في ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر

  • 9/28/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

حينما تقرأ تاريخ ملوك ورؤساء الدول، يذكر هذا التاريخ، أن ذاك الملك قد حكم مملكة من هذه الفترة إلى تلك، ورئيس الجمهورية الفلاني قد حكم جمهوريته من هذه الفترة إلى تلك، وقد يكون ملكاً أو رئيساً أو قائداً، وقد يكون زعيماً. وقد اجتهد مجموعة من المفكرين والكتاب والنقاد والمختصين، بتعريفهم للزعيم وسماته، فمنهم من قال، إنه إذا قال صدق، وإذا أوعد صدقه عمله قبل قوله، وعمله أكثر من أقواله، محبباً إلى أمته. ومنهم من قال: إن الزعيم لا تهمه الثروة، ولا الشهرة، وأنه يتحلى بصفات القيادة، مخلصاً جداً لشعبه ولوطنه. وقيل أيضاً: إنه صبور يواجه المشاكل بحكمة دون تسرع، شجاع في قراراته يتخذها في الوقت المناسب، وبصفة عامة، فالزعامة ملكة وهبها المولى عز وجل وأعطاه إياها.. ولا تدّرس بالمدارس والجامعات، ولكن تصقل بالعلم والتجربة والمران. ووصف أحد الحكماء، الزعيم وسماته، حيث قال: قارن بين الأقوال والأفعال، وبين الماضي والحاضر للزعيم، والصلة بينه وبين أمته.. محبباً لها متفانياً في مصالحها، وأعداؤه وأعداء أمته يصفونه بالعدو الشريف والخصم العنيد. لو ألقينا نظرة في القرن الماضي، نجد أنه قد ظهر مجموعة من الزعماء السياسيين والقادة في العالم، لهم البصمات الواضحة لشعوبهم وأمتهم وللعالم أجمع. فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جمع العناصر كلها، حيث اجتمعت في خصاله، حبه لوطنه للأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، أفعاله أكثر من أقواله، شعب الإمارات والشعوب العربية أحبوه حباً صادقاً من القلب، فهو زعيم، واكتملت كل صفات الزعامة. المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، كان قائداً وزعيماً ومجدداً للبناء والتطوير، اجتمعت فيه صفات القيادة والزعامة. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والرئيس جمال عبد الناصر، رحمه الله، أيضاً، زعيمان عربيان، تجمعهما صفات مشتركة في الزعامة والقيادة، حبهما لبلدهما والأمة العربية والإسلامية وشعوبهما، بل للشعوب الأخرى، ومن سماتهما الصدق، الإخلاص، النزاهة، الإيمان بالله، نكران الذات، التواضع. شعوبهما والشعوب العربية والإسلامية كانت أنظارها تتجه إليهما، باعتبارهما الأوفياء بأفعالهما قبل أقوالهما، وأنجزا ما قالا، وكان حبهم للزعيمين صادقاً ومخلصاً، نابعاً من مشاعر الوفاء والإخلاص، حباً طبيعياً غير مصطنع، من القلب، وقد رفضا العدوان على أي بلد عربي وإسلامي مهما كانت ذرائعه. جمعا العرب ولما شملهم، عبر تحقيق التعاون العربي وتفعيله، بدلاً من الفرقة والنظر إلى المستقبل بالتفاؤل والتضامن والازدهار، وتحقيق التواصل بين الدول العربية جمعاء، وكانا يقولان: إنه لا فائدة من المال إن لم يكن في خدمة الإنسان لتحقيق مطالبه وعيشه عيشة كريمة.. لقد عاش الزعيمان الكبيران، رحمهما الله، على هذه المبادئ السامية حتى لقوا ربهما، مطمئنين قريري العين. فترة زعامة الرئيس جمال عبد الناصر والمدّ القومي، وخاصة في الستينيات، عشناها وعشنا أحداثها، عرفناه بأفعاله وأقواله ومواقفه الداخلية والعربية، وما وصلت إلينا في حينه عبر وسائل الإعلام العالمية والمصرية، كالأهرام، المصور، روزا اليوسف، الجمهورية وأنباء الشرق الأوسط، وغير ذلك من الصحف، ونستمع إلى خُطب الرئيس جمال عبد الناصر من خلال الإذاعة المصرية في المناسبات العديدة (هنا القاهرة، وصوت العرب). جمال عبد الناصر بشر، فهو يخطئ ويصيب، وما حققه من إنجازات فاقت كل الأخطاء الصغيرة، إذا أخطأ.. أحبه الناس.. أحبه العرب من المغرب وإلى الإمارات في الشرق، وحتى شعوب العالم الأخرى أحبوه، لأنه كان عند وعده، وخاصة في نهجه القائم على فكرة طرد الاستعمار وإعطاء الشعوب الحق في حريتها، وأن تدير أمورها بنفسها دون تدخل الاستعمار.. وقد كتب السير أنتوني ناتنج عن جمال عبد الناصر، بعنوان (ناصر)، وهو وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية، وهو الذي استقال من الحكومة، والخلاف الذي حصل بينه وبين رئيس الوزراء أنطوني ايدن بغزو مصر مع فرنسا وإسرائيل عام 1956 م، سيرة جمال عبد الناصر بالتفصيل. كتاب عالميون آخرون وعرب، أنصفوا الرئيس جمال عبد الناصر وأعطوه حقه، دون تحيز له، وخاصة بعد وفاته.. والشعب المصري.. شعب أصيل، لم ينس يوماً من الأيام ما أنجزه الرئيس جمال عبد الناصر.. والشعوب العربية والشعوب الأخرى بالمثل، والتي وقفت خلفه في حياته.. وتذكر مآثره بعد مماته (إنني أكنّ احتراماً بالغاً لعبد الناصر، فهو وطني يريد القيام بشيء من أجل مصر) ديفيد بن جورين أول رئيس وزراء لإسرائيل. * باحث إماراتي

مشاركة :