تصدر الملف السوري الاهتمام الدولي في أكثر من عاصمة، أمس، فقد استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاءه المرتقب اليوم مع نظيره الأميركي باراك أوباما بالهجوم على الإدارة الأميركية وسياستها حيال سوريا، فيما حرص على اجراء اتصال بخادم الحرمين الشريفين للتباحث حول سوريا وداعش. بينما سجلت فرنسا اهتمامها بالإعلان عن غارات جوية شنتها طائراتها، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنها أسفرت عن تدمير معسكر لتنظيم داعش، شرق سوريا. وفي موسكو، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع عدد من الشبكات الأميركية، دعم واشنطن لجماعات المعارضة في سوريا بأنه غير مشروع وليس له تأثير، قائلاً إن مقاتلي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة ينضمون لتنظيم داعش بالأسلحة التي أمدتهم بها واشنطن، مجدداً موقفه ان الرئيس السوري بشار الأسد يستحق الدعم الدولي لأنه يحارب تنظيمات إرهابية. وقال في مقتطفات من مقابلة مع شبكتي سي.بي.إس وبي.بي.إس الأميركيتين بثها الكرملين في رأيي تقديم دعم عسكري لكيانات غير مشروعة يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الحديثة وميثاق الأمم المتحدة. وانتقد بوتين الخطط الأميركية لتدريب 5400 من مقاتلي المعارضة السورية لقتال تنظيم داعش، وقال: تبين أن 60 فقط من هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريباً ملائماً ولا يحمل سوى أربعة أو خمسة أشخاص السلاح. ومضى يقول فر بقيتهم بالأسلحة الأميركية لينضموا إلى تنظيم داعش، مشيراً إلى ان دعم روسيا لحكومة الأسد يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف لا نقدم المساعدة الا للكيانات الحكومية المشروعة. وتابع: حتى اليوم أخذ هذا شكل توريد الأسلحة للحكومة السورية وتدريب الأفراد وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. قمة أميركية روسية وإلى ذلك، فإن الأنظار تتجه إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، في نيويورك، وهو الأول منذ عامين، مع توقعات تشير إلى تحرك أميركي جاد لبلورة خطة من أجل حل النزاع في سوريا بعدما أصبح التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة أمراً واقعاً، ما استدعى تحركاً أميركياً لإطلاق مبادرة بشأن تسوية سياسية في سوريا. ويأتي التحرك الأميركي بعدما انتقلت واشنطن من خانة الرفض التام لأي دور سياسي لبشار الأسد في عملية انتقالية بسوريا إلى القبول المبدئي بوجوده في إطار هذه العملية على الأقل. وقال مسؤولون غربيون إن المبادرة الأميركية، التي ما زالت في مهدها، يمكن أن تجمع روسيا مع دول أخرى تؤيد المعارضة وترفض أي دور، ولو انتقالي، للأسد. اتصال مع الملك سلمان وفي سياق الحراك السياسي الذي يقدم فيه لجهوده بشأن سوريا، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات على الهاتف، السبت، حول تسوية الأزمة السورية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حسب الكرملين. وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان أن الاتصال الهاتفي جرى بـمبادرة من روسيا. وأضاف أن الزعيمين تطرقا إلى البحث عن حل للوضع في سوريا وحصول تنسيق دولي فعال من أجل التصدي لتنظيم داعش. غارات فرنسية وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن الغارات الجوية الفرنسية، التي بدأت في وقت مبكر من أمس، أسفرت عن تدمير معسكر لتنظيم داعش، في شرق سوريا. وكشف هولاند ان ست طائرات حربية فرنسية من بينها خمس طائرات من طراز رافال دمرت تماماً معسكراً للتدريب يقع في دير الزور شرقي سوريا، في غارات أعلن قصر الاليزيه عن بدئها صباح أمس. وأوضح هولاند أنه تم تحديد الموقع المستهدف بالهجوم خلال مهام الاستطلاع، مشيراً إلى انه من الممكن تنفيذ المزيد من الغارات الجوية في الأسابيع المقبلة. ومن جهة أخرى، ذكر قصر الاليزيه في بيان ان مهام الاستطلاع نفذت جنباً إلى جنب مع شركاء التحالف، ولكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أكد على أن الغارات الجوية تم تنفيذها من جانب القوات الفرنسية على نحو مستقل. ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يمكنه أن يحكم سوريا إلى الأبد، لكن المهم حالياً هو البدء بمحادثات حول عملية انتقالية سياسية. وأوضح فابيوس ان موقفه هذا يعكس وحدة رأي مع نظرائه الأوروبيين، لكن مع تمايز في التعبير. ودعا الوزير الفرنسي من جديد إلى تشكيل حكومة تضم عناصر من النظام وأعضاء من المعارضة التي ترفض الإرهاب. وأضاف أن هذه المحادثات في سوريا لا يمكن أن تكون مشروطة مسبقاً بأن بشار الأسد سيكون حاكم سوريا الأبدي المقبل.
مشاركة :