صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، ضمن سلسلة آفاق ثقافية، كتاب "من قضايا الثقافة" لمؤلفه الدكتور وهب رومية، الأستاذ في جامعة دمشق وعضو مجمع اللغة العربية. يتناول الكتاب التحولات الكبرى التي عاشتها الثقافة في الوطن العربي وتأثيرات التغييرات السياسية الكبرى التي عاشتها المنطقة عليها والثقافة ودورها في تحدي العوامل الخارجية المؤثرة أو الاستجابة لها. يتألف الكتاب من بابين رئيسيين خصص أولهما للحديث عن قضايا الثقافة العامة عبر أربعة فصول فناقش الأول محاور تشمل الأنا والآخر العولمة والعرب العولمة والثقافة والحوار بين الواقع والضرورة. أما الفصل الثاني وتحت عنوان "أثر اللغة والثقافة في المكون العروبي" فتطرق فيه رومية إلى قضايا تتعلق باللغة وعلاقتها بالفكر والثقافة والهوية فيما يعالج في الفصل الثالث الذي حمل عنوان "نظرة مستأنفة في الثقافة والعولمة الثقافية" مفهوم الثقافة وخصائصها وعلاقتها بالحضارة. ويبحث في الفصل الرابع في "مفهوم الهوية في خطاب المفكرين العرب من مطلع عصر النهضة إلى يومنا الحاضر" من خلال مرحلتين الأولى تضمنت الاتجاهات الإسلامية والعلمانية والعروبية والإقليمية الوطنية. وخصص الكاتب الباب الثاني لقضايا الثقافة الأدبية من خلال معالجة القصيدة العربية المعاصرة وتطور مضمونها وأدواتها وعلاقتها بالفنون الأخرى ومرجعياتها وأزمة القصيدة بين المبدع والمتلقي ليلقي الضوء على ما خصصته من حيز للقضية القومية وقضية فلسطين. وتحت عنوان نحو رؤية نقدية معاصرة يطرح الباحث فرضية البحث العلمية عروبة النقد بين الحلم والوهم متعرضًا إلى المشهد النقدي الراهن والنقد العلمي من التنظير إلى التفكك والاستغلاق وخريطة النقد التطبيقي المعاصر. وختم كتابه بجملة من التساؤلات تشكل بحد ذاتها قضايا عميقة وشائكة للبحث من تحديد هويتنا وما مفهوم الثقافة وما طبيعتها ووظائفها في المجتمع وهل يمكن بناء ثقافة عربية لها خصوصيتها زمن العولمة ومفهوم النقد عما إذا كان علمًا أم فنًا أم بين الاثنين وما علاقته بالثقافة وهل له دور في وظائفها المجتمعية أم هو نشاط خاص لا يرتبط بالقيم الوطنية والقومية ومفهوم الشعر وهل هو بنية لغوية معرفية جمالية أم إن العنصر المعرفي فيه هامشي ومفهوم التراث وما موقفنا منه بين القطيعة وبين التقديس والاحتماء به.
مشاركة :