بدأ ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي زيارة تستمر يومين لوادي السيليكون في الولايات المتحدة، حيث تجول في مصنع شركة تيسلا لصناعة السيارات "الخضراء" واجتمع مع تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل. ومودي (65 عاما) أول زعيم هندي يزور الساحل الغربي الأمريكي منذ أكثر من 30 عاما، وتأتي زيارته بعد زيارة قام بها للولايات المتحدة الرئيس الصيني شي جين بينج الذي التقى عدة رؤساء شركات تكنولوجيا في سياتل الأسبوع الماضي. وبحسب "رويترز"، فإن مودي يأمل في اجتذاب أموال ومهارات من المخترعين الأمريكيين للمساعدة على نمو النهضة العلمية الناشئة في الهند وسيسعى إلى تشجيع بعض الهنود الذين ازدهرت أوضاعهم في سان هوزيه في ولاية كاليفورنيا لنقل معرفتهم إلى بلادهم. وفي تيسلا التقى موديإيلون ماسك الرئيس التنفيذي وناقش معه الطاقة المتجددة التي يحرص مودي على نقلها إلى الهند. وقال متحدث باسم شركة تيسلا "إن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لـ "تيسلا" ورئيس الوزراء مودي ناقشا تطورات "تيسلا" في تكنولوجيا البطاريات وتخزين الطاقة والطاقة المتجددة والتأثيرات الإيجابية لهذا الاختراع في الهند". وسيركز أيضا قدر كبير من برنامج مودي على التواصل مع الهنود الموجودين في وادي السيليكون، والتقى مودي أيضا بعد فترة وجيزة من وصوله بعد الظهر الجالية الهندية في فندقه. ودعا مودي شركات الصناعات العسكرية الأمريكية إلى التصنيع في بلاده، في الوقت الذي تشرع فيه نيودلهي في تطبيق برنامج ضخم لتحديث المعدات الدفاعية. وجاء ذلك خلال لقاء مودي مع مارلين هيوسون رئيسة شركة "لوكهيد مارتن" ورؤساء شركات آخرين، حسبما ذكر فيكاس سواروب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية في مؤتمر صحفي. وقال سواروب "إنه بالنسبة إلى قطاع الدفاع، فإن رئيس الوزراء أكد منذ البداية أن أولويتنا هي أن تصنيع المعدات الدفاعية يجب أن يكون في الهند". وأضاف سواروب "أبلغناهم أن الهند تعرض سوقا ضخما عليكم ولدينا كل المنشآت الضرورية للتصنيع، وتوجد قوة عاملة قادرة ومستعدون لتوفير كل المنشآت المطلوبة لهذا الغرض، والتصنيع الدفاعي في الهند سيكون مربحا لنا ولكم". وتابع المتحدث الهندي أن "هيوسون ناقشت مع مودي الصناعات الجيوفضائية"، ومن المعروف أن لوكهيد ترغب في توسيع نطاق قاعدتها للتصنيع في الهند في مجال الصناعات الجيوفضائية وتطالب بسلسلة من الإصلاحات من الحكومة الهندية بما في ذلك زيادة نسبة حصة الاستثمار الأجنبي المباشر التي يبلغ حدها الأقصى 49 في المائة. وكانت "الهندية" قد أبرمت الأسبوع الماضي صفقة شراء طائرات مروحية من طراز أباتشي وشينوك من إنتاج شركة بوينج في صفقة تبلغ قيمتها نحو 2.5 مليار دولار بما يعزز العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة. وتراجع النمو الاقتصادي في الهند إلى 7 في المائة في الربع الثاني مقابل قراءة الربع السابق من نفس العام التي سجلت 7.5 في المائة، وهو ما جاء أقل من التوقعات. ويُعد الاقتصاد الهندي من أسرع الاقتصادات الناشئة نموا في العالم، ما أثار مخاوف حول إمكانية وقوعه في هوة تراجع النمو على مدار الفترة المقبلة في ضوء القراءة الحالية. لكن بعض المحللين يرون أن قراءة النمو الهندي، التي توقفت في الربع الثاني عند 7 في المائة، لا تعكس النمو الفعلي الذي حققه هذا الاقتصاد الناشئ. ويقول شالين شاه، المحلل الاقتصادي، "إن القيمة الاسمية للنمو الاقتصادي في الهند تجعلها متساوية مع الصين في سرعة النمو في الربع السابق من العام الجاري". وأضاف شالين شاه، أن "بيانات الناتج المحلي الإجمالي جاءت متسقة مع غيره من المؤشرات الاقتصادية التي ترجح أن الاقتصاد في المرحلة الأولى من مراحل التعافي عقب سنوات من النمو الضعيف"، مرجحاً أن البيانات الرسمية تبالغ في تقدير النمو الاقتصادي إلى حدٍ بعيدٍ. ونظرا لزيادة مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، بدأ كثير من المستثمرين في التركيز على الاقتصاد الهندي لتوجيه رؤوس الأموال إليه قناعة منهم بأن الهند هي المحرك القادم للنمو العالمي. ويعتقد ماهيندرا أروران المسؤول في بنك كوتا ماهيندرا في مومباي، أن أرقام الناتج المحلي الإجمالي جاءت مخيبة للآمال، لكن بالنظر إلى الصورة الكاملة للمشهد الاقتصادي، يتوقع أن يتلقى الاقتصاد الهندي دفعة قوية من ارتفاع معدل الطلب المحلي في المستقبل القريب. وأضاف ماهيندرا أنه "مع هبوط أسعار السلع، لا بد من أن تشهد أرباح الشركات انتعاشة بالتوازي مع ارتفاع معدل الإنفاق في مجال العقارات". ومن جانبه، يرى سيمون أتكنسون، المحلل الاقتصادي المتخصص في الشأن الهندي، أن كثيرين رأوا قراءة الناتج المحلي الإجمالي مخيبة للآمال، خاصة في ضوء توقعات محللي السوق التي أشارت إلى أنه هناك إمكانية لارتفاع القراءة إلى 8.00 في المائة أو أكثر، وهو ما يفوق النمو الاقتصادي الصيني. وتراجع نمو قطاع التصنيع في الهند إلى مستويات أقل من مستويات الربع السابق، وهو ما يضع مبادرات حكومة مودي على المحك. ويعتمد ارتفاع قراءة النمو في الربع المقبل من العام الجاري على الأحوال الجوية، فالموسم المقبل هو موسم الحصاد الذي يُتوقع أن يشهد أمطارا غزيرة، وحصادا وافرا، وارتفاع معدل الاستهلاك، وارتفاع دخل العاملين في القطاع الزراعي، ومن ثَمَ زيادة إنفاق تلك الفئة من العاملين في الهند.
مشاركة :