24 سنة وهو احد كوادر الحملات البحرينية فقال: حوادث هذا العام حملتنا مسؤولية كبيرة في حماية الحجاج، ومراقبة اوضاعهم عن كثب طوال فترة الرحلة. وعن الامطار الغزيرة التي هطلت على مكة المكرمة قبل البدء بمناسك الحج قال: تعرض الفندق الذي نقطن فيه إلى امطار غزيرة، مما ادى لتسرب المياه الى داخل صالة الاستقبال، وقمنا بمساعدة العمال في جرف المياه الى الخارج، والتأكد من سلامة الحجاج المصابين بأمراض صحية مزمنة. واضاف علي محفوظ لـ الأيام: ان الشارع الذي شهد الحادث المأساوي في مشعر منى يبعد عن الحملات البحرينية مسافة كبيرة، وقد تم التنسيق مع بعثة البحرين الرسمية للاطئمنان كذلك على سلامة الحجاج البحرينيين والتأكد من عدم تعرض اي منهم لأي أذى يذكر. وبشأن ما حدث في بيت الله الحرام وسقوط الرافعة على الحجاج فقال: في ذلك الوقت الحجاج يطوفون ببيت الله الحرام، وعند ورود نبأ الحادث استنفر طاقم الحملة جهوده من أجل متابعة حالات المصابين والمتوفين والتأكد من خلو القائمة من اي حاج بحريني. وأشار الى ان بعثة مملكة البحرين للحج وفرت كافة التسهيلات اللازمة لضمان سلامة الحجاج البحرينيين وعودتهم لديارهم سالمين. وفي زاوية اخرى من صالة الاستقبال بمطار البحرين الدولي تحدث الحاج احمد علي وقال: مشهد لم نعتد عليه منذ فترة طويلة، الحوادث توالت متلاحقة، فما ان نسمع عن سقوط الرافعة حتى يصلنا نبأ اشتعال حريق في احد الفنادق او تهاوي جبل على فندق مطل بجانبه. واستدرك بالقول: التدافع بأحد شوارع مشعر منى اصابنا بحالة من الهلع والخوف على اشقائنا، فقمنا باتصالات عديدة لتأكد من سلامتهم وعدم تعرضهم لاي مكروه. ولا يختلف الحاج محسن الصائغ فيما ذهب إليه الاخرون، مؤكدا بأن الاحداث التي وقعت لم تقلل من شأن الجهود الجبارة التي تبذلها الحكومة السعودية لتوفير سبل الراحة والاطمئنان للحجاج.